الذهب يصعد اليوم متجاهلا بيانات الصين السلبية، فما السبب؟

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا واضحا خلال تعاملات يوم الثلاثاء ، حيث تمكن المعدن الأصفر من التخلص من الضغوط الهبوطية التي وضعتها عليه البيانات السلبية الصادرة بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين أمس، حيث حصل الذهب على الدعم من عدة عوامل مكنته من توسيع أرباحه لليوم الثاني على التوالي.

الذهب الآن

وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة 0.39% لتصل إلى 1,926.76 دولارا للأوقية، كما صعدت كذلك أسعار عقود الذهب الآجلة تسليم شهر أغسطس بواقع 0.53% مسجلة 1,966.70 دولارا للأوقية.

وبالنسبة للمعادن الأخرى خلاف الذهب ، فقد ارتفعت عقود الفضة الفورية بنسبة 0.27% لتسجل 24.91 دولارا للأوقية، كما صعد البلاتينيوم بنسبة 0.61% مسجلا 985.90 دولارا للأوقية، كما هبط البلاديوم بنحو 0.82% إلى 1,302.42 دولارا للأوقية.

أبرز العوامل المؤثرة على تحركات الذهب

ارتفع الذهب اليوم مدعوما بالعديد من العوامل، والتي كان أبرزها تراجع الدولار وتداوله مرة أخرى قرب أدنى مستوياته منذ منتصف شهر أبريل الماضي مرة أخرى، على الرغم من البيانات الإيجابية الصادرة في الولايات المتحدة أمس.

و ساعد هذا على خفض تكلفة الذهب بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى خلاف العملة الخضراء، مما زاد من إقبال المستثمرين على زيادة حيازاتهم من الذهب، مع انخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك.

وكانت البيانات الأمريكية الصادرة أمس قد أظهرت تسجيل مؤشر نيويورك للقطاع التصنيعي قراءة إيجابية خلال شهر يونيو الماضي فاقت توقعات الأسواق التي أشارت لانكماشه، ولكنه مع ذلك تراجع بشكل كبير عن القراءة التي سجلها في مايو السابق، وهو ما يعكس تباطؤ النشاط الاقتصادي.

وشهدت تعاملات اليوم هبوط مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنسبة 0.16% إلى 99.69 نقطة، مما أفسح المجال أمام الذهب نحو تحقيق المزيد من الأرباح بجلسة اليوم أيضا.

وفي نفس الوقت، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تراجعا حادا أيضا ، وهو ما أعطى أفضلية للمعدن الأصفر كملاذ آمن بدلا من عوائد السندات التي تأثرت بمخاوف التباطؤ الاقتصادي بالولايات المتحدة، لتسجل عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات تراجعا بأكثر من 1% اليوم، وتستقر عند 3.75%.

على الدولار الذي كان على وشك الوصول إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عام ، في حين انتظر التجار بيانات مبيعات التجزئة من الولايات المتحدة لقياس أي تأثير على مسار التضييق النقدي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

ومن ناحية أخرى، تمكن الذهب من نفض خسائره التي تكبدها خلال جزء من تداولات أمس وتجاهل بيانات النمو السلبية في الصين – أكبر مستهلك لمعدن الذهب في العالم – بعدما أعلنت السلطات بالجمهورية الشعبية اليوم عن بعض الإجراءات الجديدة لتحفيز الإنفاق على السلع الاستهلاكية المنزلية بهدف دعم النشاط الاقتصادي.