النفط يتراجع رغم التخفيضات الطوعية وترقب نتائج اجتماع أوبك+، فما السبب؟

شهدت أسعار النفط تراجعا واضحا خلال تعاملات يوم الأربعاء رغم التخفيضات الطوعية التي أعلنت عنها كل من السعودية وروسيا هذا الأسبوع وتزامنا مع اجتماع أوبك + اليوم ، وسط تراجع معنويات المستثمرين بشأن الطلب العالمي على النفط مع تباطؤ النشاط الاقتصادي بكبار الفاعلين في السوق واستمرار دورة التشديد النقدي لدى البنوك المركزية الكبرى.

النفط الآن

وعلى صعيد التداولات، تراجعت أسعار خام النفط القياسي برنت بنسبة 0.22% إلى 75.96 دولارا للبرميل، في حين استقر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند مستوى 70.98 دولارا للبرميل.

أبرز العوامل المؤثرة على تحركات النفط

تراجعت أسعار النفط ، لتمحو العقود بعض أرباحها التي حققتها على خلفية إعلان كل من السعودية وروسيا والجزائر عن التخفيضات الطوعية بالإنتاج خلال شهر أغسطس المقبل، وسط ترقب المستثمرين لنتائج اجتماع أوبك + ، المسؤولة عن ضخ نحو 40% من إنتاج النفط بالعالم، اليوم.

وكانت السعودية قد أعلنت عن اعتزامها مد العمل بقرار التخفيض الطوعي لإنتاجها من النفط بواقع 1 مليون برميل يوميا خلال شهر أغسطس أيضا، كما أعلنت روسيا أنها ستزيد الخفض الطوعي مرة أخرى بواقع 500 ألف برميل يوميا ، وذلك خلال شهر أغسطس أيضا، في حين أعلنت الجزائر تخفيض إنتاجها بواقع 20 ألف برميل يوميا.

وجاء انخفاض اليوم وسط تراجع معنويات المستثمرين بشأن مستوى الطلب على النفط الخام وسط توقعات تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي مع ظهور البيانات الاقتصادية السلبية في بعض أهم أسواق النفط العالمية.

وأظهرت البيانات الصادرة اليوم نمو القطاع الخدمي في الصين بأبطأ وتيرة منذ 5 أشهر، حيث سجل نموا أقل من توقعات الأسواق، وجاء هذا بعدما أظهرت البيانات الصادرة للقطاع التصنيعي هذا الأسبوع انكماش نشاط المصانع في الصين للشهر الثالث على التوالي.

وأدى هذا إلى تعزيز المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين – أكبر مستورد لخام النفط في العالم - مع فقدانه للزخم القوي الذي اكتسبه جراء عودة الطلب المكبوت بعد رفع الإغلاقات الوبائية الصارمة بنهاية العام الماضي.

ومن ناحية أخرى، استمرت توقعات رفع الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي بوضع المزيد من الضغوط على أسعار النفط ، مع التوقعات بتراجع الطلب في الولايات المتحدة – أكبر مستهلك لخام النفط بالعالم – وسط احتمال استمرار دورة التشديد لفترة أطول من توقعات الأسواق.

ويترقب المستثمرون حاليا صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بوقت لاحق من اليوم، للحصول على مزيد من الإشارات حيال التحركات المرتقبة للبنك المركزي باجتماعاته المقبلة.

ومع ذلك، استطاع النفط تقليص تلك الخسائر المبكرة التي تكبدها بعد بيانات الصين، بعدما أعلنت ليبيا – إحدى دول أوبك + الكبرى – رفع إنتاجها بواقع 2 مليون برميل يوميا.