السيناريو المتوقع: كيف يتأثر اليورو بقرارات المركزي الأوروبي المرتقبة؟

السيناريو المتوقع: كيف يتأثر اليورو بقرارات المركزي الأوروبي المرتقبة؟
السيناريو المتوقع لقرارات البنك المركزي الأوروبي

تترقب أسواق العملات غدا الخميس صدور قرارات البنك المركزي الأوروبي ، وتشير التوقعات إلى أن المركزي الأوروبي قد يبيق على السياسة النقدية دون تعديل، إلا أنه قد يعطي توضيحا حول مستقبل السياسة النقدية المستقبلية، بما قد ينعكس بشكل قوي على تداولات اليورو بأسواق العملات، وفيما يلي نظرة على كيفية اتخاذ القرار داخل البنك:

أولا: نظرة على الوضع الاقتصادي وتأثيره بقرارات المركزي الأوروبي:

خلال الفترة الماضية، صدرت بيانات اقتصادية عديدة ستؤثر بقوة على قرارات المركزي الأوروبي هذا العام ومن أهم هذه البيانات بيانات القطاع التصنيعي والخدمي في أوروبا والتي أظهرت تباينا ملحوظا باستثاء ألمانيا والتي تعتبر أقوى اقتصاد أوروبي حاليا، حيث سجل مؤشر pmi التصنيعي في ألمانيا نموا بنحو 60.5 نقطة بأفضل من توقعات الأسواق. كما سجل المؤشر الخدمي نموا بمقدار 52.2 نقطة، بأعلى أيضا من توقعات الأسواق، وهو ما أثر إيجابيا بتداولات اليورو أمام العملات الأخرى.

وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات الثقة الاقتصادية في أوروبا وألمانيا تعافيا ملحوظا وتجاوزت توقعات الأسواق، حيث سجل مؤشر ZEW للثقة الاقتصادية الأوروبية نحو 49.4 نقطة، بينما كانت التوقعات تشير إلى تسجيله نحو 29.2 نقطة فقط، وهو ما أثر إيجابيا بقوة اليورو أيضا.

وأيضا، ارتفع التضخم في منطقة اليورو بقوة ليصل لمستوى 5% تقريبا، كم ارتفع التضخم الأساسي إلى 2.6% على أساس سنوي بنهاية ديسمبر الماضي. وهو ما يزيد الضغوط على قرارات المركزي الأوروبي حول السياسة النقدية.

ثانيا: أبرز تصريحات صانعي القرار داخل المركزي الأوروبي:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من التصريحات والتي تعطي توضيحا حول مستقبل السياسة النقدية الأوروبية وأبرزها تصريحات محافظ المركزي الأوروبي ، كريستين لاجارد، والتي استبعدت فيها رفع الفائدة الأوروبية، مضيفة بأن الأوضاع استقرت رغم أزمة سلاسل التوريد المستمرة، وأنه خلال العام الجاري، يجب أن تستقر الأسعار وتبدأ في الانخفاض تدريجيا. وأضافت محافظ المركزي الأوروبي بأنهم يتوقعون استقرار التضخم عند مستوى 3.2% خلال العام الجاري، وأنه لا يوجد أي سبب يستدعي أن يسير المركزي الأوروبي على نفس نهج الفيدرالي الأمريكي.

وبدوره، قال عضو البنك المركزي الأوروبي ، بيتر كازيمير، خلال تصريحات صحفية، بأن التضخم في منطقة اليورو من المتوقع أن يبلغ ذروته في الأشهر القليلة المقبلة وذلك قبل أن يبدأ في التراجع والانخفاض تدريجيا. وأضاف عضو المركزي الأوروبي بأنهم يرون بوادر استقرار في أسواق التوريد العالمية وهذا بدوره سيعمل على تهدئة ضغوط التضخم المرتفع.

ثالثا: قرارات المركزي الأوروبي المرتقبة وتأثيرها بتداولات اليورو:

تشير توقعات الأسواق إلى إبقاء المركزي الأوربي على سياسته دون تغيير خلال هذا الاجتماع، وبالتالي سيكون تركيز الأسواق منصبا على تصريحات محافظ المركزي الأوروبي كريستين لاجارد خلال المؤتمر الصحفي للبنك والذي قد يتضمن إشارات حول النمو الاقتصادي الأوروبي، كما قد تعطي تلميحات مستقبلية حول السياسة النقدية بعد إنهاء شراء السندات الطارئة كما هو مقرر في مارس المقبل وهل يتم رفع الفائدة الأوروبية قريبا، وهذا السيناريو من شأنه أن يقدم دعما قويا لليورو بتعاملات سوق العملات.

بينما على الجانب الاَخر، إذا تضمنت تصريحات لاجارد أي تأكيدات حول تباطؤ التعافي الاقتصادي الأوروبي مؤخرا، وتأثير متحور أوميكرون سلبيا على الاقتصادات الأوروبية وعدم رفع الفائدة الأوروبية قريبا حتى يتم التأكد من قوة التعافي الاقتصادي الأوروبي، فإن من شأن ذلك السيناريو التأثير سلبيا وبقوة على تحركات اليورو أمام العملات الأخرى.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image