بلومبرج: شرح كامل لدوافع صعود سعر "الذهب"، وتوقعات بأعلى ربح سنوي في 10 أعوام

بلومبرج: شرح كامل لدوافع صعود سعر "الذهب"، وتوقعات بأعلى ربح سنوي في 10 أعوام

كتب بريان وونج

Investing.com- قارب صعود الذهب اليوم أعلى مستوياته في تسع سنوات مقابل الدولار الأمريكي خلال هذا الصباح. يأتي ارتفاع الذهب بدعم من تباطؤ وتيرة تعافي الاقتصاد، وتزايد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بما يدفع المستثمرين لطلب الملجأ من الملاذات الآمنة.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.47% وصولًا لسعر 1,873 دولار للأوقية. ولا يبعد الذهب كثيرًا عن مستوياته القياسية المسجلة في 2011. عادة تتحرك الأسهم في اتجاه يعاكس الذهب، ولهذا تراجعت الأسهم الآسيوية ليوم الخميس.

يقول أولي هانسين، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك: "باقتراب الذهب من الرقم القياسي سيكون التحرك في حقل مغناطيسي أقوى، وربما يرى الذهب تحديًا قويًا قبل معاودة الوصول لتلك الأرقام."

يتصاعد التوتر السياسي بين الصين والولايات المتحدة بما يزيد مكاسب الذهب. فأمرت الولايات المتحدة الصين بإغلاق قنصليتها في تكساس، هيوستن، وسط مزاعم حول محاولات تجسس صينية لسرقة بيانات أمريكية هامة حول علاج فيروس كورونا، وأدان وزير الخارجية الصين هذا القرار، وقال إنه "استفزاز سياسي."

بينما يظل التعافي الاقتصادي للولايات المتحدة في حالة من التباطؤ مع الارتفاع القوي في عدد حالات الإصابة عالميًا ومحليًا. وسجلت الولايات المتحدة لليوم الثاني على التوالي أكثر من ألف حالة وفاة. وارتفع رقم الإصابات العالمي فوق 15 مليون في 23 يوليو، وفق بيانات جونز هوبكينز.

وتستمر مفاوضات الكونجرس الأمريكي حول حزمة التحفيز الجديدة التي تنتهي صلاحيتها بنهاية شهر يوليو.

تقول تحليلات بلومبرج إن المحرك الرئيسي وراء صعود الذهب بقوة هو ما ينتاب سوق السندات الأمريكية من عوائد سلبية يتعمق هبوطها، وهذا ما سدفع المعدن الثمين لتسجيل أرقام قياسية.

ارتفعت أسعار الذهب هذا العام بنسبة 22%، ويبعد حوالي 70 دولار أو أقل عن المستويات القياسية المسجلة في 2011. بينما عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 5 سنوات يصل عائدها الآن لـ -1.15%، وبمجرد تراجع آثار التضخم، ووصول السندات لمستويات 7 أعوام المنخفضة، لن يكون هناك عائق في وجه الذهب. ويخشى المستثمرون الآن ضعف الاقتصاد، واستمرار التداعيات من فيروس كورونا.

يقول بيتر جروسكوبف، الرئيس التنفيذي من سبروت إنك: "الذهب هو أحد أشكال شراء الحماية، ومع هبوط عوائد السندات الحقيقية دون الصفر، سيظل الذهب جذابًا كوسيلة تحوط."

ومع استمرار بحث المستثمرين عن الملاذ الآمن يتدفق الطلب الاستثماري على الذهب بقوة، وزادت حيازات صناديق المؤشرات المتداولة بنسبة 28% لأكثر من 105 مليون أوقية، وفق بيانات بلومبرج، ويصل قيمة الحيازات لـ195 مليار دولار أمريكي.

كما تدفع عوائد السندات الدولار الأمريكي نحو الأسفل، ليتداول عند أدنى المستويات منذ مارس الآن. ويعود هبوط الدولار للتالي، عندما يزيد الطلب على سندات الخزانة الأمريكية يضطر المتداولون ممن لا يملكون دولار أمريكي ويتعاملون بعملات أخرى، شراء الدولار الأمريكي مقابل عملاتهم لشراء السندات.

وبما أن السندات ليست مغرية، فلا يوجد طلب قوي على الدولار الأمريكي كما كان. أمّا الذهب فعكس السندات، يقويه ضعف الدولار، لأن السلعة مقومة بالدولار، وتراجع الدولار يعني تراجع سعر حيازتها من المتداولين حاملين العملات الأخرى، بما يقول بزيادة الطلب.

وصل الدولار الأمريكي لاختراق 1,000 عند بداية الأزمة المالية العالمية في 2008. ووصل في سبتمبر 2011 لـ1,921.17 دولار للأوقية. والرالي (التجميع الصاعد الحالي) يضع الذهب على مسار أكبر ربح سنوي في 10 سنوات.

يقول يوتشي إكيموزو، من رابطة سوق السبائك باليابان: "طالما استمر الوضع الراهن، الذهب مستمر بالصعود." "فما يقع على كاهل الدولار من ضغوط المتولدة من أزمات عوائد السندات، والإنفاق المالي، وسياسات التيسير تصب في صالح الذهب."


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image