النفط يتراجع بقوة لأدنى مستوياته هذا الشهر رغم بيانات الصين، فلماذا؟

النفط يتراجع بقوة لأدنى مستوياته هذا الشهر رغم بيانات الصين، فلماذا؟
نفط

شهد النفط تراجعا حادا خلال تعاملات يوم الأربعاء ، وذلك بأعلى وتيرة انخفاض منذ يوم 23 مارس الماضي، وصلت على إثرها أسعار عقود الخام لأدنى مستوياتها خلال شهر أبريل الحالي، منذ القفزة القوية التي شهدتها أسعار النفط جراء قرار أوبك + بخفض الإنتاج في أول أبريل.

النفط الآن

وعلى صعيد التداولات، هبطت أسعار العقود الآجلة لخام النفط القياسي برنت بواقع 4.11% إلى 82.82 دولارا للبرميل، في حين تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 4.33% لتسجل 79.03 دولارا للبرميل، كما انخفضت كذلك أسعار العقود الآجلة لزيت التدفئة بالولايات المتحدة بواقع 1.66% إلى 2.56 دولارا للجالون.

أبرز العوامل التي دفعت النفط للهبوط بشكل حاد اليوم

كان النفط قد شهد انتعاشا طفيفا بتعاملات أمس جراء بيانات النمو الفصلية القوية في الصين، والتي عززت المعنويات بشأن تزايد الطلب على النفط وسط استمرار انتعاش أكبر الاقتصادات المستوردة للخام عالميا، وتزايد توقعات معدل النمو لهذا العام، خاصة بعد النمو القياسي لمستويات إنتاج النفط بالمصافي الصينية خلال شهر مارس الماضي.

ولكن أنظار المستثمرين تحولت الآن نحو تأثير رفع الفائدة المرتقب للبنوك المركزية الرئيسية، وعلى رأسها بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي، والتأثير المحتمل لتلك القرارات على مستوى الطلب العالمي على النفط، حيث من المتوقع أن يؤدي هذا لإبطاء معدل النمو بشكل كبير لدى أكبر مستهلك عالمي لخام النفط، وهو ما سيحد من الطلب عليه.

وجاء هذا التراجع بأسعار النفط والتوقعات المتشائمة لمستوى الطلب على الخام بعد تصريحات عضو الاحتياطي لولاية أتلانتا، رافائيل بوستيك، أمس الثلاثاء بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم على الأغلب برفع الفائدة مرة أخرى بمايو لمحاربة التضخم، الأمر الذي أكد عليه أيضا عضو البنك بولاية سانت لويس ، جيمس بولارد، وهو ما عزز توقعات الأسواق ، التي وصلت إلى 88.1%، باحتمالية رفع آخر بواقع 25 نقطة أساس.

وتفوقت المعنويات المتشائمة للمستثمرين بسوق النفط على التوقعات المتفائلة، حيث أنه بالرغم من بيانات النمو القوية للغاية بالصين خلال الربع الماضي، حيث سجل نموا بواقع 4.5%، إلا أن التعافي القوي بعد إعادة الفتح قد فشل في تقديم الدعم القوي الذي كان متوقعا أن يحدث لأسعار النفط ، التي لاقت الدعم فقط من قرار أوبك في بداية شهر أبريل بدلا من ذلك.

وقد يعني هذا أنه مع تباطؤ زخم النمو في الصين بالنصف الثاني من عام 2023، فإن النفط قد لا يحظى بمزيد من الدعم القوي بفعل نمو الطلب داخل الصين، في ظل تباطؤ الطلب العالمي على الجانب الآخر بالولايات المتحدة ومنطقة اليورو، التي تستعد أيضا لرفع آخر بأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي باجتماع مايو المقبل، في ظل التضخم الأساسي الذي لا يزال مقاوما لجهود التشديد النقدي.

ومن ناحية أخرى، زادت الضغوط الهبوطية على أسعار النفط،نتيجة الأنباء التي نشرتها وكالة رويترز بوقت مبكر من اليوم، والتي أفادت بأن المصافي الأسيوية قد استمرت بشراء خام النفط الروسي – الأورال – خلال شهر أبريل الحالي رغم العقوبات الغربية المفروضة، حيث اشترت كلا من الصين والهند الغالبية العظمى من النفط الروسي حتى الآن خلال أبريل بأسعار تفوق الحد الأقصى الذي فرضه الغرب، والبالغ 60 دولارا للبرميل.

هذا كما شهد الدولار الأمريكي ارتفاعا قويا خلال تعاملات اليوم مع تزايد الرهانات على رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، وهو ما زاد من خسائر النفط المسعر بالعملة الأمريكية، حيث يؤدي هذا إلى زيادة تكلفة خامات النفط بالنسبة للمستثمرين حاملي العملات الأخرى، مما يؤدي إلى خفض الطلب على الخام.

وفي تلك الأثناء، تترقب سوق النفط الآن صدور بيانات مخزونات النفط الأمريكية للأسبوع الماضي عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بوقت لاحق من اليوم، والتي ستوضح مدى تأثير النشاط الاقتصادي بالولايات المتحدة على مستوى الطلب على مخزونات النفط المخصصة للاستهلاك، بعدما أظهرت البيانات الأولية الصادرة عن معهد البترول الأمريكي أمس تراجع مخزونات الخام الأمريكية بنحو 2.68 مليون برميل الأسبوع.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image