النفط يستمر بتعميق خسائره، فما السبب؟

النفط يستمر بتعميق خسائره، فما السبب؟
النفط الهابط

استمرت أسعار النفط بالتراجع يوم الاثنين للجلسة الثالثة على التوالي وسط توقعات المستثمرين بزيادة تشديد السياسة النقدية لمكافحة ارتفاع التضخم الأمريكي واحتمال توسيع نطاق عمليات الإغلاق الوبائية في الصين.

 

أسعار النفط

وعلى صعيد تداولات النفط ، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت خلال جلسة الاثنين بنحو 1.56% أو ما يعادل 1.90 دولارا ليصل إلى 120.11 دولارا للبرميل.

وفي الوقت ذاته، انخفضت أيضا العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.64% أو ما يعادل 1.98 دولارا ليصل إلى 118.77دولارا للبرميل، وسط عمليات بيع أوسع في سوق النفط ، ولكنه حقق مكاسب أسبوعية بنحو 1.5% الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من خسائر النفط الأخيرة، إلا أنه لا يزال مرتفعا بنحو 60% هذا العام، حيث أدى تزامن تعافي الطلب بعد رفع قيود الإغلاق الوبائية مع شح الكميات المعروضة من النفط نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى دعم أسعار الخام.

كما أدت الحرب كذلك إلى زيادة التضخم لمستويات قياسية، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة جميع السلع من الغذاء إلى النفط ، حيث سجلت أسعار البنزين بالولايات المتحدة مستويات قياسية بشكل متكرر، ووصلت مؤخرا إلى 5 دولارات للجالون.

 

أبرز الأحداث المتعلقة بسوق النفط

وصل التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له خلال 40 عاما خلال شهر مايو وفقا للبيانات الصادرة يوم الخميس، مما زاد من احتمالية رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وعلى الجانب الآخر بدأت الصين بإعادة فرض إجراءات الإغلاق الوباية مع ارتفاع الحالات بشكل واضح، بعد أسابيع فقط من تخفيفها ببعض المقاطعات الرئيسية مثل شنغهاي، مما سيؤثر بشكل سلبي بحجم الطلب على النفط .

وصرحت بكين بأن التفشي الأخير لفيروس كوفيد-19 الذي كان مصدره حانة شعبية ثبت أنه أكثر صعوبة للسيطرة عليه من المجموعات السابقة.

ومع تزايد عدد الإصابات في بكين وشنغهاي وسط موسم الاختبارات، فقد قررت السلطات تأجيل إعادة فتح معظم المدارس بالعاصمة التي كان من المقرر فتحها اليوم، بينما منعت معظم المناطق في شنغهاي تناول الطعام بالمطاعم.

ومن ناحية أخرى استمر إلحاح الولايات المتحدة على دول أوبك لتزيد حجم إنتاجها من النفط الخام، للمساعدة بالسيطرة على ارتفاع أسعار البنزين والتضخم القياسي، حتى بعد إعلان السعودية عن زيادة إنتاجها من النفط بشهر يوليو.

وأفاد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت بأنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن زيارة المملكة العربية السعودية، ولكن الهدف من الزيارة لن يكون بسبب مسألة النفط وقطاع الطاقة فحيب.

 

رؤية المحللين لأسعار النفط

كررت مجموعة جولدمان ساكس يوم الجمعة التأكيد على أن أسعار الطاقة والنفط لا يزال أمامها مساحة للصعود حتى يبدأ المستهلكون الأمريكيون بخفض استهلاكهم من النفط .

وبرر كبير محللي السلع في البنك داميان كورفالين الأمر بأن مرونة المستهلك لا تزال كافية لاستيعاب الأسعار الآخذة بالارتفاع بعد فترة الإغلاق الطويلة.

وترى مؤسسة Vanda Insights فاندانا هاري أن التضخم قد بدأ بالفعل يضغط على المستهلكين بجميع أنحاء العالم، وبدأت الآن المخاوف بشأن ما سيحدث بعد ارتفاع الطلب على النفط خلال فصل الصيف بالظهور.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image