ماذا دفع ارتفاع سعر "الذهب" عالميًا قرب 2,000$؟

ماذا دفع ارتفاع سعر "الذهب" عالميًا قرب 2,000$؟

قفزت أسعار الذهب بأكثر من 2% لتخترق مستوى 1,990 دولار للأونصة للمرة الأولى في أسبوع، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي، وسط ضعف عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بـ45.35 دولار، بنسبة 2.3%، لـ1,995.15 دولار للأونصة، بعد الوصول للذروة عند 1,995.95 - أعلى مستوى منذ 11 أغسطس؟

على الأساس اليومي ارتفع الذهب بأعلى نسبة مئوية منذ 7 مايو، عندما ارتفع بنسبة 2.3% لليوم.

بينما الذهب في المعاملات الفورية، ويعكس سعر سبائك التسليم الفوري، فتخلف قليلًا عند 1,983.59 دولار للأونصة، بارتفاع 39.10 دولار للأونصة.

وهبطت عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات بنسبة 4%. وتتقدم أسعار الذهب مع شراء بافيت لأسهم ثاني أكبر شركة تعدين في العالم

شراء وارن بافيت لأسهم باريك جولد، هل سيُلمع الذهب؟

تقدمت أسعار الذهب في أول أيام الأسبوع، بعد أن وجدت الدعم جزئياً في تراجع عائدات السندات الحكومية وتراجع العملة الأمريكية، مما زاد من جاذبية المعدن الثمين، كما تراجعت عوائد السندات لليوم.

ولكن هنالك أمر من الممكن أن يكون قد أضاف إلى جاذبيته اليوم، فلقد جذب المعدن الأصفر كذلك اهتماماً إضافياً بعد قدم ملف تداول عام قدم نظرة خاطفة على مقتنيات شركة المستثمر الأسطوري وارن بافت (بيركشاير هاثاواي) والتي كشفت أن المجموعة الإستثمارية قد قامت خلال الربع الثاني من العام بشراء حصة جديدة من الأسهم في شركة (باريك غولد)، ثاني أكبر شركة لتعدين الذهب في العالم.

خلال الأسبوع الماضي، تعرض الذهب لضغوطات مع ارتفاع عوائد سندات الخزينة الأمريكية إلى أعلى مستوى لها في ثمانية أسابيع، مما قلل من جاذبية الذهب. ومع ذلك، يصر المتحمسون للصعود على أن حالة عدم اليقين التي نشهدها بشأن الإقتصاد العالمي بسبب فيروس كورونا، يجعل المعدن الثمين رهاناً قوياً على المدى الطويل، خاصة وأن الدول الكبرى قد أنفقت تريليونات الدولارات لدعم اقتصاداتها المتضررة.

وكانت عوائد سندات الخزينة الأمريكية قد تراجعت خلال تداولات اليوم الإثنين، فسجل عائد سندات الـ 10 سنوات 0.685٪ بينما تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.33٪. يستفيد الذهب من انخفاض العوائد لأنه لا يقدم عائد مقابل الاستحواذ عليه، بينما يمكن أن يؤدي ضعف الدولار إلى جعل السبائك الذهبية أكثر جاذبية لمستخدمي العملات الأخرى.

يرى بعض الخبراء أن التراجع الأخير على أسعار الذهب والفضة بعد ان حققتا مكاسب كبيرة جداً في الفترة الأخيرة، يمثل مرحلة إستراحة من الاتجاه الصعودي القوي، قبل استئناف الاتجاه في المرحلة القادمة. وكان الذهب قد عانى من تراجع حاد يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، مما ساعد على قطع سلسلة مكاسب أسبوعية كان قد حققها قبل ذلك.

ما أهم توقعات الذهب الآن؟

وكتب كارلو ألبرتو دي كازا، كبير المحللين في أكتيف تريدرز، في تقريره: "سيكون لدينا إشارة صعودية جديدة في حال اخترقنا مستوى 1,965 دولار بشكل واضح، في سيناريو تهيمن عليه أخبار فيروس كورونا والمخاوف من المزيد من إجراءات الإغلاق. وأضاف دي كازا: "هنالك نقطة أخرى على قائمة الأمور التي تدعم أسعار الذهب، وهي التوقعات بشأن المزيد من إجراءات التحفيز من قبل البنوك المركزية العالمية. من جهة أخرى، فإن التراجع إلى ما دون منطقة 1,920 – 1,930 دولار سيكون إشارة إلى المزيد من الضعف".

كما قام بنك الشعب الصيني اليوم الاثنين بضخ المزيد من السيولة في نظامه المالي بينما أبقى سعر الفائدة ثابتاً عند 2.95٪، على برنامج تحفيزي بحجم 100.74 بليون دولار، لتسهيل الإقراض متوسط ​​الأجل لمدة عام واحد، وذلك في إستمرار جهوده لمواجهة الآثار الاقتصادية السلبية لفايروس كورونا، بحسب ما نقلت وكالة رويترز الإخبارية.

وفي أسواق الذهب، ارتفع عقد كانون الأول/ديسمبر بواقع 45.00 دولار، أو ما يعادل 2.31٪، ليتداول عند 1,994.80 دولار للأونصة، بعد أن حقق المعدن الثمين انخفاضاً أسبوعياً بنحو 3.9٪ مع إغلاق يوم الجمعة، بفضل السقوط المدوي الذي حصل الثلاثاء الماضي، عندما شهد الذهب أكبر انخفاض يومي له منذ 15 نيسان/أبريل 2013.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار عقد الفضة لشهر أيلول/سبتمبر بنسبة 5.49٪، أو ما يعادل 1.431 دولار، لتتداول عند 27.520 دولار للأونصة، بعد أن كانت قد حققت انخفاضاً أسبوعياً بنحو 5.3٪ مع إغلاق يوم الجمعة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image