أكبر شركة لإدارة الأصول بالعالم توضح توقعاتها لقرارات البنوك المركزية
في آخر مذكراتها المنشورة صباح الثلاثاء، أوضح اقتصاديو أكبر شركة لإدارة الأصول والمخاطر بالعالم "بلاك روك" BlackRock أنهم يتوقعون مواصلة البنوك المركزية رحلتهم التشديدية للحد من الطلب ورفع أسعار الفائدة بقوة حتى تتسبب بركود اقتصاداتها.
وأوضحت بلاك روك أن توقعاتها تنطبق على قرارات بنوك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا هذا الأسبوع وعلى مدار الاجتماعات القادمة في المستقبل.
وأضافت بلاك روك أنها تتوقع ركود تلك الاقتصادات الكبرى، لأن خفض التضخم يعني أن البنوك المركزية بحاجة إلى سحق الطلب، مما يجعل الركود متوقعاً.
هذا كما تتوقع بلاك روك أن تحافظ البنوك المركزية على أسعار الفائدة مرتفعة حتى مع ظهور دلالات الركود، دون التدخل لإنقاذ الموقف كما في الماضي.
وكذلك تتوقع بلاك روك أن ينخفض التضخم الأساسي بشكل أكبر خلال العام المقبل عن المستويات الحالية، ولكنها لا تتوقع تمكن البنوك المركزية من إعادته إلى أهداف 2%، حيث سيتطلب تحقيق ذلك ركوداً أعمق.
ومن وجهة نظرة شركة إدارة الأصول، فإن البنوك المركزية ستتوقف على الأرجح عند مثل هذه النتيجة، حيث سيصبح بعدها الضرر الناجم عن السياسة التشديدية المفرطة أكثر وضوحاً، مما سيدفع البنوك المركزية للتعايش باستمرار مع تضخم أعلى من الهدف، دون القدرة على خفض أسعار الفائدة بالسرعة التي تتوقعها الأسواق.
وبالنسبة لتوقعات بلاك روك حيال الفيدرالي الأمريكي، فقد كانت النقاط التالية هي أبرز ما تناوله التقرير عن البنك المركزي للولايات المتحدة:
شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تراجعا كبيرا، حيث يتوقع المستثمرون خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة من قبل د الفيدرالي الأمريكي ، وبالتالي تراجع منحنى العوائد بشكل أكبر، وترى بلاك روك أن هذا يعكس بشكل غير صحيح الآمال في تكرر السيناريو المعتاد للركود، حيث تبقى أسهم الأسواق المتقدمة والسندات طويلة الأجل أقل من قيمتها الفعلية.
يتوقع اقتصاديو الشركة أن الأسواق تقوم بتسعير توجه الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة بدءا من منتصف عام 2023، ظناً منهم أن الفيدرالي الأمريكي سيتوقف عن سياسته التشديدية عندما يضرب الركود اقتصاد الولايات المتحدة، كما يحدث عادة، ولكن هذا لن يكون صحيحاً على الأغلب.
جعلت وجهة النظر تلك منحنيات عوائد السندات في الولايات المتحدة الأكثر انعكاساً منذ آخر دورة رفع سريعة للاحتياطي الفيدرالي بالثمانينيات، مع انخفاض عوائد سندات الخزانة لأجل 5 سنوات بأكثر من نظيراتها لآجال عامين و 10 أعوام خلال الشهر الماضي، وهو ما عزز الأسهم الأمريكية.