هل سيتمكن الدولار من الحفاظ على هيمنته في الفترة القادمة؟

يبدو أن الدولار الأميركي هو المهيمن في هذه المرحلة على سائر الأصول المالية وذلك لأسباب عدة نذكر منها ما يلي:

· أولًا مرونة الإقتصاد الأميركي، وتفوّق معظم البيانات الإقتصادية على توقعات الأسواق على عكس بيانات معظم إقتصادات الدول المتقدمة والدول الناشئة.

· ثانيًا إحتمال إستمرار التشديد النقدي من قبل المجلس الإحتياطي الفيدرالي الأمر الذي أشار إليه في محضر إجتماعه تاريخ 16 أغسطس حين أبقى على ارتفاع الفائدة حتى نهاية هذا العام. كما أشار رئيس مجلس الإحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول في منتدى جاكسون هول في 25 أغسطس أنه مستعد لمواصلة التشديد النقدي إذا لزم الأمر مما يعزز قوة الدولار ويطيح بمعظم العملات الرئيسية والعملات الناشئة، ويضغط على سوق الأسهم أي على مؤشرات الأسهم الأميركية، ,وسوق السندات، وسوق السلع المقومة بالدولار الأميركي على رأسها الذهب، وعلى سوق الكريبتو وعلى رأسها البيتكوين.

من ناحية أخرى، نذكر بعض الأرقام غير المطمئنة في الداخل الأميركي كتخطي ديون الخزانة الأميركية الـ 32 ترليون دولار تقريبًا، وتخطي نسبة الدين الأميركي للناتج الإجمالي المحلي  110%، وخفض التصنيفات الإئتمانية للولايات المتحدة ولبعض البنوك الصغيرة والمتوسطة وإحتمالية امتداد هذه التصنيفات إلى البنوك الكبيرة، وإرتفاع تكلفة التأمين ضد مخاطر الديون السيادية بشكل كبير مقارنةً مع الدول الأخرى ذات نفس التصنيف الإئتماني.

في ظل هذه المعطايات: هل سيستمر هذا الزخم الإيجابي للدولار؟ وإلى متى؟

من الناحية الفنية، يبدو أن مؤشر الدولار الأميركي الذي يقيس أداء عملة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية يتبع مسارًا صاعدًا وهو يسجل حاليًا 104.93 نقطة، ويقترب من حاجز المقاومة  النفسي عند 105 نقطة. أما في حال تم إختراقه فهناك إحتمال أن يصل إلى 105.88 نقطة وهو أعلى مستوى له  في 8 مارس من هذا العام. ويقترب متوسط المتحرك ل50 يوم عند 102.53 باللون الأزرق من متوسط المتحرك ل200 يوم عند 103.02 باللون الأصفر وفي حال حصل تقاطع ذهبي بينهما GOLDEN CROSS فمن الممكن أن نرى المزيد من الزخم الصعودي لمؤشر الدولار. أما بالنسبة لمؤشر القوة النسبي RSI فسجّل 69 نقطة تقريبًا وهو مستوى يفوق ال50 نقطة و يقترب كثيرًا من مستوى ال70 نقطة اي منطقة التشبع في الشراء OVERBOUGHT.