أسعار الذهب تستقر أعلى 1800 دولار للأوقية، إلى مدى يستمر الصعود؟

بعدما كانت قد انخفضت نحو مستوى 1750 دولار للأوقية في ظل التفاؤل بالأسواق حيال رفع توقعات الفائدة الأمريكية إلى مرتين بالعام المقبل بدلا من مرة واحدة، نجحت أسعار الذهب في التعافي سريعا من خسائرها القوية وتحاول الصعود حاليا في ظل استفادتها من المخاوف حيال صعود معدل التضخم داخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير في الاَونة الأخيرة.

وبنظرة فنية على الذهب نجد بأن الأسعار تستقر حاليا أعلى مستوى 1800 دولار للأوقية، وهو مستوى نفسي مهم جدا للمستثمرين في أسعار الذهب بما قد يرجح استمرار الصعود خلال الفترة المقبلة وبخاصة مع غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة بالأسواق، وقد ترتفع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة نحو مستويات المقاومة التالية عند 1820 دولار للأوقية كهدف أول، ثم إذا نجحت في اختراقها فقد تتجه إلى 1850 دولار للأوقية، ثم نحو مستوى 1875 دولار للأوقية، وأخيرا قد تستهدف أعلى مستوى لها منذ شهر تقريبا عند 1900 دولار للأوقية.

والنظرة الأساسية تدعم صعود أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة وبخاصة مع غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة والتي من شأنها التأثير بقوة على تداولاته، بالإضافة إلى صدور بعض البيانات الضعيفة مثل بيانات إعانات البطالة الأمريكية والتي جاءت سلبية منذ ساعات قليلة، حيث أظهرت البيانات الصادرة اليوم الخميس عن مكتب إحصاء العمالة في الولايات المتحدة ضعف بيانات مؤشر طلبات إعانات البطالة على الرغم من تسجيل قراءة أقل من 400 ألف طلب للأسبوع الثاني على التوالي، ولكن جاءت قراءة المؤشر أعلى من المتوقع وأسوأ من القراءة الأخيرة. ووفقا للبيانات الصادرة اليوم، فقد سجل مؤشر طلبات إعانات البطالة الأمريكية ارتفاعا بنحو 373 ألف طلب خلال الأسبوع الأخير، بأسوأ من توقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع بحوالي 345 ألف طلب فقط.

بالإضافة إلى ذلك، فلا تزال أسعار الذهب تستفيد من المخاوف حيال صعود معدل التضخم الأمريكي والذي يعتبر المحفز الأقوى لأسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، فنتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي أكدت أمس على أن الضغوط على التضخم لا تزال تصاعدية، ولكن الفيدرالي لا يزال يؤكد على أن التضخم المرتفع حاليا مؤقت وسينتهي تدريجيا وبمرور الوقت، ولكن رغم ذلك فأسعار الذهب هي المستفيد الأكبر من التضخم، وقد تواصل ارتفاعها حتى تصل إلى 1900 دولار للأوقية كما ذكرنا، ولكن ذلك بشرط استمرار ضعف الدولار الأمريكي في ظل سلبية البيانات الأمريكية والمخاوف من التضخم الأمريكي.