قرارات الفيدرالي الأمريكي تحكم مصير أسعار الذهب، كيف ذلك؟

لليوم الرابع على التوالي تواصل أسعار الذهب انخفاضها بشكل واضح لتهبط من مستويات 1900 دولار إلى مستويات 1855 دولار للأوقية في ظل تزايد الضغوط البيعية على المعدن الأصفر بشكل واضح وبخاصة مع استمرار تعافي الدولار الأمريكي وترقب الأسواق لانعقاد اجتماع الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق من اليوم الأربعاء.

وبنظرة أساسية على أسعار الذهب نجد بأنها انخفضت خلال التداولات الأخيرة في ظل تعافي الدولار الأمريكي وتزايد شهية المخاطرة على الدولار بعد صدور عدد من البيانات الاقتصادية الإيجابية الأخيرة داخل الولايات المتحدة وعلى رأسها بيانات سوق العمل وبيانات القطاع التصنيعي والخدمي، وهو ما عزز التفاؤل حيال قدرة الاقتصاد الأمريكي على التعافي من تداعيات تفشي الفيروس التاجي الخطير، واحتمالات أن يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى رفع الفائدة سريعا.

ولكن ما يحول دون انهيار أسعار الذهب بشكل قوي هو استمرار المخاوف بالأسواق حيال معدلات التضخم المرتفعة داخل الولايات المتحدة بما يعزز الطلب على الذهب والابتعاد عن الدولار الأمريكي بسبب ضعف جاذبية حيازته كعملة استثمارية مقارنة بالملاذات الأخرى وبخاصة مع استمرار الفائدة المنخفضة داخل أمريكا حتى الاَن وعدم التلميح صراحة من قبل صانعي السياسة النقدية إلى احتمال الانسحاب من السياسات التسهيلية قريبا.

والنظرة الفنية على أسعار الذهب تدعم استمرار الانخفاض في ظل ترقب الأسواق لانعقاد الفيدرالي الأمريكي والذي قد يتحدث عن التعافي الاقتصادي القوي وأن ذلك مؤشرا على تعافي الاقتصاد الأمريكي من الفيروس الخطير، وقد يلمح إلى أن استمرار التعافي قد يدعم إنهاء التيسير النقدي بأسرع من المتوقع، وإذا ما حدث هذا السيناريو فقد نشاهد هبوطا قويا لأسعار الذهب خلال التداول نحو مستويات الدعم التالية عند 1840 دولار كهدف أول، وإذا نجحت في كسر الدعم فقد تتجه إلى مستوى 1815 دولار كهدف جديد، وربما بعد ذلك إلى مستوى 1800 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى لأسعار الذهب منذ أوائل مايو الماضي، وهو سيناريو ليس مستبعد حاليا في ظل تزايد الضغوط البيعية على المعدن الأصفر.