متى ينهي الذهب هبوطه ويعود للصعود من جديد؟

مع استمرار هبوط الذهب خلال الفترة الأخيرة يتردد على أذهان الجميع تساؤل حول عودة صعود الذهب.  ومتى تتحقق المعادلة التي ينتج عنها ارتفاع الذهب من جديد وعند أي مستويات؟ ... للإجابة على هذا التساؤل هناك شقين أساسي (اقتصادي وسياسي) والأخر فني.

أولا من الناحية الأساسية: هناك ثلاثة عوامل رئيسية تحرك الذهب في الوقت الحالي وهما؛

• ارتفاع عوائد السندات الأمريكية:  التي بدورها تثقل على حركة الذهب حاليا - الطلب على عائدات السندات يثقل على حركة الذهب باعتباره أصل أمن منافس للذهب- . 
• ارتفاع الدولار الأمريكي:  والذي يضغط على الذهب بسبب العلاقة العكسية بينهم - الذهب مسعر بالدولار وبالتالي ارتفاع الدولار يقلل سعر الذهب.
• تحسن شهية المخاطرة:  ويعتبر الذهب من الملاذات الأمنة وبالتالي عموم حالة التفاؤل بعودة الأعمال من الإغلاق وانتشار لقاح كورونا يضعف الطلب على الذهب ويزيد الطلب على أصول المخاطرة بالمقارنة مع الذهب.

لذا لكى يعود الذهب للصعود وفقا لوجهة النظر الأساسية يجب أن يتحرك أحد العوامل المذكورة إما عودة عائدات السندات الأمريكية للهبوط بدفعة من اتجاه البنك المركزي الأمريكي (الفيدرالي الأمريكي) لمزيد من السياسة التسهيلية. أو تراجع الدولار الأمريكي بفعل سلبية بيانات اقتصادية أو إقرار حزم تحفيز مالي وتحفيز نقدي.

وفي حال ظلت العوائد مرتفعة والدولار متعافي يبقى عامل شهية المخاطرة، وهنا يعود الذهب للصعود في حالة حدوث أمر يضر بالتفاؤل في الأسواق مثل فشل لقاح كورونا. أو حدوث توترات جيوسياسية وعالمية، ظهور أزمة عالمية جديدة، أو مشاهدة مخاوف تتعلق بمستقبل أمريكا تحت رئاسة بايدن. وحتى حدوث ذلك سيكون أي صعود هو مجرد تصحيح أو تذبذب مؤقت.

ثانيا: من الناحية الفنية

وهنا نلاحظ دخول الذهب XAUUSD في موجة هبوط بدأها مع أغسطس 2020 ويبدو أنه تحركات الذهب تستقر في قناة سعرية هابطة (حاول اختراقها وفشل) وحاليا يتداول السعر أدنى المتوسط المتحرك 50 و100 يوم. وتعتبر النظرة الفنية سلبية على الذهب طالما استقر السعر أدنى المستويات 1,815 دولار وتستهدف اختبار 1,736 وربما حتى النطاق 1700-1685 دولار.

على أن يشير اختراق المقاومة 1,815 إلى ضعف وتيرة الهبوط الأخير ويتأكد تلاشي النظرة السلبية بتجاوز المستويات 1,955 دولار التي اختبرها السعر في بداية يناير من العام الجاري.