profile photo

بسم الله الرحمن الرحيم  
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين  

لعل سلوكيات مؤشر الدولار الأمريكي قبل نهاية تداولات الأسبوع الماضي في إتجاه عرضي ما بين 100.842 كمنطقة دعم و 102.239 
وعلى الرغم من صدور بعض البيانات التي تمكن الدولار الخروج من تلك المنطقة العرضية الذي أستمر يتذبذب داخلها منذ أبريل الماضي ولكن كان ما زال محتفظ بتلك المستويات  

وعلى الرغم من سلبية البيانات الإقتصادية الذي تم صدورها هذا الأسبوع إلا أن في يوم الجمعة أستطاع الدولار أن يخترق مقاومته 102.239 وسوف نشرح لكم من أسباب صعود الدولار الأمريكي  


في البداية : 
صدرت بيانات إقتصادية هامه أغلبها سلبياً على الدولار الأمريكي من بينها : 
بيانات التضخم على أساس سنوي والذي سجل تباطؤ في أبريل بنسبة 4.9% بأقل من التوقعات الذي كان متوقع أن يسجل 5.0%  
كذلك مؤشر أسعار المنتجين على أساس سنوي والذي سجل أيضا تباطؤ في إبريل بنسبة 2.3% بأقل من التوقعات الذي كان متوقع أن يسجل 2.4%  
وطبعا هذا يعكس إستمرار تباطؤ التضخم والذي يركز الفيدرالي الأمريكي على محاربته وتوجيه سياسته النقدية بالتشديد من أجل تحقيق مستهدفه للتضخم إلي مستويات 2%  
بالإضافة تحقق هدف الفيدرالي بزيادة البطالة من أجل الضغط على الإنفاق الاستهلاكي حيث إرتفعت  معدلات الشكاوي من البطالة الأسبوعية ب 264 ألف باعلي من التوقعات والتي كانت عند 245 ألف  
ولعل الدولار لم يستجيب لتلك البيانات بخروجه من المنطقة العرضية بل أكتفي بالتراجع اللحظي داخل منطقته العرضة  

ولكن  
إستطاع الدولار الأمريكي من أختراق مقاومته بالرغم من سلبية بيانات مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشغان والذي سجل تراجع عن التوقعات وهو ما يشير بتراجع الإنفاق الاستهلاكي بما يعزز تراجع الدولار ، ولكن الدولار كان له تسعير أخر للوضع الحالي وحقق صعود على الرغم من سلبية البيانات الإقتصادية  

الأسباب وراء صعود الدولار الأمريكي : 
١- لعل أهم الأسباب هو قضية المخاوف من تعثر سداد الديون الأمريكية والذي حذر منها اقتصاديون وحذر منها وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين وحذر من تطورها أيضا الرئيس التنفيذي للبنك الدولي حيث التخلف عن السداد يخفض من التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية ويزيد من تكاليف الاقتراض مما يعكس ذلك بالسلب على قيمة سندات الخزانة الأمريكية بالانخفاض وهذا ما حدث مما حقق إرتفاع على عوائد السندات الأمريكية والذي تسبب في صعود الدولار الأمريكي  
لذلك صعود الدولار هو عبارة عن تسعير المخاوف من التخلف عن السداد وزيادة إحتمالية دخول الإقتصاد الأمريكي في حالة ركود في الأشهر 12 المقبلة . 

٢- ساهمت تصريحات صانعوا السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي ”ميشيل بومان“ في تعزيز صعود الدولار، حيث صرحت إلي إحتمالية أن يضطر الفيدرالي لمواصلة السياسة التشددية لبعض الوقت لخفض التضخم . 

٣- إن الأسواق بدأت تنظر نظرة مستقبلية سلبية للاقتصاد الأمريكي مما يزيد من إحتمالية حدوث ركود إقتصادي مما أنعكس بالاتجاه الصعودي للدولار الأمريكي في ظل تزايد المخاوف من أزمة البنوك الأمريكية وتعثرها. 

٤- الدولار الأمريكي عاد للارتفاع في ظل توقعات بتأجيل تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي في الوقت القريب . 


الذهب : 
محاولات من الذهب التشبث بالاحتفاظ فوق مستويات 2000 دولار بتذبذبه في قناة سعرية صاعدة ضيقة ولعل نرى تراجعات للذهب بالفترة المقبلة نتيجة قوة الدولار لبعض الوقت فقط ويتأكد ذلك بكسره الخط السفلي للقناة السعرية والذي تم توضيحها في الفيديو المصور بالمرفق بالتحليل  
ولكن هذا التراجع سيكون مؤقتا ، حيث الذهب لديه العوامل الكافية لعودة صعوده مجددا  
حيث توقع الاقتصاديون في بنك ANZ بأن الذهب سيرتفع بالفترة المقبلة في ظل المخاوف بشأن ضغوط البنوك الأمريكية وتباطؤ النمو الإقتصادي وتزايد التوترات الجيوسياسية كل هذا يدعم إرتفاع الطلب على الذهب .  
ولعل تزايد حالة القلق بشأن إستقرار البنوك الإقليمية وتحديداً ويسترن اليانس وباسيفيك ويسترن وفيرست هورايزون ربما تزيد من الطلب على الذهب بالفترة المقبلة . 

الخلاصة : 
إن صعود الدولار الأمريكي كان بسبب بداية تسعيرته للمخاوف من تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها وما يترتب عليها من عواقب وخيمة مثل  
خفض التصنيف الائتماني بالتالي سيؤدي إلي إرتفاع تكلفة الاقتراض وإضعاف ثقة الستهلك بالتالي زيادة إحتمالية دخول الإقتصاد الأمريكي في ظل إرتفاع معدلات الفائدة حالة ركود مما تريد أنعكس ذلك بارتفاع في عوائد السندات الأمريكية نتيجة مخاوف من إنخفاض قيمة السندات والذي بالطبع أنعكس على الدولار بالارتفاع . 
لذلك القضية التي يجب علينا متابعتها بعناية هو قضية المخاوف من تعثر سداد الديون الأمريكية ، ولعل كل مرينا بتلك الظروف أكثر من مرة واللي من المتعارف عليه أن الكونجرس الأمريكي رفع سقف الدين بنحو 80  مرة منذ 1960 لذلك على الرغم من تلك المخاوف من التخلف عن السداد لكن من المرجح أن يفعلها الكونجرس الأمريكي مثل كل مرة برفع سقف الدين .  

النفط :
فيما يخص النفط هناك أسباب رئيسية تقف وراء تراجع النفط بالفترة الأخيرة وهي :
- تزايد إستمرار المخاوف من الركود الإقتصادية نتيجة السياسات التشددية التي تتبعها البنوك المركزية لمحاربة التضخم
- ضعف الطلب الصيني في الربع الأول من العام الحالي نتيجة تباطؤ النمو الصناعي الصيني 
- تزايد المخاوف بشأن تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون والذي أن حدثت ستؤدي إلي فقدان الملايين من الوظائف وإرتفاع معدلات البطالة ، خفض التصنيف الإئتماني ، تراجع النمو الإقتصادي مما سيؤدي إلى تباطؤ نمو الإقتصاد العالمي 
- تزايد مخاوف نعثر البنوك الأمريكية مثل سيليكون فالي وسيجنيتشر بنك ويفرست ريبابليك وغيرهم 
لذلك هذا قد يساهم في المزيد من الخسائر ولكن ما قد يساند إستقرار النفط هو تركيز منظمة أوبك+ وإستعدادها للتدخل من جانب العرض للعمل على إستقرار الأسعار وليس الصعود أو الهبوط 


تم ترجمة كل هذه الأحداث ده في التقرير الفني والذي نعكس فيه السلوكيات الفنية والتوقعات للدولار والذهب والمؤشرات العالمية .. مرفق لكم في قناتنا باليوتيوب الأكاديمية الإقتصادية

دمتم بخير 

د. محمد الغباري

الندوات و الدورات القادمة

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تداول العملات باستخدام الدايفرجنس وأنواعه مع استراتيجية قوية

  • الاثنين 20 مايو 10:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

م. وليد أبو الدهب
م. وليد أبو الدهب

أساسيات التحليل باستخدام التحليل الموجي - موجات إليوت 1

  • الاربعاء 22 مايو 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. ملاك الحسيني
أ. ملاك الحسيني

استراتيجيات التداول العالمية | 1

  • الخميس 23 مايو 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image