مصطلحات اقتصادية هامة : ماذا تعرف عن تدابير التقشف التي تقوم بها الحكومات؟

التقشف هو مصطلح اقتصادي يصف التدابير الحكومية التي تتخذها لخفض والتحكم في عجز الموزانة وتتضمن هذه التدابير خفض النفقات أو زيادة الضرائب أو كلاهما معًا. وغالبًا، ما تكون تدابير التقشف جزء من اتفاق بين الحكومة ودائنيها كشرط من الدائنين لإعطاء المزيد من القروض للحكومة.

وبسبب ما ينتج عن تدابير التقشف من التضييق المالي، فإنها لا تلقى أي قبول من المواطنين، حيث يؤدي الخفض في الإنفاق إلى انكماش الناتج الإجمالي المحلي، والذي بدوره سيؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد، وارتفاع البطالة، والتي بالفعل هي مرتفعة في دولة أُجبرت على التكيف مع تدابير التقشف. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن تلك التدابير الصارمة على خفض الموزانة العامة تؤدي إلى تقليل جودة الخدمات الحكومية، وفي الأخير فإن المواطنين لن يعجبهم سياسة دولتهم المالية، والتي يفرضها عليهم مسؤولون غير منتخبين.

وجدير بالملاحظة، يعتقد بعض الاقتصاديين أن تدابير التقشف تعزز من الاقتصاد، حيث يُغير الأفراد من توقعاتهم بشأن الضرائب والإنفاق الحكومي، مما يؤدي إلى زيادة الإستهلاك الخاص.

وفي أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2007 – 2008 تكبدت العديد من الحكومات كميات ضخمة من الديون في محاولة لتعزيز اقتصاداتها، وبالتالي فإن عجز الموازنة الذي تسبب فيه الدين نتج عنه أزمة مالية للعديد من الدول، مثل اليونان، ايرلندا، وأسبانيا، وقد تم إجبار تلك الدول للتكيف مع تدابير التقشف الصارمة، حتى يمكنها اقتراض المزيد من المال لتمويل حكوماتها، ونتج عن تلك التدابير خروج المتظاهرين ضدها، وثورات سياسية وظهور ما يُسمى بأحزاب اليسار المناهضة لتدابير التقشف في بعض تلك الدول، ولعل اليونان اليوم تُعد هي المثال الحي لموضوع اليوم.