النفط يتراجع على آثر ارتفاع توقعات رفع الفائدة الأمريكية ومخاوف زيادة المعروض

النفط يتراجع على آثر ارتفاع توقعات رفع الفائدة الأمريكية ومخاوف زيادة المعروض

استحوذ الضغط البيعي على تداولات النفط في مستهل التداولات الأسبوعية ليتراجع خام برنت بنسبة 1.5% ليسجل أدنى مستوياته عند 49.34 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس بنسبة 1.4% ليسجل أدنى مستوياته عند 46.70 دولار للبرميل. الجدير بالذكر، هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تراجع الأسعار خلال تداولات اليوم، بل ومن المتوقع أن تشكل عائقًا أمام تعافيها الفترة القادمة نستعرض أبرزها معًا:

 

  • زيادة احتمالات رفع الفائدة الأمريكية خلال اجتماع سبتمبر المقبل مدعومًا بالنبرة الإيجابية التي استحوذت على حديث جانيت يلين، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في المنتدى الاقتصادي جاكسون هول يوم الجمعة الماضية والتي أشارت إلى اقتراب موعد رفع الفائدة، بالإضافة إلى أن الوضع الاقتصادي يقترب من أهداف الفيدرالي للتوظيف والتضخم. الأمر الذي يُثقل بدوره على أسعار النفط وعلى المنتجين والعقبات التي ستقف أمامهم في حالة ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي والتي ستتحقق بمجرد اتخاذ قرار رفع الفائدة.

 

  • أظهرت البيانات الصادرة يوم السبت الماضي ارتفاع انتاج العراق من النفط ليصل إلى 3.205 مليون برميل يوميًا خلال شهر أغسطس مقابل 3.202 مليون برميل يوميًا خلال يوليو، لتزداد المخاوف المتعلقة بزيادة المعروض النفطي العالمي خلال الفترة المقبلة.

 

  • التصريحات الأخيرة لوزير النفط الإيراني التي تضمنت أن إيران على استعداد لتجميد مستويات انتاجها إذا اعترفت باقي الدول المصدرة بحقها في استعادة كامل حصتها في الأسواق.

 

  • زيادة التوقعات التي تشير إلى عدم توصل الدول المنتجة للنفط إلى اتفاق خلال اجتماعهم في الجزائر المقرر انعقاده من يوم 26 وحتى يوم 28 سبتمبر المقبل لمناقشة مسألة تجميد مستويات الانتاج وإيجاد حلول فعالة لدعم الأسعار العالمية كما حدث سابقًا عندما رفضت إيران التطرق إلى هذا الاحتمال بعد رفع العقوبات الدولية عنها مما يتيح لها زيادة صادرتها من النفط.

 

  • ارتفاع التوقعات التي تشير إلى زيادة الانتاج النفطي في نيجيريا بعد هدوء الأوضاع إلى حد ما في الآونة الأخيرة، حيث من المتوقع أن تعود مرة أخرى لتستعيد كامل حصتها في الأسواق بعدما تراجع انتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميًا منذ يناير المنصرم.

 

هذا ويتوقع بنك Commerzbank أن يستمر الضغط البيعي في الاستحواذ على تداولات النفط خاصة مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي. أما بنك Barclays فيتوقع أن تواصل أسعار النفط تراجعها الفترة القادمة متأثرة بتوقعات فشل اجتماع الدول المنتجة للنفط المقرر انعقاده في الجزائر.

يأتي هذا في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق يوم الجمعة المقبل بيانات سوق العمل الأمريكي والتي ستكون النقطة الفاصلة في قرار رفع الفائدة خلال اجتماع سبتمبر، حيث تشير أغلب التوقعات إلى إضاقة سوق العمل 186 ألف وظيفة خلال شهر يوليو بعدما أضاف 255 ألف وظيفة سابقًا. أما بالنسبة إلى معدلات الأجور فمن المتوقع أن ترتفع بنسبة 0.2% على أساس شهري، على أن تتراجع معدلات البطالة إلى نسبة 4.8%. وفي حالة أن جاءت بيانات سوق العمل أفضل من التوقعات، سيكون هذا الأمر داعمًا قويًا لرفع الفائدة وبالتالي زيادة الضغوط البيعية على أسعار النفط. أيضًا يجب ألا نغفل عن بيانات مخزونات النفط الأمريكي خلال الأسبوع الماضي المقرر صدورها يوم الأربعاء المقبل بعد ارتفاعها خلال الأسبوع الأسبق بمقدار 2.5 مليون برميل وفقًا لإدارة معلومات الطاقة والتي قد يكون لها تأثيرًا واضحًا على تحركات النفط.

ومن الناحية الفنية، نجد أن أسعار النفط قد فشلت في الاستقرار أعلى المستوى 48.30 دولار للبرميل والذي يمثل تصحيح فيبوناتشي نسبته 61.8% للحركة الهابطة من المستوى 49.45 إلى المستوى 46.60 وسرعان ما تراجعت ليقوم السعر حاليًا باختبار المتوسط المتحرك 50 على الإطار الزمني الأربع ساعات، وفي حال نجاح الأسعار في الاستقرار دون مستوى الدعم 46.60 دولار للبرميل من المتوقع أن يشهد النفط مزيدًا من التراجع الفترة القادمة وقد يصل إلى المستوى 45.00 دولار للبرميل خاصة مع استقرار مؤشر RSI دون المستوى 50. وإجمالاً تبقى توقعاتنا السلبية قائمة للنفط طالما استقرت التداولات دون المستوى 48.30 دولار للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image