التقييم والسعر الحالي للبيتكوين في 2023 و 2024 هل هو معقول؟

في الآونة الأخيرة، لاحظنا تحرك ملحوظ في قيمة البيتكوين، حيث شهدنا ارتفاع في قيمة البيتكوين من 20,000 دولار إلى حوالي 38,000 دولار منذ بداية العام وحتى تاريخ منتصف شهر نوفمبر 2023 هذا الارتفاع الذي بلغ 90٪ جعل الكثيرين يتساءلون إذا ما كانت هذه العملة المشفرة قد باتت باهظة الثمن وفات الأوان للاستثمار فيها. لكن عند تحليل ديناميكيات البيتكوين وخصائصها الانكماشية، بالإضافة إلى عوامل السوق الأوسع، قد نجد أن قيمتها الحالية ما زالت معقولة.

من المهم أن ننظر إلى الصورة الكبرى، حيث تبلغ حاليا القيمة السوقية الإجمالية للبيتكوين حوالي 720 مليار دولار. هذه القيمة بعيدة كل البعد عن ذروتها التي تجاوزت فيها عملة البيتكوين 1 تريليون دولار خلال وصولها لقمة 69 ألف دولار. بمقارنة هذا مع الأسواق الأخرى، نجد أن قيمة الذهب تصل إلى 12 تريليون دولار (أي أكثر بـ 24 مرة من البيتكوين)، وتبلغ ثروات أغنى 2000 ملياردير في العالم 8 تريليونات دولار، بينما تقدر القيمة السوقية للأسهم بنحو 100 تريليون دولار.

بالنظر إلى هذه الأرقام، قد يبدو الادعاء بأن القيمة السوقية للبيتكوين مبالغ فيها موضع تساؤل، خصوصا عند الأخذ في الاعتبار صغر حجم سوق البيتكوين مقارنة بسوق الاستثمارات الأخرى، ونحاول خلال هذا المقال الإجابة على هذا التساؤل.

 

تحليل تاريخي واقتصادي للبيتكوين:

من خلال استعراض العشر سنوات التي مرت بها عملة البيتكوين، نجد أنها عملة متقلبة بطبيعتها. شهدت البيتكوين تقلبات سريعة، مع تغيرات كبيرة في قيمتها خلال ساعات أو حتى دقائق. وعلى الرغم من هذه التقلبات، فإن البيتكوين ثبت أنها أحد أفضل الأصول أداء في العقد الماضي، حيث حققت عائد استثماري مذهل يقدر بـ 8,900,000%.

بالنظر إلى دورات السوق، يبدو أن بيتكوين تتبع نمط من الدورات الموسعة؛ كل دورة تكون أطول من سابقتها. حتى الآن، أكملت العملة ثلاث دورات، مع الدورة الأخيرة التي تزامنت مع ارتفاعها القياسي في عام 2017 لتصل إلى ما يقرب من 20,000 دولار. تلت ذلك فترة تراجع طويلة، لكنها قادت إلى بداية الدورة الرابعة والحالية، مع احتمال وصول سعر البيتكوين إلى 100,000 دولار (طبعا الرقم مجرد توقع وليس نصيحة استثمارية ولا يمكن الجزم بصحته).

بالنظر في أساسيات البيتكوين، نجد أنها صممت بشكل يخالف تماما النظام المالي التقليدي الذي يميل إلى زيادة العرض النقدي. بدلا من ذلك، حدد مبتكرها "ساتوشي ناكاموتو" سقف ثابت لعدد العملات القصوى عند 21 مليون عملة. هذا الحد الثابت، بالإضافة إلى حدث انقسام مكافأة تعدين البيتكوين الذي يحدث مرة كل أربع سنوات تقريبا، يساهم في خفض التضخم المحتمل لهذه العملة.

هذه الخصائص تجعل البيتكوين مغايرة للعملات الورقية، التي يمكن للحكومات طباعتها بكميات كبيرة، كما حدث أثناء أزمة كوفيد-19. يؤدي هذا الفرق في السياسات النقدية إلى تعزيز قيمة البيتكوين مقابل العملات الورقية، خاصة في ظل سياسات الفائدة المنخفضة أو السلبية التي تتبعها البنوك.

كما أشار روبرت كيوساكي، مؤلف "Rich Dad Poor Dad"، فإن القوة الشرائية للبيتكوين قد تزداد بشكل كبير في ظل السياسات النقدية التوسعية، مما يجعلها استثمار محتمل قيم وليس باهظ الثمن.

 

استراتيجيات الاستثمار في البيتكوين: 

رغم الزيادة الكبيرة في قيمة البيتكوين بأكثر من 90٪ منذ بداية العام، شهدت العملة أيضا انخفاضات حادة في أوقات سابقة مثل تلك التي حدثت في مارس أثناء ذروة جائحة كوفيد-19، حيث انخفض السعر إلى أقل من 4000 دولار. هذه التقلبات الكبيرة في الأسعار تجعل الاستثمار في البيتكوين تحديا، فقد تبدو إما فرصة للشراء أو سببا لقلق المستثمرين. ومع ذلك، قد يكون من الصعب تحديد متى يكون الوقت مناسب للشراء عندما تنخفض الأسعار.

في هذا السياق، تبرز استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار (DCA) كحل معقول والتي سبق وتطرقنا لها هنا في موقع المتداول العربي. تتيح هذه الطريقة للمستثمرين تحديد متوسط سعر الشراء عبر شراء كميات محددة بشكل منتظم، مثل شراء بيتكوين بقيمة 100 دولار كل شهر. البحوث تشير إلى أن DCA هي استراتيجية مربحة على المدى الطويل، حتى في حال بدء الاستثمار في ذروة وقمة السعر.

من جانب آخر، توجد استراتيجية "HODL"، التي تعني الاحتفاظ بالاستثمار بغض النظر عن تقلبات السوق. هذه الاستراتيجية تعتمد على الإيمان بزيادة قيمة بيتكوين على المدى الطويل. وهي تناسب أولئك الذين لا يفضلون التداول النشط ويرغبون في الاحتفاظ بأصولهم على مدى زمني أطول. مع ذلك، ينبغي الانتباه إلى مدى تحمل المخاطرة في الاستثمار بالبيتكوين.

من المهم أن يستثمر الأفراد فقط المبالغ التي يمكنهم تحمل خسارتها، نظرا للتقلب الشديد والمحتمل في قيمة بيتكوين. إذا كان الانخفاض الكبير في القيمة سيؤثر على راحتك النفسية أو الاستقرار المالي، فمن الأفضل تقليل حجم الاستثمار.

 

البيتكوين كأصل استثماري في أوقات الاضطراب الاقتصادي:

في الأوقات التي تشوبها الشكوك الاقتصادية، يبدأ المستثمرون في البحث عن أصول بديلة، أحيانا أصول غير تقليدية، لحماية وزيادة مدخراتهم. في ظل قيام البنوك المركزية بطباعة كميات كبيرة من النقود، مما يرفع مستويات التضخم، تقدم البيتكوين نهج انكماشي مبرمج مسبق مع حد أقصى ثابت للعرض يبلغ 21 مليون ويتم تقليل العرض كل أربع سنوات.

يبدو أن العملة المشفرة الرئيسية تتحرك وفق دورات معينة، وخصائصها تعمل بشكل مغاير لبقية السوق. من الناحية النظرية، ينبغي أن يؤدي هذا إلى زيادة الطلب في الأشهر والسنوات المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، مع تقليل العرض نتيجة انقسام مكافأة تعدين البيتكوين، قد يؤدي هذا نظريا إلى ارتفاع أسعارها، مما يجعل شراء بيتكوين اليوم يبدو كصفقة مغرية.

أو كما عبر عن ذلك "تايلر وينكليفوس"، المؤسس المشارك لشركة "جيميني"، بأننا "لا نزال في بداية اللعبة".

هذا التعبير يعكس الإمكانات الكبيرة لنمو بيتكوين في المستقبل ويبرزها كفرصة استثمارية واعدة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

اقرأ أيضا:

خمس نصائح لا غنى عنها لتداول العملات الرقمية المشفرة

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

من خلال استعراض العشر سنوات التي مرت بها عملة البيتكوين، نجد أنها عملة متقلبة بطبيعتها. شهدت البيتكوين تقلبات سريعة، مع تغيرات كبيرة في قيمتها خلال ساعات أو حتى دقائق. وعلى الرغم من هذه التقلبات، فإن البيتكوين ثبت أنها أحد أفضل الأصول أداء في العقد الماضي، حيث حققت عائد استثماري مذهل يقدر بـ 8,900,000%.

في الأوقات التي تشوبها الشكوك الاقتصادية، يبدأ المستثمرون في البحث عن أصول بديلة، أحيانا أصول غير تقليدية، لحماية وزيادة مدخراتهم. في ظل قيام البنوك المركزية بطباعة كميات كبيرة من النقود، مما يرفع مستويات التضخم، تقدم البيتكوين نهج انكماشي مبرمج مسبق مع حد أقصى ثابت للعرض يبلغ 21 مليون ويتم تقليل العرض كل أربع سنوات.

من الناحية النظرية، ينبغي أن يؤدي هذا إلى زيادة الطلب في الأشهر والسنوات المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، مع تقليل العرض نتيجة انقسام مكافأة تعدين البيتكوين، قد يؤدي هذا نظريا إلى ارتفاع أسعارها، مما يجعل شراء بيتكوين اليوم يبدو كصفقة مغرية.

الندوات و الدورات القادمة