ما نستنتجه من بيانات التوظيف الأمريكية

ما نستنتجه من بيانات التوظيف الأمريكية

تراجعت بيانات التوظيف الأمريكية بالأمس لتسجل 223 ألف وظيفة مقابل التوقعات التي أشارت إلى 231 ألف، ولكن على الرغم من ذلك أعلن مكتب سوق العمل عن ارتفاع معدل التوظيف في جميع المجالات الاقتصادية تقريبًا باستثناء مجال التعدين ويرجع هذا إلى التباطؤ المستمر في أسعار الطاقة . وجدير بالذكر، استغناء شركات التعدين عن ما يقرب 3000 وظيفة في يونيو مما يعكس تباطؤ وتيرة التراجع مقارنة 18 ألف في مايو . وفيما يلي أهم ما نستنتجه من بيانات التوظيف الأمريكية التي تم اصدراها بالأمس :

المراجعة السلبية في البيانات السابقة

إذا كنت تعتقد أن بيانات التوظيف بالقطاع الغير زراعي جاءت مخيبة للأمال فأنت مخطىء، لأنه بالنظر إلى البيانات السابقة في مايو انخفضت القراءة المراجعة من 280 ألف إلى 254 ألف وفي أبريل من 221 ألف إلى 187 ألف وبالتالي يبلغ مجموع القراءات المراجعة السلبية بالأشهر الماضية ستة ألاف وظيفة.

انخفاض حاد في سوق العمل

على الرغم من تراجع معدلات البطالة من 5.5% إلى 3.5% والتي تعتبر أدنى مستوياتها منذ أبريل 2008، انخفض معدلات المشاركة في سوق العمل من 62.9% إلى 62.6% وهو أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 1977، بينما تم تسريح 432 ألف أمريكي من العمل في يونيو .

وبوجه عام، تراجع عدد القوى العاملة وأصبح هناك عدد قليل فقط هم من يبحثوا عن العمل، الأمر الذي أدى إلى إحباط عدد كبير من المواطنين تجاه سوق العمل والفرص المتاحة لهم، ولكن يعتقد الاقتصاديين أن السبب الأكبر وراء هذا التراجع هو تعيين الشباب في مقتبل العمر حيث تشير البيانات إلى زيادة أعداد العمال في مقتبل العمر (الأفراد ما بين 25 إلى 54 عامًا) متسربين إلى سوق العمل تاركين العناية الأسرية .

تراجع معدلات الأجور

أظهرت البيانات في شهر يونيو تراجعًا في معدلات النمو، حيث انخفض متوسط دخل الفرد في الساعة بيونيو من 0.3% إلى 0.2% .

ووفقًا لعدد قليل من الدول والحكومات المحلية، تم رفع الحد الأدنى لأجور العاملين لديها، في حين أظهرت بعض الأحصائيات أن رواتب المبتدئين لخريجي الجامعات تتزايد تدريجيًا . فقد ضاعفت وولمارت والتي تعتبر أكبر الشركات الخاصة حجم الأجور خلال هذا العام . ومع ذلك أشار مكتب إحصاءات العمل أن هناك تراجع في الأجور الخاصة بقطاع التعدين والبناء تعويضًا للمكاسب في الصناعات الأخرى .

تحسن في أرقام العمل الأساسية الأخرى

لم تكن بيانات التوظيف بالقطاع الغير زراعي الأخيرة كلها سلبية، على الرغم من أن بعض مؤشرات العمل الأساسية لم تظهر تحسنًا، فبالنظر إلى معدلات البطالة U6 والذي يعتبر مقياسًا أوسع للبطالة لأنه يأخذ في الاعتبار العاملين بداوم جزئي الذين لا يستطيعون العمل بداوم كامل لأسباب اقتصادية  نجد هناك تحسنًا من 10.8% إلى 10.55 .

هذا بالأضافة إلى انخفاض عدد العمال الذين يجدون صعوبة في إيجاد وظائف إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر 2008، في حين مرور الأمريكين بفترات أقصر بالمقارنة بالفترات السابقة دون عمل.

انخفاض التوقعات برفع معدلات الفائدة في سبتمبر

إذا حكمنا من خلال رد فعل مؤشر الدولار عقب ظهور البيانات التوظيف بالقطاع الغير زراعي في يونيو سنجد انخفاض توقعات قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة في سبتمبر ليُدعم تشديد السياسة النقدية، وأنه من المتوقع أن يتم تأجيل التوقعات برفع الفائدة إلى ديسمبر القادم .

ويجب الأخذ في الاعتبار، اهتمام أعضاء الفيدرالي بشكل أساسي بقطاع سوق العمل لتحديد قرارات السياسة النقدية، فبالنظر إلى بيانات التوظيف الأخيرة بالقطاع الغير زراعي نجد أن الدولار الأمريكي ما زال يسير في الطريق الصحيح ولكن انتعاش سوق العمل غير قادر على الحفاظ على زخمه القوي الذي شهده مؤخرًا هذا العام.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image