هل يمكن أن تتسبب زهرة في أزمة اقتصادية؟

هل يمكن أن تتسبب زهرة في أزمة اقتصادية؟

هل سمعت من قبل تسبب زهرة في أزمة اقتصادية؟ وقعت أحدتاث تلك الأزمة في منتصف القرن الـ 16، وبدأت القصة عندما استطاع تشارلز دي لوكلوس من تحسين نوعية خاصة من زهرة التوليب قادرة على تحمل المناطق الصعبة اعتماداً على أبصال أرسلها إليه من تركيا أوجير دي بوسبيق.

وتعد هذه الأزمة من أقوى الأزمات التي تؤكد لنا أن ما يرتفع سريعًا ويتحول إلى فقاعة مصيره الانهيار،وتحكي أحداث تلك القصة مراحل ظهور الفقاعات المالية.

تزايد الاقبال الهائل على الزهرة لندرتها وتمتهعها بخصائص جمالية، لم يكن فقط لأغراض الاستخدام البيئي والشخصي، بل لأغراض الربح منها حيث انخرط الكثير من المستثمرين وحتى عامة الناس في شرائها لبيعها بأسعار مرتفعة والفارق هو الربح.

من زهرة يمكن شراؤها بأسعار زهيدة حينها إلى 4000 فلورينة، مع العلم أن الدخل المتوسط للفرد حينها لا يتعدى 150 فلورينة.واستمرت أسعار الزهرة في الارتفاع وعمل التجار على تخزينها وتقليل وجودها في السوق، ما رفع أكثر من قيمتها لتعادل أسعار المواشي ومن ثم تتفوق على أسعار العقارات.

كل هذا مدعوما باعتقاد قوي سائد لدى الناس بأن هذه الزهرة تخزن فعلا القيمة ولن تخسرها وستواصل الارتفاع إلى أن تصل إلى مستويات مرتفعة جدا، وفي فبراير 1637 تراجعت عروض شراء الزهرة وبصلتها، لتتراجع الأسعار مع ارتفاع المعروض للبيع وغرق السوق بها.

فبعدما اكتسبت هذه السلعة قيمة كبيرة خلال أشهر طويلة كانت شهرين فقط كافية لتتحول الأسعار الجنونية إلى وهم وتكبد المستثمرين  خسائر فادحة طالت بيوتهم وعقاراتهم والمواشي الخاصة بهم.

عادت زهرة التوليب إلى سعرها العادي، تكلفتها بعد الأزمة لم تعد تضاهي تكلفة العقارات والمواشي، بل أصبحت مساوية لأسعار الأزهار الأخرى، واضطر الشعب الهولندي العيش بعد ضياع ثرواته ولم يستطع التعافي لسنوات عديدة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image