ارتفاع الاسترليني مرهون بسياسات بنك إنجلترا

ارتفاع الاسترليني مرهون بسياسات بنك إنجلترا

سجل الجنيه الاسترليني أعلى مستوياته اليوم عند 1.6994 والذي يعد أعلى مستوى له منذ شهر أغسطس 2009 عقب تحسن بيانات مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الخدمي مما دفع البعض للتساؤل حول مدى تأثير قوة العملة، وهل سيتدخل البنك المركزي للحد من ارتفاعها؟ وللإجابة على هذا السؤال يجب معرفة أسباب ارتفاع الاسترليني التي سنستعرضها خلال السطور القادمة.


أولا لابد وأن نلاحظ أن انتعاش الاقتصادي البريطاني هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع الاسترليني، فقد سجل الاقتصاد نموًا بنسبة 3.1% خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالاقتصاد الأمريكي الذي سجل نموٍا بنسبة 0.1% خلال نفس الفترة نظرًا لسوء حالة الطقس مما تسبب في ارتفاع الاسترليني بقوة مقابل الدولار.


ويرى بعض الاقتصاديين أن ضعف الصادرات البريطانية و زيادة العجز التجاري التي وصل إلى 9 مليار استرليني يرجع إلى ارتفاع سعر الجنيه الأسترليني أمام أغلب العملات العالمية إلا أن السبب الرئيسي لذلك هو تأثر الميزان التجاري قد بأزمة الديون في أوروبا التي تعد الشريك التجاري الأقوى ولهذا فإن ارتفاع الاسترليني ليس من أحد عوامل زيادة العجز التجاري. بالإضافة إلى أن سياسات بنك إنجلترا قد ساعدت في ارتفاع الاسترليني بما يقرب من 13% منذ شهر يوليو 2013.


ويجب علينا ملاحظة أن قيمة الاسترليني الحالية غير مبالغ فيها ولكنها تعتبر فوق المتوسطة خلال العامين الماضيين ولم تصل حتى الآن إلى أعلى مستوى لها عند المستوى 2.1160 بشهر نوفمبر 2007. ولذلك لا يمكننا القول بأن قيمة الجنيه الاسترليني مرتفعة جدًا حاليا وليس هناك ما يمنعه من أن يستكمل اتجاهه الصاعد، وليس من المتوقع أن يتدخل البنك المركزي البريطاني بأي إجراءات جديدة في هذه المرحلة إلا إذا ارتفع عجز الحساب الجاري عن القيمة الحالية.

 

""

 

وجدير بالملاحظة أن الانتعاش الاقتصادي الحالي قد فاق توقعات بنك إنجلترا خاصة بعد تراجع معدلات البطالة بشكل كبير مما قد يدفع بنك إنجلترا إلى رفقع معدلات الفائدة خلال العام المقبل.

 

""


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image