السيناريو المتوقع لقرارات المركزي الأوروبي غدًا وتأثيرها على اليورو دولار

السيناريو المتوقع لقرارات المركزي الأوروبي غدًا وتأثيرها على اليورو دولار

 هل سيقوم المركزي الأوروبي باتخاذ المزيد من الإجراءات التسهيلية غدًا؟ تنشغل الأسواق بالبحث عن هذه الإجابة... ولهذا نستعد من خلال هذا التقرير لقرارات المركزي الأوروبي وقرار الفائدة لرؤية ما إذا كان ضعف البيانات الأخيرة بمنطقة اليورو سيجبر المركزي الأوروبي على اتخاذ المزيد من الإجراءات التسهيلية لدعم النمو الاقتصادي أم أنه سوف يفضل الانتظار لرؤية المزيد من البيانات وعدم التسرع.

وفيما يلي أهم البيانات الاقتصادية المؤثرة على توجهات المركزي الأوروبي والتي قد تدعم اللجوء إلى المزيد من الإجراءات التسهيلية. 

مؤشر أسعار المستهلكين – التضخم (سلبي)

عندما تم الإعلان عن التيسير النقدي في يناير الماضي كان مؤشر أسعار المستهلكين يستقر عند -0.2% وبلغ أدنى مستوياته هذا العام عند -0.3% في مارس عندما تم بدء التيسير النقدي بقيمة 60 مليار يورو شهريًا حتى سبتمبر 2016.

ليتعافى المؤشر فيما بعد إلى 0.3% في يونيو مدعومًا بالقرارت التحفيزية التي اتخذها المركزي الأوروبي وفي أكتوبر تراجع مرة أخرى إلى النطاق السلبي عند -0.1% متأثرًا بتراجع أسعار الطاقة إلا أنه استطاع التعافي إلى 0.1% على اساس سنوي في نوفمبر الماضي بالإضافة إلى تحسن المؤشر بقيمته الأساسية من 1.0% إلى 1.1%.

وقد استقر مؤشر أسعار المستهلكين اليوم عند 0.1% دون التوقعات التي أشارت إلى 0.2% ولكن الأهم من ذلك هو تراجع المؤشر بقيمته الأساسية بنسبة 0.9% دون التوقعات عند 1.1% والنسبة السابقة عند 1.1%.

ولهذا نعتقد أنه بالرغم من تعافي المؤشر في نوفمبر إلا أنه لا يزال دون النسبة المستهدفة للمركزي الأوروبي وإن هذا التعافي لا يدعم ولا يمنع من اتخاذ المزيد من القرارات التسهيلية ولكنه قد يمهل المركزي الأوروبي بعض الوقت قبل اتخاذ قرارات جديدة خاصة وإن استمر المؤشر في الارتفاع في الشهور المقبلة.

من ناحية أخرى:

  • تعافى مؤشر أسعار الألماني من 0% إلى 0.1% على أساس شهري 
  • تعافى مؤشر أسعار المستهلكين الفرنسي من -0.4% إلى 0.1% على أساس شهري
  • تعافى مؤشر أسعار المستهلكين الإسباني من -0.7% إلى -0.3% على أساس سنوي
  • بينما تراجع مؤشر أسعار المستهلكين الإيطالي من 0% إلى -0.4%

البطالة (إيجابي)

تراجعت معدلات البطالة من 10.8% إلى 10.7% والتي تعد أدنى مستوياتها منذ مارس 2012.

تراجعت نسبة البطالة في إيطاليا من 11.6% إلى 11.5% والتي تعد أدنى نسبة لها منذ أبريل 2013.

سجل التغير في معدلات البطالة الألمانية اليوم تراجعًا بمقدار 13 ألف مقابل القراءة السابقة عندما تراجعت بمقدار 6 ألاف.

قيمة اليورو (إيجابي)

من المعروف أن سعر صرف يلعب دورًا هامًا في تحديد معدلات التضخم إذ أن انخفاض قيمة العملة يعني ارتفاع أسعار السلع والخدمات وهو ما يعنيه التضخم. وقد سجل اليورو تراجعًا قويًا منذ 15 أكتوبر وحتى الآن مسجلًا أدنى مستوياته عند 1.0557 على مدار ثمانية شهور في ظل اتجاه أغلب التوقعات إلى اتخاذ المركزي الأوروبي المزيد من الإجراءات التسهيلية يوم الخميس المقبل واتجاه الفيدرالي الأمريكي إلى تشديد السياسة النقدية من ناحية أخرى.

يُذكر أن اليورو جدير قد سجل أدنى مستوياته أمام الدولار هذا العام يوم 13 مارس عند المستوى 1.0461

 تراجع أسعار الطاقة وضعف النمو العالمي (سلبي)

أشار دراجي مرات عديدة أن لتراجع أسعار الطاقة تأثير سلبي على معدلات التضخم ويلاحظ حاليًا أن النفط حاليًا يجري تداوله قرابة المستوى 46 دولار للبرميل مع توقعات باستمرار تراجعه خلال الفترة المقبلة. ومن ناحية أخرى، ضعف الطلب العالمي ولا سيما من قبل الصين.

توقعات القرارات التي قد يتخذها المركزي الأوروبي:

تتجه أغلب التوقعات إلى بلجوء المركزي الأوروبي إلى إحدى الخيارات التالية:

  • مد فترة برنامج التيسير النقدي إلى ما بعد سبتمبر 2016
  • زيادة حجم برنامج التيسير النقدي من 60 مليار يورو شهريًا إلى 75 مليار يورو شهريًا
  • خفض الفائدة على الودائع بمقدار 10 نقاط أساسية من -0.20% إلى -0.30%

إلا أننا نرى أن خيار زيادة حجم برنامج التيسير النقدي مستبعد لقلة السيولة في منطقة بالإضافة إلى إعلانه عن توقفه عن شراء السندات بدءًا من يوم 22 ديسمبر وحتى بداية العام القادم، ولهذا الأقرب أن يتم خفض الفائدة على الودائع ويليه مد فترة البرنامج.

أهم النقاط التي قد يتضمنها حديث دراجي والتي سوف تدعم تراجع اليورو:

  • زيادة حجم برنامج التيسير النقدي أو مد فترته
  • المزيد من خفض الفائدة على الودائع (حاليًا -0.20%)
  • خفض توقعات التضخم على المدى القصير والمتوسط
  • الحديث عن الآثار السلبية لتراجع أسعار الطاقة على التضخم
  • الحديث عن التأثير السلبي للأوضاع الاقتصادية العالمية على اقتصاد المنطقة

فرص تداول اليورو دولار:

السيناريو الأول: إن أعلن دراجي خلال المؤتمر الصحفي عن اتخاذ أية قرارات تسهيلية جديدة قوية فسوف تكون ردة فعل اليورو سلبية على الفور وقد نشهد تراجع يتعدى الخمسين نقطة أو أكثر بناء على مدى قوة هذه القرارات كما أشرنا في التقارير السابقة، ولهذا نفضل بيع الزوج اليورو دولار بهدف 1.0461 والحرص على حجز الأرباح عند المستوى 1.0520.

السيناريو الثاني: في حال قرر المركزي الأوروبي عدم اتخاذ أية قرارات جديدة أو كانت دون توقعات الأسواق فسوف يشهد اليورو ارتفاعًا تصحيحيًا  قد يمتد إلى 1.0635 ولكننا لن نقوم بالشراء بل انتظار مستويات أفضل للبيع وسوف نوضحها لكم عقب انتهاء المؤتمر الصحفي.

ولأهمية هذا الحدث ننصحكم بالإطلاع على التقارير التالية:

 

لا تنسوا متابعة التغطية الحية لتصريحات دراجي على موقعنا لحظة بلحظة.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image