نظرة على الاقتصاد البريطاني

نظرة على الاقتصاد البريطاني
00ا

تراجع الطلب على الجنيه الاسترليني خلال الفترة الماضية بسبب ضعف البيانات الاقتصادية وتراجع شهية المخاطر للمستثمرين خاصة في الأسواق الأوروبية. لذلك سنحاول في هذا التقرير أن نلقي نظرة عن قرب على الوضع الاقتصادي في المملكة المتحدة.

  • إجمالي الناتج المحلي:

سجلت القراءة الأولية لإجمالي الناتج المحلي نسبه 0.5% خلال الربع الثالث من هذا العام لتشهد تراجعاً بشكل طفيف مقارنة بقراءة الربع الثاني عند 0.7%. أما على أساس سنوي فقد سجل الاقتصاد البريطاني نمواً بنسبه 2.3% خلال الربع الثالث و الذي يعد الربع الثاني على التوالي الذي يشهد تباطؤ.

ووفقاً لمكتب الإحصاء البريطاني، فقد كان المحرك الرئيسي للنمو خلال الربع الثالث هو نمو قطاع الخدمات بنسبه 0.7%؛ حيث شارك بحوالي 0.59% من نمو إجمالي الناتج المحلي في بريطانيا. وعلى الوجه الآخر فقد تراجع نمو قطاع البناء بنسبه 2.2% مما ساهم في تراجع نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبه 0.14%.

وبالنسبه لقطاع التصنيع فقد شهد نمواً طفيفاً بنسبه 0.3% و أكتفى بالمشاركة في نمو إجمالي الناتج المحلي بحوالي 0.04% فقط. بينما تراجع الانتاج الصناعي بنسبه 0.3% ولكن على الرغم من ذلك فقد استقر إجمالي الأنتاج الصناعي في النطاق الإيجابي نظراً لارتفاع انتاج قطاع التعدين بنسبه 2.4%.

ولكن يجدر الإشارة إلى أن هذه مازالت التقديرات الأولية ومن المقرر صدور التقديرات الثانية لإجمالي الناتج المحلي اليوم، وتشير توقعات الأسواق إلى أن يستقرالمؤشر عند 0.5%.

  • سوق العمل:

 أظهرت بيانات العمل بعض التباين أيضاً؛ حيث تراجع معدل البطالة بنسبه 5.3% مقارنة بالقراءة السابقة عند 5.4% و الذي يعد أدنى مستوى له على مدار سبع سنين. و بلإضافة إلى ذلك فقد ارتفع معدل التوظيف إلى 73.7% مقارنة بالقراءة االسابقة عند 73.6% و الذي يعد أعلى مستوى له على الإطلاق.

وعلى الوجه الآخر فقد ارتفع مؤشر التغير في اعانات البطالة ليسجل 3.3 ألف و الذي يعد ضعف القراءة المتوقعة عند 1.6 ألف وأعلى بشكل واضح من القراءة السابقة عند 0.5 ألف.

أما فيما يتعلق بالأجور فقد استقر نمو الأجور عند 3.0% دون تغيير مقارنة بالقراءة السابقة ولكن إذا نظرنا عن كثب في البيانات نجد أن هذا النمو يرجع إلى ارتفاع المكافآت بنسبه 15% ولكن إذا ما استثنينا المكافآت نجد أن الأجور قد ارتفعت بنسبه 2.5% فقط.

  • ثقة قطاع الأعمال:

تراجع مؤشر الانتاج الصناعي بنسبه 0.2%  خلال شهر سبتمبر مقارنة بالقراءة السابقة عند 0.9% بينما سجل المؤشر على أساس سنوي 1.1% مقارنة بالقراءة السابقة عند 1.8%.

ويعود السبب وراء ذلك إلى تباين أداء القطاعات المختلفة بين الارتفاع و الهبوط؛ حيث يرجع السبب وراء النمو على أساس سنوي إلى قطاع التعدين بينما يرجع السبب وراء التراجع إلى قطاع التصنيع،و تحديداً بسبب تراجع تصنيع الاجهزة و المعدات بنسبه 13.7% و الذي ساهم في تراجع إجمالي الناتج الصناعي بنسبه 0.67%.

وعلى الرغم من ذلك فقد أظهر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي تحسناً حيث سجل ارتفاعاً إلى 51.8 خلال شهر أكتوبر  مقارنة بالقراءة السابقة عند 55.5 بسبب ارتفاع معدل الطلبات و نمو الانتاج.

إلى جانب ذلك فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى 54.9 مقارنة بالقراءة السابقة عند 53.3 بسبب ارتفاع معدلات التوظيف إلى أعلى مستوى لها على مدار 5 أشهر.

  • انفاق و ثقة المستهلك:

تراجعت مبيعات التجزئة في بريطانيا خلال شهر أكتوبر بنسبه -0.6% على أساس شهري مقارنة بالقراءة المراجعة 1.7% كما تراجع المؤشر على أساس سنوي بنسبه 3.8% مقارنة بالقراءة السابقة عند 6.2% وكما توقعنا من قبل فإن ارتفاع مبيعات التجزئة خلال شهر سبتمبر كان يعود بشكل أساسي إلى استضافة بريطانيا لبطولة العالم لرياضة الركبي، الأمر الذي يفسر هذا تراجع المؤشر خلال شهر أكتوبر.

  • التضخم:

تراجع معدل التضخم على أساس سنوي بنسبه -0.1% خلال شهر أكتوبر وعلى الرغم من ان بنك انجلترا قد  حذرمن خلال ملخص السياسة النقدية للبنك و تقرير التضخم من أن معدلات التضخم من المحتمل ان تبقى قريبة من المستوى 0% على المدى القريب إلا أن معدل التضخم قد سجل ارتفاعاً بنسبة 0.1% مقارنة بالقراءة السابقة عند -0.1%.

  • خلاصة الأمر أن اداء الاقتصاد البريطاني مازال جيداً بشكل نسبي إذا ما قارناه بالاقتصادات المتقدمة الآخرى باستثناء معدل التضخم بالطبع. هذا ويدعم أداء الاقتصاد البريطاني رؤية بنك انجلترا بتأجيل رفع الفائدة. الأمر الذي سوف يزيد من الضغوط على الجنية الاسترليني حتى صدور البيانات في الفترة القادمة.

large image
الندوات و الدورات القادمة
large image