قرار خفض الفائدة الصينية ما بين مؤيد ومعارض

قرار خفض الفائدة الصينية ما بين مؤيد ومعارض

استقبلت الأسواق قرار بنك الصين الشعبي المُفاجئ صباح اليوم بخفض الفائدة بحيرة واضحة حول مدى إيجابية أو سلبية خلفية هذا القرار. حتى الآن، لم يتضح لنا الدوافع وراء إتخاذ مثل ذلك القرار وخاصة بهذا النحو المفاجئ، ولكن فقط يمكننا سرد وجهتي النظر المطروحة حالياً في الأسواق الاقتصادية والتي تنقسم إلى: 

 

وجهة النظر الأولى: 

من الواضح أن الصين كسائر دول العالم تتعرض للعديد من الضغوط الانكماشية. فمع التراجع الحاد في أسعار النفط على مدار أكثر من عام حتى الآن، هبطت معدلات التضخم إلى نسبة 1.6% على أساس سنوي. ومن جانبه، أكد بنك الصين الشعبي اليوم على أن المجال لايزال مفتوحاً أمام المزيد من خفض الفائدة بسبب ضعف معدلات التضخم. يجدر بالذكر أن ارتفاع اليوان الصيني أمام الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية قد أدى إلى تراجع أسعار الواردات وهبوط النفط بالتزامن مع تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي. على هذا النحو|، فإن خفض الفائدة يُعد مُحفزاً للنشاط الاقتصادي، حيث يساهم في تحسن معدلات الإقراض والاستثمار. 

 

وجهة النظر الثانية:

أدى الإعلان المُفاجئ عن ذلك القرار إلى إثارة المخاوف المتعلقة بأن وضع الاقتصاد الصيني أسوأ مما هو مُعلن، خاصة مع غموض البيانات الاقتصادية طوال الفترة الأخيرة. فبعد أن جاءت بيانات إجمالي الناتج المحلي بالصين أفضل من توقعات الأسواق عند نسبة 6.9%، فكيف يُعقل أن يلجأ البنك بعدها بأيام إلى خفض الفائدة؟ 

فمن الأرجح أن ما يدور داخل الاقتصاد الصيني أصعب من أن يتم تفسيره. هذا، ويُعد موعد خفض الفائدة أيضاً مثيراً للتساؤلات، على الرغم من أننا عهدنا خلال عام مضى من لجوء بنك الصين إلى خفض الفائدة ما بين كل ثلاثة أشهر، إلا أن تلك المرة جاءت بعد شهرين فقط من خفض الفائدة للمرة الأخيرة في أغسطس الماضي. الأمر الذي قد تسبب في إحياء مخاوف الأسواق مرة أخرى بشأن النمو الاقتصادي العالمي، خاصة مع لجوء البنك على خفض قيمة اليوان أمام الدولار الأمريكي. 

 

هذا، ونتوقع أن تظل تلك الحيرة التي انتابت الأسواق قائمة لفترة من الوقت، فالوقت هو الوحيد القادر على إيضاح الصورة الكاملة التي نعجز عن تفسيرها في الوقت الحالي، إلى جانب البيانات الاقتصادية خلال الفترة القادمة.  

 

  • ولمزيد من التفاصيل حول قرار البنك بخفض قيمة اليوان خلال أغسطس الماضي ننصحكم بالإطلاع على: 

ما لا تعرفه عن القرارات الصينية الأخيرة وتأثيرها على مصير الأسواق العالمية


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image