ضعف بيانات التوظيف يضع الاحتياطي الفيدرالي في موقف حرج

ضعف بيانات التوظيف يضع الاحتياطي الفيدرالي في موقف حرج
الاحتياطي الفيدرالي

لا يوجد شئ جيد يمكن أن يُقال عن بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة يوم الجمعة الماضي، فقد كانت مخيبة للآمال بما فيه الكفاية كما تم مراجعة قراءة أغسطس الماضي على نحو منخفض لتأتي على عكس التوقعات بارتفاعها، وهو الأمر الذي أثار الشكوك بشأن الاقتصاد الأمريكي وقدرة الاحتياطي الفيدرالي على رفع معدلات الفائدة ليس فقط في هذا الشهر ولكن من المحتمل تأخرها إلى ديسمبر المقبل بل ربما إلى العام القادم..

فقد سجل مؤشر التغير في أعداد التوظيف بالقطاع غير الزراعي قراة قدرها 142 ألف، ليأتي دون التوقعات التي أشارت إلى 200 ألف، كما تم مراجعة قراءة أغسطس الماضي على نحو منخفض إلى 136 ألف، والذي يعد الشهر الثاني على التوالي في تراجع المؤشر أدنى 150 ألف، والذي لم تشهده الولايات المتحدة منذ 2012. من ناحية أخرى، فقد استقر معدل البطالة الشهرية دون تغيير عند 5.1% بينما تراجع معدل المشاركة في سوق العمل إلى 62.4%، كما تراجع متوسط دخل الفرد في الساعة دون التوقعات إلى 0.0% وتم مراجعة القراءة السابقة على نحو مرتفع من 0.3% إلى 0.4%.

جدير بالذكر، أنه قد كان هناك شعور عام بقدرة الاقتصاد الأمريكي على حماية الولايات المتحدة من الضعف العالمي الذي تشهده الدول الأخرى، ولكن جاءت بيانات التوظيف لتشير إلى احتمالية أن يكون الاقتصاد الأمريكي عرضة للتباطؤ الاقتصادي العالمي. وفي ظل هذه الظروف، فمن الصعب أن نتصور كيف يمكن للاحتياطي الفيدرالي إتخاذ قرار رفع معدلات الفائدة خلال اجتماعه المقبل، كما أن الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير لن يفعل شيئًا يُذكر لتعويض المخاوف بشأن ضعف العوامل الأساسية في الاقتصاد.

هذا، وقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن التزام الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة تحمل الجزء الأكبر من عبء السياسة لم يعد كافيًا لتحقيق نمو مستدام، حيث يحتاج الكونجرس للتدخل أيضًا بما يسمح للحكومة لإتخاذ مجموعة أوسع من الإجراءات لدعم الاقتصاد. ولكن للأسف، تشير الدلائل إلى أن مثل هذا التعاون لن يحدث على المدى القريب، مما قد يحد من حماس الشركات لزيادة القدرة الإنتاجية وفرص العمل.

وبالتالي يزداد ترقب الأسواق إلى صدور نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 8 أكتوبر المقبل لمعرفة وجهة نظر البنك بشأن الأوضاع الاقتصادية، خاصًة وأن استمرار السياسة النقدية التحفيزية المتبعة من قبل البنك من غير المحتمل أن تقدم الكثير من الدعم للنمو الاقتصادي بالنظر إلى ما تعانيه الولايات المتحدة وبقية أنحاء العالم في الوقت الحالي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image