الاثنين الأسود يسيطر على الأسواق العالمية

الاثنين الأسود يسيطر على الأسواق العالمية

اجتاحت الأسواق أمس الاثنين حالة من الفوضى والذعر لعدة أسباب، والذي أدى إلى إطلاق البعض عليه بيوم الاثنين الأسود وذلك لما شهده من بداية سيئة بما فيه الكفاية في جميع الأسواق بلا استثناء

  • سوق الأسهم

فعقب قيام بنك الصين الشعبي بخفض قيمة اليوان الصيني لأكثر من مرة بهدف دعم النمو الاقتصادي، شهدت سوق الأسهم تراجعًا كبيرًا، ولكن جاء يوم أمس ليمثل الخسارة الأكبر في سوق الأسهم الصينية في ظل انخفاض مؤشر شانجهاي المركب بأكثر من 8.49% والذي يعد أكبر تراجع له منذ عام 2007.

هذا، وقد تلى هذا الأمر تراجع في سوق الأسهم اليابانية، مما دعم الين الياباني بشكل كبير مقابل نظيره الأمريكي، وفي ظل هذه التقلبات الذي يشهدها الين الياباني، يوجد احتمالية لقيام بنك اليابان بعقد اجتماع طارئ لدراسة حركة الأسعار إذا لزم الأمر لذلك.

ومع تراجع الأسهم الصينية واليابانية، لا نستطيع أن نستثنى بالطبع الأسهم الأوروبية والأمريكية، والتي شهدت تراجع كغيرها من الأسهم، فقد أغلقت الأسهم الأوروبية أمس تداولاتها في النطاق السلبي، بينما تراجع مؤشر داو جونز الأمريكي بحوالي 1000 نقطة وقد أغلق تداولاته متراجعًا بحوالي 588 نقطة.

  • سوق العملات

أدى التراجع الكبير في سوق الأسهم الصينية إلى زيادة الضغوط البيعية على الدولار الاسترالي ونظيره النيوزيلندي، على اعتبارهما الشريك التجاري الأكبر للصين، فقد تراجع زوج الاسترالي دولار إلى المستوى 0.7044، بينما وصل زوج النيوزيلندي دولار إلى المستوى 0.6240.

على النقيض من الأسهم الصينية، فقد أدى انخفاض سوق الأسهم اليابانية إلى دعم الين الياباني إلى حد كبير كملاذ يلجأ إليه المتداولون بعيدًا عن المخاطرة، ليصل زوج الدولار ين إلى أدنى مستوى له على مدار ثلاثة أشهر عند 120.24 وقد استمر ارتفاع الين حتى نهاية تداولات أمس ليتراجع الزوج إلى المستوى 116.13.

وبالنظر إلى الحركة السعرية لزوج اليورو دولار، نُلاحظ ارتفاع الزوج إلى أعلى مستوى على مدار سبعة أشهر ليصل إلى 1.1713، وذلك نظرًا لدعم اليورو بشكل كبير عقب نجاح اليونان في الحصول الحزمة الثالثة من تمويل برنامج الإنقاذ وعلى الرغم من أن استقالة تسيبراس الانتخابات المقرر عقدها خلال الفترة المقبلة قد أثارت بعض المخاوف من احتمالية وجود بعض التوتر السياسي بين الدائنيين والدوليين، يبدو أن المتداولين لا يزالون يحاولون الاستفادة من ارتفاع اليورو خاصًة في ظل إيجابية البيانات الاقتصادية الأوروبية الصادرة مؤخرًا.

أما بالنسبة للدولار الأمريكي، فقد واجه الدولار العديد من الضغوط البيعية في الآونة الأخيرة وذلك على خلفية التوقعات باحتمالية تأخر الاحتياطي الفيدرالي في رفع معدلات الفائدة من سبتمبر إلى نهاية العام الجاري، وبصرف النظر عن ذلك، تزداد التوقعات بتأثير الأوضاع الحالية في الصين على سياسة الاحتياطي الفيدرالي المتبعة، الذي عمل على فقد الدولار قدرته على كونه ملاذ آمن خلال الفترة الأخيرة.

جدير بالملاحظة، تعافي  الدولار الأمريكي خلال تداولات اليوم من أدنى مستوياته التي سجلها أمس ليجرى تداول زوج اليورو دولار حاليًا قرابة المستوى 1.1483.

وكمثل نظيره الأمريكي، واجه الدولار الكندى أيضًا العديد من الضغوط البيعية في ظل تراجع أسعار النفط أدنى المستوى 40، وذلك على اعتبار أن كندا من أهم مصدري النفط في العالم، مما أدى إلى ارتفاع زوج الدولار كندى إلى مستويات قياسية عالية عند 1.3296.

  • سوق السلع

فقد سجلت أسعار النفط تراجعًا حادًا أدنى 40 دولار للبرميل لتصل إلى أدنى مستوى لها على مدار ست سنوات ونصف، مدعومًا بعدد من العوامل، وعلى رأسها زيادة المعروض من النفط واستمرار محاولة الأوبك في الحفاظ على حصتها في السوف بصرف النظر عن مستوى الأسعار، الأمر الذي أدى إلى توجه الأنظار صوب 35 دولار، ولكن الجدير بالذكر، تعافي أسعار النفط بشكل طفيف خلال تداولات اليوم ولكن لا تزال المخاوف بشأن حدوث انهيار اقتصادي في الآفاق.

على الجانب الآخر، فقد أدى تباطؤ الاقتصاد الصيني إلى لجوء الأشخاص إلى التداول على الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى استقرار الذهب قرابة أعلى مستوياته على مدار سبعة أسابيع 1169.75 دولار للأوقية خلال تداولات أمس، ولكنه ما لبث أن شهد بعض التراجع اليوم.

بالنظر إلى كل ما سبق وكل ما شهدته الأسواق سواء أسهم أو سلع أم عملات خلال أمس الاثنين الأسود، هناك بعض المتداولون الذي استطاعوا أن يستفيدوا من هذه التقلبات لتحقيق أرباح، ولكن على الرغم من ذلك، فلا يمكنك التأكد من أننا لن نشاهد مثل هذا الأمر خلال الفترة المقبلة، خاصًة بالنظر للأوضاع العالمية الحالية فيجب الحذر.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image