أهم جوانب الوضع الاقتصادي الحالي بالولايات المتحدة

أهم جوانب الوضع الاقتصادي الحالي بالولايات المتحدة

كانت جانيت يلين، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، قد أشارت في خطابها الأخير يوم 22 من شهر مايو الماضي إلى تباطؤ وتيرة التعافي الاقتصادي بالولايات المتحدة، إلا أن الاقتصاد مازال محتفظاً بقوته بنحوٍ كبير. كما أكدت على أنه في حال استمرت البيانات في التحسن كما تتوقع، فمن المرجح أن يكون رفع معدلات الفائدة خلال العام الجاري هو الأنسب. الأمر الذي تم تفسيره من قِبل الأسواق على أنه مؤشراً واضحاً لرفع معدلات الفائدة الأمريكية خلال شهر سبتمبر المقبل.

يأتي ذلك في الوقت الذي حث فيه صندوق النقد الدولي الاحتياطي الفيدرالي على تأجيل قرار رفع الفائدة حتى بداية العام المقبل نظراً لما قد يتسسبه ذلك القرار في تقلبات حادة للأسواق، خاصة مع استمرار تباطؤ وتيرة التعافي العالمي.

ذلك التباين قد ترك الأسواق في تشتت حول إمكانية رفع معدلات الفائدة هذا العام، ولهذا قررنا أن نستعرض معكم أهم جوانب الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة الماضية لعل تساعد في تكوين رؤية أوضح حول الوضع الاقتصادي الذي يواجه الاحتياطي الفيدرالي .

  • أولاً، معدل النمو: كان الاقتصاد الأمريكي قد تباطأ بنحو مخيب للآمال خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث سجل إجمالي الناتج المحلي المعدل على أساس سنوي تراجعاً بنسبة 0.7% خلال الثلاثة شهور الأولى من العام، مقارنة مع نسبة 2.2% سجلها خلال الربع الأخبر من العام الماضي. وقد اتفقت أغلب الآارء أن ذلك الضعف الذ شهده الاقتصاد يرجع إلى تأثير بعض العوامل المؤقتة والتي تتمثل في  سوء الأحوال الجوية، التراجع الحاد لأسعار النفط وتأثيره السلبي على قطاعات النفط، إضراب العمالة في الساحل الغربي، وأخيراً قوة الدولار المرتفعة أنذاك.  

وقد أشار صندوق النقد الدولي في بيانه حول الوضع الاقتصادي الأمريكي بأن الاقتصاد مازال متماسكاً بنحو كبير ويرجع ذلك إلى استمرار تحسن أوضاع سوق العمل، توافق الأوضاع المالية و أسعار النفط المنخفضة. لكن ذلك لم يمنع صندوق النقد من خفض توقعاته للنمو الاقتصادي الأمريكي من 3.1% إلى نسبة 2.5%.

 

  • ثانياً، معدلات التوظيف: تمكنت بيانات التوظيف الامريكية من استعادة قوتها مجدداً خلال شهر مايو الماضي محققة ارتفاعاً بواقع 280 ألف وظيفة لتفاجئ الأسواق التي قد توقعات 222 ألف فقط. يأتي ذلك بعد الضعف الذي سجلته خلال شهر مارس الماضي هبوطاً أدنى 200 ألف وظيفة لأول مرة منذ شهر سبتمبر الماضي. الأمر الذي قد أشار المخاوف حول تلاشي قوة الاقتصاد الأمريكي.

على الجانب الأخر، فقد تمكن متوسط دخل الفرد في الساعة من تحقيق ارتفاعاً بنسبة 0.3% ليفوق التوقعات عند 0.2%. يأتي ذلك بينما سجلت معدلات البطالة ارتفاعاً طفيفاً من 5.4% إلى نسبة 5.5%، على الرغم من استقرار نسبة المشاركة في سوق العمل عند نسبة 62.9%، بينما ارتفع عدد العمالة المدنية بواقع 397 ألف خلال شهر مايو أيضاً. لذلك فمن الطبيعي ألا يتمكن الاقتصاد من استيعاب كل تلك العمالة بهذه السرعة.

 

  • ثالثا، معدل الإنفاق: أظهر مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة تحسناً خلال نفس الفترة بنسبة 1.2% أعلى قليلاً من التوقعات عند 1.1، كما تم مراجعة القراءة السابقة على نحو مرتفع من 0.0% إلى 0.2%. كما تمكنت بيانات ثقة المستهلك من إظهار مزيداً من التحسن خلال الشهر الجاري وصولاً إلى 94.6، بالإضافة إلى مراجعة القراءة السابقة  من 88.6 إلى 90.7.

 

  • رابعاً، معدلات التضخم: كان مؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي قد استقر عند نسبة 0.1% خلال شهر مايو للشهر الرابع على التوالي. هذا، ومن المتوقع أن يتم صدور مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي غداً لشهر مايو، والذي من المتوقع أن يسجل ارتفاعاً بنسبة 0.5%. الجدير بالذكر أن المؤشر قد تمكن من إظهار تماسكاً عند النسب 0.1% و 0.2% لشهرين على التوالي.

 

خلاصة القول، على الرغم من الضعف الذي شهده الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الاول من العام، إلا أنه من المتوقع ان يكون بالأمر المؤقت وأن يتمكن الاقتصاد الأمريكي من استعادة زخمه مرة أخرى خلال النصف الثاني من العام مستكملاً وتيرة التعافي. وقد يرجع ذلك إلى تماسك بعض القطاعات الأساسية بالبلاد ولعل من أهمها سوق العمل.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image