3 أسباب دفعت اليورو إلى التراجع الحاد هذا الأسبوع

3 أسباب دفعت اليورو إلى التراجع الحاد هذا الأسبوع

تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي على نحو حاد خلال تداولات الأسبوع الحالي، حيث هبط من المستوى 1.1443 يوم الإثنين ليجرى اليوم تداوله قرابة 1.1100، متأثراً بتصريحات أعضاء المركزي الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية التي دفعت المتداولين إلى بيع اليورو لتجنب المخاطرة. ونحاول من خلال الفقرات القادمة شرح أسباب هذه المخاوف:

 

 

أولاً: تصريحات كوير:

فاجأ بينوا كوير الأسواق بتصريحات عن عدم سلبية الآثار المترتبة عن خفض معدلات الفائدة على ودائع البنوك أدنى الصفر إلى جانب تكثيف برنامج التيسير النقدي، أثناء حديث له في إحدى القنوات البريطانية قبل أن يصرح بها في حديث رسمي للمركزي الأوروبي.

وكان المركزي الأوروبي قد خفض معدل الفائدة على ودائع البنوك في البنك المركزي إلى النطاق السلبي منذ العام الماضي، مما يعني أن البنوك التجارية والمؤسسات المالية تقوم بدفع فوائد على إيداعاتهم. واقترح كوير مزيد من خفض الفائدة على الإيداعات بهدف تشجيع البنوك على الإقراض بدلاً من الاحتفاظ بها في البنك المركزي.

إضافة إلى ذلك، أشار كوير إلى تكثيف برنامج التيسير النقدي قبل حلول فصل الصيف، مما يعني اتجاه المركزي الأوروبي لزيادة حجم شراء السندات خلال مايو ويونيو.

ثانياً: تصريحات نوير:

جاءت تصريحاته على نفس القدر من السلبية قائلاً أن المركزي الأوروبي على استعداد لزيادة التدابير التسهيلية الحالية، وأضاف أن أعضاء السياسة النقدية بالمركزي الأوروبي قد يتخذوا خطوات جديدة لتأكيد الوصول بمعدلات التضخم في منطقة اليورو إلى الهدف 2%.

وبعد أن أشاد نوير بدور برنامج شراء الأصول في رفع الاسعار في المنطقة، أعرب عن وجود احتمالات لمد فترة البرنامج إلى ما بعد سبتمبر 2016 في حال عدم وجود تحسن ملحوظ في اتجاه معدلات التضخم، محذراً من آثار العوامل الخارجية مثل انخفاض اسعار النفط والتي تزيد الضغوط على التضخم.

ثالثاً: ما ذكره رئيس المفوضية الأوروبية بشأن أزمة اليونان:

عبر جين كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، عن عدم الوصول إلى اتفاق بشأن الإصلاحات المفترض تنفيذها من جانب الحكومة اليونانية لضمان الحصول على حصة جديدة من المساعدات، وتزداد الأزمة مع اقتراب موعد سداد الديون المستحقة لصندوق النقد في الوقت الذي أوشكت فيه السيولة المالية اليونانية على النفاذ.

في الوقت الحالي، تسعى الحكومة اليونانية جاهدة للحصول على الأموال من الدائنين كي تتمكن من سداد القروض التي اقترب موعد سدادها، لكن طلبها قوبل بالرفض من قبل المفوضية الأوروبية وصندوق النقد إلا إذا تم تنفيذ إصلاحات اقتصادية ومالية داعمة لتقليل الإنفاق، جدير بالذكر أن هذه الأوضاع استمرت لشهور ولم يتم التوصل إلى اتفاق، ومع عجز اليونان عن سداد الديون يتزايد احتمال خروجها من الاتحاد الأوروبي مرة أخرى.

أشارت توقعات الأسواق إلى إمكانية الاتفاق أثناء اجتماع الاتحاد الأوروبي هذا الاسبوع في ريجا، في الوقت ذاته، نشرت وسائل الإعلام اليونانية وثيقة مسربة تحمل إسم "خطة يونكر" تتضمن زيادة التدابير التقشفية وتقليل الموازنة الحكومية، لكن يونكر نفى ذلك.

وتشهد الاسابيع المقبلة عدد من الأحداث الهامة مثل بيان السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، والموعد النهائي لسداد الحكومة اليونانية ديونها لصندوق النقد، فيمكن من خلالها توقع اتجاه اليورو على المدى البعيد. وإلى ذلك الحين يجب متابعة البيانات الاقتصادية التي قد تدعم اليورو أو تؤدي إلى هبوطه.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image