خفض معدلات الفائدة الاسترالية هو السيناريو الأكثر احتمالاً لبيان الغد

خفض معدلات الفائدة الاسترالية هو السيناريو الأكثر احتمالاً لبيان الغد
الاحتياطي الاسترالي

استكمالاً لخفض معدلات الفائدة في فبراير الماضي، تزداد التوقعات بقيام الاحتياطي الاسترالي غدًا الثلاثاء بخفض المعدلات مرة أخرى بقيمة 25 نقطة أساسية لتصل إلى 2%، خاصًة بعد تلميح ستيفنز، محافظ البنك، خلال خطابه الشهر الماضي باستمرار احتمالية خفضها بهدف دعم معدلات النمو على الرغم من إعلان بيان لجنة السياسة النقدية خلال شهري مارس وإبريل بالإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير خلال الوقت الحالي.

هذا، ومن المتوقع أن يتضمن بيان لجنة السياسة النقدية غدًا خفض توقعات معدلات نمو إجمالي الناتج المحلي والتضخم، فعند النظر إلى البيانات الاقتصادية نلاحظ استقرار مؤشر أسعار المستهلكين عند 0.2% خلال الربع الأول من العام الجاري 2015، والذي أدى إلى تباين التوقعات بشأن قرار الفائدة.

أما بالنسبة لسوق العمل، نلاحظ تراجع معدل البطالة، على أساس موسمي، بشكل مفاجئ إلى 6.1% خلال مارس الماضي مقارنة بالقراءة المراجعة السابقة عند 6.2%، كما ارتفع عدد التوظيف إلى 37.7 ألف وظيفة خلال مارس، تضم 31.5 ألف وظيفة بدوام كامل و6.1 ألف وظيفة بدوام جزئي.

ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال معدل النمو الاقتصادي غير قوي بما فيه الكفاية ليدعم معدلات النمو بشكل مستمر لسوق العمل، فقد سجل إجمالي الناتج المحلي الاسترالي نموًا بنسبة 0.5% فقط خلال الربع الأخير من العام الماضي مقارنة بالقراءة المراجعة السابقة 0.4%.

من ناحية أخرى، فقد أظهر بيان لجنة السياسة النقدية للبنك خلال فبراير الماضي توقعاته بوصول معدلات نمو إجمالي الناتج المحلي إلى 2.75% خلال 2015، و3.5% خلال 2016، ولكن بالنظر إلى نتائج اجتماع الجنة في إبريل الماضي والتي أظهرت التخوف من تراجع معدل الاستثمار في القطاع غير التعديني إلى -13% خلال 2014 واحتمالية استمرار تراجعه خلال 2015، فتزداد التوقعات بخفض اللجنة لتوقعاتها خلال  اجتماع الغد.

جدير بالذكر، أنه على الرغم من توقعات البنك خلال إجتماع إبريل الماضي بمزيد من تراجع قيمة الدولار الاسترالي في ظل تراجع أسعار السلع الأساسية، إلا أن قيمة الدولار الاسترالي قد شهدت ارتفاعًا بنسبة 3.48% منذ ذلك الاجتماع والذي يرجع جزء كبير فيها إلى تعافي أسعار خام الحديد، المنتج المصدر الأول في استراليا، ولكن في الآونة الاخيرة شهد الدولار الاسترالي تراجعًا مقابل نظيره الأمريكي خاصًة عقب بيان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإضافة إلى ضعف معدلات الطلب الصيني.

على الجانب الآخر، يعد ارتفاع أسعار المنازل أحد العوامل الهامة التي تؤثر على قرار خفض معدلات الفائدة، فقد حذر ستيفنز من ارتفاع أسعار العقارات بشكل كبير في سيدني بالإضافة إلى تصريحه بالحاجة إلى تحقيق التوازن بين نمو الإسكان وباقي القطاعات الاقتصادية الأخري، وبالتالي لن يسمح الاحتياطي الاسترالي بأن تؤثر سوق العقارات على معدلات نمو الاقتصاد الحقيقي.

وبالنظر إلى ما سبق، فمن المتوقع أن يكون لبيان الفائدة تأثير كبير على الحركة السعرية للدولار الاسترالي، وبالتالي يزداد ترقب المستثمرين لهذا البيان لتحديد إتجاه الدولار الاسترالي خلال الفترة المقبلة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image