توقعاتي لنتائج أخبار التوظيف الأمريكية وتأثيرها على السوق

توقعاتي لنتائج أخبار التوظيف الأمريكية وتأثيرها على السوق
صورة وليد الحلو الشخصية الخاصة بالتحليلات

من منذ منتصف مارس ونحن نتابع التصحيحات التي بدأت في أزواج الدولار ودائمًا كان التركيز الاول والأخير على شراء الدولار أمام كل العملات وكان هذا الامر واضحًا خلال التحليل الأسبوعي، ولم يخيب ظننا في هذه الصفقات حيث كنت أدعوا دائمًا للتمركز والحذر من ضرب التمركزات أثناء اجتماع السياسة النقدية الأمريكية وإعادة التمركز حتى الوصول إلى الأهداف المتوقعة وهي كالتالي:

الزوج الهدف
EURUSD 1.03/00
GBPUSD 1.4600
USDJPY 123.00/125.00
USDCAD 1.3050
AUDUSD 0.7000
NZDUSD 0.7000/6900

 

هذه الأهداف كانت ومازالت الدافع الرئيسي لنا خلال عام 2015 بقليل من الحكمة ومحاولة التمركز باسعار مميزة سيكون مجرد الاقتراب من تلك الأسعار مربح للغاية، ولكن للوصول لهذه الأهداف يجب أن يكون هناك ظروف اقتصادية تتيح للدولار استمرار تقدمه أمام العملات وهنا يكون الحديث عن ثلاث أمور رئيسة في الاقتصاد الأمريكي وهي:

  1. استمرار النمو الاقتصادي بوتيرة معتدلة (حتى لا يقع الاقتصاد فريسة للتضخم السريع نظرًا لانخفاض الفائدة، لذلك تسعى أمريكا لرفع الفائدة في أسرع وقت).
  2. تحسن البطالة وجودة سوق العمل (جودة البطالة تعني عدد ونوعية وقيمة، عدد الوظائف ونوعية الوظائف من كافة الشرائح وقيمة الأجور)
  3. زيادة الانفاق الاستهلاكي (هو الذي يؤكد نجاح العملية التوظيفية في الاقتصاد وتأكيد التعافي الاقتصادي)

البطالة الأمريكية محور حديثنا اليوم كانت من أبرز ايجابيات جولة التحفيذ النقدي التي قام بها الفيدرالي حيث كان المعيار الرئيسي بالنسبة لهم في قياس مدى نجاح السياسة النقدية في تعافي الاقتصاد وعودة الوظائف غير الزراعية إلى ما فوق الـ300 ألف وظيفة أبرز دليل على نجاح الفيدرالي في الخروج من الأزمة الاقتصادية. وهو الأمر الذي أتوقع استمراره فعلى الرغم من وجود بعض الدلائل على تراجع في سوق العمل الأمريكي مثل ارتفاع إعانات البطالة والتغير في التوظيف إلا أني أري أن أرقام التوظيف الأمريكية خلال الفترة القادمة ستكون ايجايبة إلى معتدلة، فسوق العمل الأمريكي يمر بتحسن كبير خصوصًا في جانب متوسط الأجور، هذا الأسبوع على سبيل المثال رفعت شركة ماكدونالدز الأجور بنسبة 10% لتنضم إلى شركات أخرى كبرى قامت بتلك الخطوة مثل وول مارت وإيكيا وهو شركات ذات كثافة توظيفية عالية الأمر الذي سيكون له تأثير ايجابي على جودة سوق العمل على المدى القريب.

عمليًا هذه أهم المعايير الذي سأركز عليها غدًا خلال أخبار التوظيف الأمريكية.

المؤشر ايجابي على الدولار سلبي على الدولار 
مؤشر الوظائف أكثر من 250 ألف أقل من 200 ألف 
مؤشر الوظائف مراجعة الشهر الماضي أكثر من 300 ألف  مراجعة الشهر الماضي أقل
متوسط الأجور  فوق 0.2% 0.1%

 

وعلى النقيض هناك مجموعة من الاقتصاديين والمحللين يتبنون فكرة أن الاقتصاد الأمريكي هش ولم يتعافي وأن قطاع التوظيف سيكون أول من يكشف ضعف الاقتصاد الأمريكي وعلى رأس هذه المجموعة بنك HSBC الذي قام بتحذير عملائه من شراء الدولار رسميًا وبنك كريدي أجريكول الذي قام بعمل تقرير مميز ومفاد الأثنين أن الجزء الأكبر من ترند الدولار أنتهى، في الحقيقة هناك العديد من الأراء في هذا الجانب اتفق معها خصوصًا من ناحية أن القادم لن يكون بقوة أو بجودة السابق، ولكن في رأيي قبل التعليق على اقتصاد أمريكا يجب الحديث عن "الفرصة البديلة" قوة الدولار في وجهه نظري والتي أتوقع أن تدوم لفترة لا بأس بها بسبب انعدام الفرص البديلة فمشتري الدولار بعد جني ربحه لا يجد فرصة إلا شراء الدولار مرة أخرى، الموضوع نسبي لا يوجد عملها حالها أحسن من الدولار، المعادن والسندات في ركود وتراجع وحتى الاسهم فالأكثر حظًا هي الاسهم الأمريكية وهى الأخرى عند مستويات توصف بالتاريخية والمرتفعة، الأمر الذي جعل من أغلق بيع اليورو دولار قبل اجتماع السياسة النقدية الأمريكية عاد مرة أخرى لبيعه، هذه هي الأجابة على من يتذمر من أن الخبر جاء سلبيًا ورغم هذا صعد الدولار. لذلك لم يكن عبثًا أن أضافتك جانيت يالين محافظ الفيدرالي الأمريكية أن "التطورات العالمية" بالإضافة للبطالة والنمو هي التي ستحدد موعد رفع الفائدة.

لذلك لا صوت يعلو على صوت الدولار إلى اشعار أخر حتى نرى اقتصاد قوي ينافس الدولار كما كان اليورو قبل الأزمة المالية أو ملاذ أمن كما كان الذهب منذ عامين. المهم بالنسبة لنا كمضاربين هو إعادة التمركز مع نهاية التصحيحات الحالية في أكثر العملات ضعفًا وأولهم اليورو ثم الاسترالي والكندي والين والابتعاد عن الباوند والنيوزيلاندي. وسوف أوافيكم بأبرز الفرص والمناطق المميزة قبل الخبر بإذن الله.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image