السيناريو المتوقع لبيان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

السيناريو المتوقع لبيان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

يعد بيان لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من أهم أحداث الأسبوع القادم نظرًا لتوقع العديد من الخبراء الاقتصاديين أن يكون هناك تغير ملحوظ في توجهات لجنة الاحتياطي الفيدرالي بعدما شهدت البيانات الاقتصادية تحسنًا ملحوظًا وخاصة بيانات سوق العمل الذي يعد من أهم الركائز التي تبني عليها اللجنة قرارتها، ويُذكر أن  لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد اتسمت ببعض الإيجابية خلال شهر يناير حينما أشار البيان إلى احتمالية رفع الفائدة هذا العام من خلال حذف جملة "لفترة من الوقت" واستبدالها بجملة "التحلي بالصبر" فيما يتعلق برفع الفائدة كما صرحت "يلين" محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأن قرار رفع الفائدة قد يتم اتخاذه بعد عقد اجتماعين على الأقل مما يعني تزايد فرص رفع الفائدة عقب شهر أبريل. وبالرغم من وجود عدة علامات إيجابية تشير إلى رفع الفائدة إلا أن تصريحات بعض المسئولين منذ ذلك الحين أظهرت حالة من الحذر تجاه اتخاذ هذا القرار في ضوء ضعف النمو الاقتصادي العالمي ومعدلات الفائدة المنخفضة.

وبعد بيان شهر فبراير الذي لم يرتقي لتوقعات الأسواق، شهد الدولارتراجعًا مقابل اليورو والين بشكل طفيف إلا أن بيانات التوظيف خلال شهر فبراير جاءت لتؤكد على قوة نمو الاقتصاد الأمريكي وتدعم توقعات اتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع الفائدة في القريب العاجل، مما يعني أن فترات ضعف الدولار يعقبها قوة تدعمها توقعات رفع الفائدة.

وبالنظر إلى بيانات التوظيف، شهد سوق العمل تحسنًا بوجٍه عام مع ارتفاع مؤشر التغير في أعداد التوظيف بقراءة قدرها 295 ألف خلال شهر فبراير بالإضافة إلى تراجع معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها على مدار ستة أعوام عند 5.5% إلا أن الارتفاع الضعيف في الأجور بنسبة 0.1% على أساس شهري وبنسبة 2.0% على أساس سنوي جعل هناك حالة من القلق بين المتداولين ولكن هذا الارتفاع الطفيف قد يرجع إلى تراجع أسعار الطاقة وقوة الدولار التي تدعم القوة الشرائية للمستهلكيين المحليين، ومن المعروف أن الأجور تمثل ايضًا أحد الركائز الهامة لقرارات لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

 ولهذا يجب علينا النظر جيدًا في بيان لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء، فإن لم نرى جملة "التحلي بالصبر" فإن ذلك يعني اقتراب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من رفع الفائدة وقد يكون شهر يونيو هو الأرجح مما سوف يترتب عليه صعود قوي للدولار مقابل معظم العملات الرئيسية أما في حالة الإبقاء عليها فسوف يتراجع الدولار على المدى القصير إلا أن هذا التراجع سوف نستغله في إعادة شراء الدولار مرة أخرى لأن هذا يعني تأجيل رفع الفائدة لبضعة شهور قليلة فحسب. وعلى عكس، بيان شهر فبراير الماضي، فلدينا التوقعات الاقتصادية بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لـ "يلين" محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي سوف تجيب فيه على العديد من الأسئلة والتي من أهمها ما إذا كانت أوضاع التوظيف ومعدلات التضخم الحالية كافية لرفع الفائدة أم لا.

ونظرًا لأهمية هذا الحدث وتاثيره على أغلب أزواج سوق العملات سوف نقدم لكم البيان فور صدوره على موقعنا بالإضافة إلى التغطية الحية الحصرية للمؤتمر الصحفي، تابعونا.  

 

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image