التطلعات الاقتصادية والأوضاع العالمية في صالح الدولار الأمريكي

التطلعات الاقتصادية والأوضاع العالمية في صالح الدولار الأمريكي

 

 

 

 

 

 

 

 

شهدنا خلال الفترة السابقة ارتفاع الدولار الأمريكي بشكلٍ ملحوظ خاصة مع زيادة توقعات رفع معدلات الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري. فعلى الرغم من أن ذلك الأمر ليس مؤكداً حتى الآن بالإضافة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لم يشير إلى موعد محدد لرفع معدلات الفائدة مرجعاً قراره إلى البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، إلا أن إحتمالية رفع معدلات الفائدة وحدها قد عملت على دعم قوة الدولار بنحوٍ كبير مؤخراً.

  • الأوضاع الاقتصادية:

الجدير بالذكر أن الأوضاع الاقتصادية العالمية قد ساهمت في تعزيز قوة الدولار خاصةً مع التراجع المستمر في أسعار النفط والسلع العالمية. هذا بالإضافة إلى قوة البيانات الاقتصادية بالولايات المتحدة بالتزامن مع بدء المركزي الأوروبي لبرنامج تيسير نقدي مُوسع بمنطقة اليورو لمواجهة التراجع الاقتصادي بالمنطقة. الأمر الذي أدى إلى زيادة الزخم حول الدولار الأمريكي مسبباً تراجع اليورو ليسجل أدنى مستوياته أمام الدولار.

  • قيمة الدولار:

من المؤكد أن الدولار الأمريكي لن يحتفظ بتلك القوة إلى الأبد. ففي حال قام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة الأمريكية فسوف يشهد الدولار تراجعاً عن مستوياته الحالية نظرًا لتوقع الأسواق هذا القرار وكونه غير مفاجئًا. بالإضافة إلى حالة التفاؤل حيال الولايات المتحدة التي تحاول تقليص العجز الحكومي كل عام من أجل الحصول على تمويل ودعم بعيدًا عن تدفقات الأموال المحصلة.

  • قوة العملة ومعدلات الفائدة المرتفعة:

كانت قوة الدولار خلال الفترة الأخيرة قد أثارت الجدل حول قوة الاقتصاد الأمريكي. فقد اتجهت بعض الآراء إلى أن قوة الدولار المتزايدة من شأنها أن تعمل على تراجع الأداء الاقتصادي بالولايات المتحدة وخاصة فيما يخص قطاع الصادارت. في حين أشارت الآراء الآخري إلى أن قوة الدولار تدل على أن الاقتصاد الأمريكي قادراً على المنافسة. لذلك فإن قوة الدولار يُعد أمراً إيجابياً مثل تراجع أسعار النفط واستمرار تحسن سوق العمل الأمريكي. الجدير بالذكر أن الاقتصاد الاسترالي قد واجه وضعاً مماثلاً واستطاع الحفاظ على قوته في ظل قوة العملة وارتفاع معدلات الفائدة، ولم يشهد ضعفاً أمام منافسيه العالميين.  

  • العلاقة بين العملات:

إن وجود عملات قوية وعملات ضعيفة هو من أهم الأغراض الاقتصادية وأساس الاقتصاد العالمي، فإن ذلك يدل على أن هناك اقتصادات قادرة على المنافسة أمام الاقتصادات الأخرى الأقل قدرة على المنافسة. وهذا هو ما تقوم عليه الأسواق العالمية. وقد كان الدولار الأمريكي والاقتصاد الأمريكي الأفضل أداءاً خلال الفترة السابقة.

  • قوة الدولار أمراً إيجابياً:

لاشك في أن قوة الدولار تُعد أمراً إيجابياً حيث أنها تعكس قوة الاقتصاد الأمريكي. كما أن لها مميزات كثيرة ومن أهمها جذب رأس المال، خفض معدلات التضخم و زيادة القدرة الشرائية لدى المستهلكين. فإن قوة العملة تشير إلى قوة الاقتصاد مقارنةً مع الاقتصادات العالمية الأخرى.

لذلك فمن الطبيعي أن تتجه أنظار المستثمرين نحو الدولار الأمريكي كمجالاً جيداً للاستثمار مقابل العملات الأخرى. على الرغم من أوضاع السوق دائماً ما تكون متغيرة، إلا أن قوة الدولار المتزايدة من شأنها أن تدعم التطلعات حول قوة الاقتصاد الأمريكي ورفع معدلات الفائدة.  


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image