أسباب تراجع مبيعات التجزئة الأمريكية لثلاث شهور متتالية والنتائج المترتبة عليه

أسباب تراجع مبيعات التجزئة الأمريكية لثلاث شهور متتالية والنتائج المترتبة عليه

تراجعت مبيعات التجزئة الأمريكية في شهر فبراير دون التوقعات للشهر الثالث على التوالي حيث أدت الأحوال الجوية السيئة وانخفاض الأجور إلى تراجع الإقبال على شراء البضائع، وأظهرت البيانات الصادرة اليوم عن وزارة التجارة الأمريكية تراجع مؤشر مبيعات التجزئة بقراءة قدرها 0.6% في فبراير، كان قد سبقه تراجعاً آخر بقيمة 0.8% في يناير.

الأحوال الجوية السيئة:

ربما يكون سوء الأحوال الجوية هو السبب الرئيسي في تراجع مبيعات التجزئة في الشهر الماضي، حيث شهد شرق الولايات المتحدة موجة شديدة البرودة وسقوط للثلوج، الأمر الذي لوحظ تأثيره بشدة على مبيعات السيارات التي تراجعت بنسبة 2.5% بحسب البيانات الصادرة عن وزارة التجارة، وتعد النسبة الأدنى منذ يناير 2014.

مبيعات السيارات:

يذكر أن مبيعات التجزئة باستثناء المركبات سجلت تراجعاً بنحو 0.1% بينما استقرت توقعات الأسواق على 0.5%، في حين ارتفع عدد إيصالات تحصيل رسوم الخدمة في محطات الوقود مسجلاً 1.5%، وهي أعلى نسبة سجلها منذ مايو 2014 عندما بدأ انخفاض أسعار النفط، حيث بلغ سعر البنزين في محطات الوقود 2.41 دولار للجالون في آخر فبراير وفقاً لما أوردته الجمعية الأمريكية للسيارات ما يشير إلى تعافي الأسعار مقارنة بشهر يناير الذي بلغ فيه سعر الجالون 2.10 دولار، على الرغم من ذلك تظل الأسعار بعيدة عن أعلى  مستوياتها في نهاية العام الماضي عند 3.70 دولار.

تأثير تراجع مبيعات التجزئة على إجمالي الناتج المحلي:

وفقاً للإحصاءات المستخدمة في حساب إجمالي الناتج المحلي والتي تستثني المنتجات الغذائية ومبيعات السيارات ومتاجر بيع الأدوات المنزلية وخدمات محطات الوقود، تبين وجود تغيير في المبيعات بعد انخفاضها في شهر يناير بنسبة 0.1%.

في سياق متصل، انخفضت نسبة المشتريات من متاجر بيع أدوات البناء بقراءة قدرها 2.3% لتسجل أدنى مستوياتها منذ مايو 2012، على جانب آخر، ارتفعت المشتريات من المواقع الالكترونية بقيمة 2.2% وهي أعلى قراءة منذ مارس 2014، مما يؤكد تأثر المبيعات بسوء الأحوال الجوية التي دفعت الأمريكيين إلى الشراء عبر المواقع الالكترونية.

وجدير بالذكر، أن سوق العمل لم يتأثر بهذه الظروف ومازالت إيجابية بيانات العمل تشير إلى تعافي الاقتصاد الأمريكي، ذلك أن شهر فبراير يمثل الشهر الثاني عشر على التوالي الذي يتم فيه إضافة ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة، الأمر الذي لم يتكرر حدوثه منذ عام 1995.

من ناحية أخرى، تشير التوقعات إلى ارتفاع استهلاك الأسر، الذي يمثل نحو 70% من اقتصاد الولايات المتحدة، في الربع الأول من 2015 مقارنة بالزيادة السنوية التي حققها في الربع الأخير من 2014 بنسبة 4.2% وهي أعلى نسبة سجلها منذ الربع الأخير من 2010 حسب البيانات الصادرة عن وزارة التجارة.

 

 

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image