القرارات المفاجئة للبنوك ومدى تأثيرها على قرار الاحتياطى الفيدرالى

القرارات المفاجئة للبنوك ومدى تأثيرها على قرار الاحتياطى الفيدرالى

تستمر البنوك فى مفاجئة الأسواق بقرارات مصيرية فى الأيام القليلة الماضية، بدأها البنك الوطنى السويسرى يليه بنك إنجلترا وبنك كندا، بالإضافة إلى ترقب الأسواق اجتماع المركزى الأوروبى غداً. فهل سيكون لهذه القرارات تأثيراً على قرار الاحتياطى الفيدرالى بشأن معدلات الفائدة؟

فقد جاء قرار البنك الوطنى السويسرى فى البداية بخفض معدلات الفائدة ثم بالتخلى عن الحد الأدنى لسعر صرف اليورو فرنك مفاجئاً للأسواق الأسبوع الماضى، مما أدى إلى ارتفاع الفرنك بشكل مفاجئ أمام كلاً من الدولار واليورو وتسبب فى قلة السيولة بالأسواق وإفلاس بعض شركات الوساطة.

ثم جاءت عمليات التصويت اليوم ببنك إنجلترا  بالإجماع على الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير، وتعود أهمية هذا القرار إلى كون المملكة المتحدة واحدة من أعظم الكيانات الصناعية بالعالم.

أعقبته تسريبات حول تفاصيل برنامج التيسير النقدى الموسع الذى قد يعلنه المركزى الأوروبى غداً، وقد أشارت التسريبات بأن البنك سوف يقوم بشراء السندات الحكومية شهرياً، إلا أن حجم مشترياته من السندات لن يتعدى 50 مليار يورو كل شهر، وهو قرار قد يخيب آمال الكثيرين حيث إن شراء السندات بشكل أكثر توسعاً سوف يُمكن البنك من استمرار عمليات الشراء وربما تكثيفها.

وأخيرا جاء قرار بنك كندا بخفض معدلات الفائدة إلى 0.75%، ويأتى هذا القرار فى الوقت الذى تتزايد فيه المخاوف بشأن النمو الاقتصادى ومعدلات التضخم بكندا نتيجة التراجع الحاد فى أسعار النفط. وقد أعلن البنك أن هذا التراجع سوف ينعكس بالسلب على الطلب العالمى على النفط، الصادرات، الاستثمارات ومعدلات التوظيف.

بالتالى، فإن تمسك الاحتياطى الفيدرالى بموعد رفع معدلات الفائدة خلال منتصف العام الجارى لن يكون قراراً حكيما فى ظل الأوضاع الحالية للاقتصاد العالمى. ففى حال تمسك البنك بقراره، فسوف يتوجب على الاقتصاد الأمريكى ليس فقط أن يكون مرناً للأوضاع الاقتصادية المتردية فى أنحاء العالم، بل أيضاً أن يبطئ من عمليات شراء السندات الحكومية و يحد من قوة الدولار أمام باقى العملات الأخرى.

فإن قرار الاحتياطى الفيدرالى برفع معدلات الفائدة فى ضوء ضعف الاقتصاد العالمى سوف يجذب المستثمرين من أنحاء العالم، مما سوف يؤدى إلى تراجع الضغوط التضخمية المنخفضة بالفعل.

والجدير بالذكر أن أعضاء الاحتياطى قد أبدوا رغبتهم فى رفع معدلات الفائدة فى أقرب وقت، إلا أن الأوضاع الحالية تمنعهم من ذلك فى الوقت الراهن.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image