الأسهم الأمريكية: كيف تؤدي بعد تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع؟

الأسهم الأمريكية: كيف تؤدي بعد تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع؟

افتتحت أسواق الأسهم الأمريكية تداولاتها على انخفاض اليوم الجمعة بعد أن فشل تقرير الوظائف في تهدئة مخاوف الأسواق حول التعافي الاقتصادي في ظل وباء كورونا. وعلى الرغم من أن التقرير جاء أفضل من المتوقع بقليل، إلا أنه فشل في الإبهار والتأثير الإيجابي على الأسهم الأمريكية. 

وكان التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية والذي صدر في موعده المعتاد اليوم الجمعة، قد أظهر أن الإقتصاد الأكبر في العالم قد أضاف 1.763 مليون من الوظائف غير الزراعية خلال تموز/يوليو، بتراجع واضح من الـ 4.791 مليون وظيفة التي أظهرها تقرير الشهر السابق. وكانت توقعات المحللين تترقب إضافة 1.60 مليون وظيفة.

أما نسبة البطالة فتحسنت من 11.1٪ في تقرير الشهر السابق إلى 10.2٪ في تقرير اليوم، وهو ما جاء أفضل من توقعات المحللين التي كانت تنتظر 10.5٪.

ويعود هذا الضعف المتوقع في سوق العمل بشكل جزئي إلى الآثار التي خلفتها الموجة الثانية من وباء كورونا الذي عاد للانتشار في جنوب وغرب البلاد خلال الشهر، مما دفع بعض الولايات الرئيسية مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا إلى العودة عن إجراءات إعادة إفتتاح مرافقها العامة والخاصة خلال الشهر.

ولكن عدد العاطلين عن العمل اكتسب المزيد من الأهمية منذ أن وافق الكونجرس على تحسين برنامج إعانات البطالة الذي انتهت صلاحيته في نهاية تموز/يوليو. ولم يتمكن السياسييون من مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون ومجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون حتى الآن من الاتفاق على حل وسط من شأنه أن يمدد الإعانات. 

وفي ذات التقرير، أظهرت البيانات أيضاً انخفاضاً جديداً في نسبة مشاركة القوى العاملة من 61.5٪ الشهر السابق إلى 61.4٪ الشهر الحالي. ويشير ذلك إلى أن المزيد من الأمريكيين قد توقفوا عن نشاط البحث عن عمل نظراً لقلة فرص العمل منذ إنتشار وباء كورونا. وكانت نسبة المشاركة قد سجلت أعلى مستوى لها في عدة سنوات في شباط/فبراير عند 63.4٪ قبل أن ينخفض إلى أدنى مستوياته عند 60.2٪ في نيسان/أبريل.

وعند الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:35 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، أظهر مؤشر داو جونز تراجعاً قدره 73 نقطة، أو ما يعادل 0.3٪، ليشير إلى 27,314 نقطة. كما تراجع مؤشر إس آند بي 500 الذي كان قد سجل أعلى له في التاريخ هذا الأسبوع، بنسبة 0.3٪، بينما انخفض مؤشر نازداك المركب بنسبة 0.2٪.

ولم يتمكن تقرير الوظائف الشهري من رفع الكآبة التي أحدثها الصدام الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الصين، أو فشل السياسيين في واشنطن في التوصل إلى اتفاق على جولة جديدة من إجراءات التحفيز الاقتصادي، وربما كان الأهم من ذلك هو الإتفاق على تمديد إعانات البطالة لملايين الأمريكيين الذين فقدوا وظائفهم في الأشهر الأخيرة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع أمراً تنفيذياً رئاسياً يمنع المقيمين في الولايات المتحدة من التعامل مع خدمة الفيديو تيك توك ومالكتها شركة بايت دانس، بسبب المخاوف بشأن أمن بيانات المستخدمين الأمريكيين.

كما أصدر ترامب أيضاً حظراً مشابهاً على تطبيق المراسلة الصيني وي شات، لكن الحظر لم يشمل الشركة مالكة التطبيق والمدرجة أسهمها في الولايات المتحدة تن سنت هولدنغز ( (OTC:TCEHY)). ولكن هذا الإستثناء لم يمنع سهم الشركة من السقوط بنسبة 5.0٪ في بورصة هونغ كونغ، بينما في الولايات المتحدة تراجع السهم بنسبة 0.7٪ في بداية التعاملات.

ويعطي الأمر مواطني الولايات المتحدة 45 يوما للامتثال للحظر. ووصف الموقع الإخباري الصيني الناطق باللغة الإنجليزية غلوبال تايمز هذه الخطوة بأنها "عمل من أعمال الهيمنة التي لا تخجل".

كما تراجعت أسعار الأسهم الصينية الأخرى المتداولة في الولايات المتحدة، بعد أن أوصت لجنة متخصصة تابعة لإدارة ترامب بإجبار الشركات الصينية على الغاء تسجيل أسهمها في البورصات الأمريكية إذا لم تفتح دفاترها المالية أمام مدققي الحسابات الأمريكيين وانخفض كل من سهم مجموعة علي بابا القابضة م.ض ADR (NYSE:BABA) و نيو (NYSE:NIO)بنسبة 4.0٪

ومن الأسهم التي سقطت تحت الضغط في بداية جلسة تداول اليوم، سهم شركة أوبر، التي اتسعت خسارتها الأساسية بشكل حاد خلال الربع الثاني بسبب سقوط كبير في أحجام الرحلات، وبنسبة 75٪ مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. ولكن حافظت الشركة على إيراداتها عن طريق خدمة أوبرإيتس لتوصيل الطعام، والتي إرتفعت أعمالها بأكثر من الضعف، وإن كان ذلك دون تحقيق أي ربح للشركة. وكرر الرئيس التنفيذي للشركة السيد دارا خوسروشاهي هدفه بتحقيق التعادل في مستوى الأرباح قبل الضرائب بحلول نهاية العام المقبل. وتراجع السهم في التعاملات المبكرة بنسبة 5.1٪.

ومن بين الأسهم التي حققت المكاسب مبكراً في جلسة تداول اليوم سهم زيللو (NASDAQ:ZG) والذي قفز بنسبة كبيرة بلغت 15٪ ليصل إلى أعلى سعر له في خمس سنوات حيث أبلغ سمسار العقارات عبر الإنترنت عن أرقام أفضل من المتوقع للربع الثاني.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image