الداو جونز يغلق مرتفعاً بأكثر من 500 نقطة مع الرهان على صمود الهدنة

الداو جونز يغلق مرتفعاً بأكثر من 500 نقطة مع الرهان على صمود الهدنة
الأسهم الأمريكية

ارتفعت الأسهم بينما انهارت أسعار النفط مجددًا يوم الثلاثاء، حيث راهن المستثمرون على أن وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران سيصمد.

وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار507  نقاط، أو 1.19%، فيما ارتفع مؤشر S&P 500  بنسبة 1.11%، ليصبح المؤشر العام الآن أقل من 1% عن أعلى مستوى له في 52 أسبوعًا. كما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.43%.

النفط يواصل الانهيار لليوم الثاني

جاء هذا الأداء الإيجابي للأسهم وسط تراجع حاد في أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، حيث انخفض خام النفط الأمريكي بأكثر من 6%، إلى جانب خام برنت القياسي. وكان خام النفط الأميركي قد انخفض بأكثر من 7%  في اليوم السابق.

وتسارعت مكاسب الأسهم تزامنًا مع هبوط النفط إلى أدنى مستوى له خلال الجلسة، مما دفع إجمالي خسائر النفط على مدار يومين إلى 13%.

أسهم شركات الطيران ترتفع وأسهم التكنولوجيا تتألق

استفادت أسهم شركات الطيران من تراجع أسعار النفط، حيث ارتفعت أسهم شركات يونايتد إيرلاينز، وفرونتير، ودلتا بأكثر من 2% لكل منها. كما صعدت أسهم شركتي برودكوم ونفيديا بنسبة 3% و2% على الترتيب، مع ازدياد شهية المستثمرين للمخاطر.

ترامب يسعى لإنقاذ الهدنة

تأتي هذه التحركات في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنقاذ الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ في وقت مبكر من صباح الثلاثاء بين إسرائيل وإيران، رغم تبادل الطرفين الاتهامات بانتهاكها.

وقالت إسرائيل إن نظام رادار قرب العاصمة الإيرانية طهران تعرّض لهجوم، كما اتهمت إيران بإطلاق صواريخ ضد أهداف إسرائيلية، وهي مزاعم نفتها طهران.

وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": "إسرائيل لن تهاجم إيران"، مؤكدًا أن الهدنة لا تزال سارية، رغم إعرابه في وقت سابق عن انزعاجه من كلا الطرفين لكسر الاتفاق.

ردود فعل الأسواق: "الخطر وراءنا"

قال جون براغر، مدير المحافظ في شركة "بالمر سكوير كابيتال مانجمنت": "الحدث الرئيسي للسوق كان يتمثل في مدى سرعة ومحدودية تدخل الولايات المتحدة، إلى جانب رد إيران الضعيف والذي بدا وكأنه مجرد عرض ناري مدروس للاستهلاك المحلي."

وأضاف: "لذلك، حتى لو أدت الهدنة إلى بعض التصعيدات العرضية، فإن السوق قد قررت أن هذا الخطر أصبح من الماضي، والتركيز الآن يعود إلى التعريفات الجمركية والسياسات المالية."

مكاسب إضافية تعزز الصعود الأسبوعي

وقد أضافت مكاسب الثلاثاء إلى المكاسب القوية التي سجلتها الأسواق يوم الإثنين، عندما أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن نظامها للدفاع الجوي اعترض الضربة الانتقامية الإيرانية على قاعدة أميركية.

وبذلك، تكون المؤشرات الرئيسية قد سجلت مكاسب تفوق 2% منذ بداية الأسبوع.

تصريحات باول والجدل حول أسعار الفائدة

في الوقت نفسه، تابع المستثمرون عن كثب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال شهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، حيث أشار إلى أن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، وسينتظر لمعرفة تأثير التعريفات التي فرضها ترامب على الاقتصاد.

يأتي ظهور باول في وقت حرج، إذ يواجه ضغوطًا شديدة من البيت الأبيض لخفض أسعار الفائدة، في وقت قال فيه اثنان من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في الأيام الأخيرة إنهم قد يرون مبررًا لتخفيف السياسة النقدية اعتبارًا من يوليو.

تباطؤ سوق العمل قد يدفع إلى خفض الفائدة

يرى كبير الاقتصاديين الأميركيين لدى "بانثيون ماكرو إيكونوميكس"، أوليفر ألين، أن ضعف سوق العمل سيوفر الذخيرة الكافية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة في الخريف.

وقال: "تردد لجنة السوق المفتوحة في الالتزام بمسار سياسي معين أمر مفهوم بالنظر إلى الشكوك الكبيرة حول التعريفات وتأثيرها الاقتصادي، لكننا نعتقد أن تدهور سوق العمل سيكون واضحًا بما فيه الكفاية بحلول سبتمبر لدفع البنك نحو استئناف سياسة التيسير، رغم استمرار المخاوف بشأن التضخم."


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image