الأسهم الأمريكية تفتتح تعاملاتها على ارتفاع طفيف وسط ترقب رد إيران على الهجمات الأخيرة

افتتحت الأسواق الأميركية تعاملاتها يوم الإثنين مستقرة تقريبًا، رغم دخول الولايات المتحدة رسميًا في الحرب بين إسرائيل وإيران نهاية الأسبوع الماضي، عبر شنّ ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، في وقتٍ جاءت فيه ارتفاعات أسعار النفط محدودة نسبيًا.
وسجّل مؤشر داو جونز الصناعي تراجعًا طفيفًا بلغ 45 نقطة أو ما يعادل 0.1%، في حين تحرك مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بالقرب من نقطة التعادل، وانخفض مؤشر ناسداك المركّب بنسبة 0.2%.
وجاءت الضربات الأميركية المفاجئة على مواقع في فوردو، أصفهان، ونطنز يوم السبت، لتُربك حسابات المستثمرين الذين كانوا يتوقعون تحركات دبلوماسية بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة بأنه سيتخذ قرارًا بشأن مهاجمة إيران "خلال الأسبوعين المقبلين"، بحسب ما أفادت به البيت الأبيض.
وكانت أسعار النفط قد شهدت بالفعل ارتفاعات في الأسابيع الماضية بفعل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وبلغت عقود الخام الأميركي (WTI) مستويات لم تُسجَّل منذ يناير خلال تداولات الأحد ليلًا، قبل أن تتراجع لاحقًا. وتذبذب خام غرب تكساس الوسيط يوم الإثنين، وكان آخر تداول له بانخفاض قدره 0.2% عند 73.86 دولار للبرميل.
وفي كلمة ألقاها مساء السبت من البيت الأبيض عقب الضربات، قال ترامب: "إما أن يعمّ السلام، أو أن تشهد إيران مأساة أكبر بكثير مما رأيناه خلال الأيام الثمانية الماضية."
ترقب حذر لرد إيران
يترقب المتداولون ردّ طهران، مع آمال بألا تلجأ إلى خيارات قد تُشعل صراعًا أوسع أو تؤدي إلى تغيير النظام هناك. ومن بين الاحتمالات المطروحة: استهداف القوات الأميركية في القواعد القريبة، أو إغلاق مضيق هرمز، وهو ما قد يربك حركة النفط العالمية بشكل كبير.
ويُذكر أن إغلاقًا طويلًا للمضيق قد يدفع أسعار النفط لتتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل.
وفي مقابلة يوم الأحد مع قناة فوكس نيوز، دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الحكومة الصينية إلى التدخل لمنع إيران من إغلاق هذا الممر الحيوي، مشيرًا إلى أن الصين هي الزبون الأهم للنفط الإيراني.
وكتب آدم كريسا فولي من مؤسسة Vital Knowledge في مذكرة يوم الإثنين: "رغم تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، فإن المستثمرين لا يشعرون بهلع شديد من احتمال انهيار سوق النفط، وهو موقف متزن في هذه المرحلة... فالمخاطر الجيوسياسية لا شك أنها مرتفعة، لكننا نعتقد أن عدم تكافؤ القوى بشكل كبير، إلى جانب عزلة طهران النسبية، ووفرة المعروض العالمي من النفط، عوامل ستساهم في احتواء التداعيات."
صراع الشرق الأوسط يُضاف إلى الضغوط التي تواجه الأسواق
يرى مراقبون أن نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط سيكون تهديدًا جديدًا لأسواق الأسهم والاقتصاد، اللذين يواجهان بالفعل إعادة تشكيل سريعة لمنظومة التجارة العالمية يقودها ترامب هذا العام.
وكتب إد يارديني، رئيس شركة Yardeni Research، في مذكرة يوم الأحد: "رغم كل ما تسببه فوضى الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والآن الحرب في الشرق الأوسط، إلا أن الاقتصاد الأميركي يواصل إظهار صموده، كما فعل خلال السنوات الثلاث الماضية مع الغزو الروسي لأوكرانيا وتشديد السياسات النقدية من قِبل الاحتياطي الفيدرالي."
الإنفاق الاستهلاكي يرتفع في يونيو ولكن بوتيرة أبطأ
أظهرت بيانات من بنك JPMorgan Chase أن الإنفاق الاستهلاكي لا يزال صامدًا خلال شهر يونيو، لكن هناك إشارات على تباطؤ نسبي.
وقال المحلل ريتشارد شين في مذكرة: "نمو الإنفاق الإجمالي ارتفع إلى نحو 2.4% حتى 13 يونيو، متجاوزًا قليلاً مستوى مايو البالغ 2.3%. ومع ذلك، فإن معدل النمو الشهري يتباطأ مع ورود المزيد من البيانات، وتقلّص التشوهات السنوية."
وبحسب البنك، ارتفع الإنفاق الإجمالي منذ بداية العام بنسبة 3.09%.
وسلّط شين الضوء أيضًا على فروقات بين الأجيال، حيث أظهرت البيانات أن إنفاق الجيل Z وجيل الألفية (الميلينيالز) ارتفع بنسبة 5.2% في يونيو حتى الآن.
وأضاف: "هذه الفئة لا تزال تُحرّك نمو الإنفاق، متفوقة على المعدل العام، في حين أن معدل النمو السنوي في الإنفاق لدى جيل X والجيل الطيب (البيبي بومرز) كان سلبيًا بنسبة -0.1% و-0.4% على التوالي."
مضيق هرمز سيبقى محور التركيز بعد قصف إيران، بحسب ريموند جيمس
قال محللون في شركة Raymond James إن أنظار المستثمرين ستبقى مركّزة على مضيق هرمز مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
وكتب المحلل تافيس ماكورت في مذكرة يوم الأحد: "في نهاية المطاف، سيتمحور القلق حول مضيق هرمز، الذي يمر منه أكثر من 20% من نفط العالم يوميًا. أي تصعيد إضافي قد يعني ارتفاعًا قصير الأجل في أسعار النفط، وأسعار الفائدة، وقوة الدولار، وتزايد الحديث عن ’الركود التضخمي‘ في الإعلام، وهو ما لا يصب في مصلحة الأسهم."
وأضاف: "أما خفض التصعيد أو التوصل إلى حلّ، فقد يؤدي إلى العكس تمامًا، ويمنح فرصة جديدة لمستثمري ’شراء الانخفاضات‘."