انخفاض الأسهم الأمريكية بسبب التصعيد الجيوسياسي وبيانات اقتصادية ضعيفة

انخفضت الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء مع متابعة المستثمرين لتطورات الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، واستيعابهم لبيانات مبيعات التجزئة الضعيفة.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 129 نقطة أو ما يعادل 0.3%، في حين خسر كل من مؤشري S&P 500 وناسداك المركب نحو 0.4%.
تصاعد التوترات الجيوسياسية
في مساء يوم الاثنين، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور عبر منصة "تروث سوشيال" أن "على الجميع إخلاء طهران فوراً."
وغادر ترامب قمة مجموعة السبع (G7) في كندا مبكرًا للتعامل مع الوضع في الشرق الأوسط، دون التوصل إلى اتفاقيات تجارية مع بعض الدول الأعضاء.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح بأن ترامب عرض وقفًا لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلا أن ترامب قال إن مغادرته القمة "لا علاقة لها بوقف إطلاق النار. الأمر أكبر من ذلك بكثير."
وكتب جيم ريد، استراتيجي في "دويتشه بنك": "نحن في حالة من الترقب، فلا نعلم ما إذا كان قد خرج شيء جوهري من القمة، ولا ما إذا كانت منشورات ترامب وإقدامه على المغادرة المبكرة يعكسان معلومات جديدة."
ارتفاع أسعار النفط
قفزت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع تصاعد حدة الصراع؛ فقد ارتفعت عقود الخام الأمريكي بنسبة 1.4%، بينما صعدت عقود خام برنت بنسبة 1.6%.
أداء متقلب للأسهم وسط الأزمة
رغم اشتداد الصراع، أنهت وول ستريت جلسة يوم الاثنين على ارتفاع: حقق مؤشر S&P 500 مكاسب بنحو 0.9%، وقفز الداو جونز بأكثر من 300 نقطة، بينما صعد مؤشر ناسداك بنسبة 1.5%.
وقال جيف بوخبيندر، كبير استراتيجيي الأسهم في "إل بي إل فايننشال": "الهدف الرئيسي قصير المدى لإسرائيل هو تحييد التهديد النووي الإيراني. وعلى المدى الطويل، الهدف الأكثر تعقيدًا هو تغيير النظام، لكن لا يُعرف ما إذا كان ذلك ممكنًا."
وأشار إلى أن تحليلًا لـ25 صدمة جيوسياسية منذ الهجوم على بيرل هاربر عام 1941 يُظهر أن الأسهم غالبًا ما تكون مرنة في هذه الظروف، حيث بلغ متوسط التراجع الإجمالي للأسواق 4.6% خلال نحو 19 يومًا.
مبيعات التجزئة تتراجع بأكثر من المتوقع
إلى جانب استمرار الغارات الجوية بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس، ضغطت بيانات مبيعات التجزئة السلبية على الأسهم، إذ أظهرت تراجعًا أكبر من المتوقع في شهر مايو.
انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 0.9% خلال الشهر، مقارنة بتوقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى تراجع قدره 0.6% فقط، بحسب استطلاع "داو جونز".
وباستثناء مبيعات السيارات، انخفضت المبيعات بنسبة 0.3%، وهو ما يعد أيضًا أسوأ من التوقعات التي رجّحت زيادة بنسبة 0.1%.
وقال كريس روبكي، كبير الاقتصاديين في "فودبوندز": "الاقتصاد يتباطأ، والمستهلكون قلقون بشأن المستقبل، ويختارون الادخار بدلًا من الإنفاق في المتاجر والمراكز التجارية."