الأسواق الأوروبية تُغلق على تراجع رغم قفزة سهم "بربري" بنسبة 17%

اختتمت مؤشرات الأسهم الأوروبية تعاملات يوم الأربعاء على انخفاض طفيف، حيث أنهى مؤشر ستوكس يوروب 600 الأوروبي الشامل الجلسة متراجعًا بنسبة 0.24%، لينهي سلسلة مكاسب دامت أربعة أيام دفعت به إلى مستويات أعلى بكثير من تلك التي سجلها في أوائل أبريل، عقب إعلان الرسوم الجمركية الأمريكية.
ورغم تحقيق مكاسب مؤقتة خلال جلسة الأربعاء، أغلق مؤشر فوتسي 100 البريطاني على انخفاض بنسبة 0.2%، في حين تراجع مؤشرا داكس الألماني كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.47% لكل منهما.
وكان من بين أبرز التحركات في السوق، قفزة سهم شركة "بربري" البريطانية الفاخرة بنسبة 17%، في أفضل أداء يومي له منذ ستة أشهر، عقب إعلان الشركة عن خطة لخفض التكاليف وبرنامج لإعادة الهيكلة. وفي المقابل، هبط سهم شركة ألستوم الفرنسية لصناعة القطارات بنسبة 17% بعد إعلان نتائجها السنوية الكاملة.
وفي أخبار اقتصادية أوسع، قالت شركة روش السويسرية للأدوية إن استثمارها البالغ 50 مليار دولار في الولايات المتحدة قد يكون معرضًا للخطر بسبب أمر تنفيذي جديد يتعلق بتسعير الأدوية. فيما صرّح رئيس شركة رينك الألمانية للدفاع أن قمة حلف الناتو المرتقبة الشهر المقبل ستكون محورية لمستقبل القطاع الدفاعي.
وفي قطاع الألعاب الإلكترونية، أصدرت شركة يوبيسوفت تحديثًا بشأن صفقة لفصل ثلاثٍ من أكثر ألعابها شهرة في شركة فرعية جديدة مدعومة من العملاق الصيني تينسنت.
وتحدثت سي إن بي سي أيضًا مع كاترين مان، عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، والتي أوضحت أن قلقها بشأن توقعات التضخم لدى الأسر كان سببًا رئيسيًا في تصويتها لصالح تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع مايو.
ارتفاع اليورو أمام الدولار والجنيه الإسترليني
بحلول الساعة 4:10 مساءً بتوقيت لندن، ارتفع اليورو بنسبة 0.2% أمام الدولار الأمريكي، كما صعد بنسبة 0.3% أمام الجنيه الإسترليني. يأتي ذلك وسط تقلبات في أداء الدولار خلال الأسابيع الأخيرة، مع ترقب الأسواق لآخر المستجدات المتعلقة بالتجارة والرسوم الجمركية، بما في ذلك التوقف المؤقت في تطبيق أعلى مستويات الرسوم الجمركية على الصين، والتي كانت قد عززت الدولار في البداية.
وقال محللو بنك ING في مذكرة يوم الأربعاء: "لا تزال هناك مخاوف من أن الأخبار الإيجابية المتعلقة بالتجارة قد تُحجب قريبًا بأدلة ملموسة على الضرر الذي لحق بالفعل بالاقتصاد الأمريكي، وقد لا يكون هناك دافع كافٍ لمطاردة انتعاشات الدولار حتى تتضح تداعيات الرسوم الجمركية".
وجددت شركة روش السويسرية، إحدى أكبر شركات الأدوية في العالم، تحذيراتها بشأن سياسة التسعير الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكدة أن الأمر التنفيذي الذي وقّعه الإثنين قد يعيق خططها الاستثمارية في السوق الأمريكية.
وكان ترامب قد أعاد تفعيل سياسة مثيرة للجدل تهدف إلى خفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة من خلال ربطها بأسعار أقل تُطبق في الأسواق الخارجية.
وقالت "روش" في بيان لشبكة سي إن بي سي: "إذا دخل الأمر التنفيذي المقترح حيّز التنفيذ، فإن قدرتنا على تمويل الاستثمارات الكبيرة التي أعلنا عنها في الولايات المتحدة ستكون موضع تساؤل".
وأعلنت الشركة في أبريل عن خطتها لاستثمار 50 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس المقبلة، تشمل إنشاء مواقع جديدة للبحث والتطوير ومرافق تصنيع، بما يؤدي إلى توفير نحو 12,000 وظيفة.
وأضافت الشركة: "نحن قلقون من أن يؤدي هذا الأمر التنفيذي إلى تقويض مكانة الولايات المتحدة باعتبارها الرائدة عالميًا في مجال الأدوية والرعاية الصحية، كما قد يُضعف النمو الاقتصادي ويؤدي إلى فقدان الوظائف".
وحذّرت "روش" من أن ما أطلقت عليه السياسة الجديدة بـ"مبدأ الأولوية للأسواق الأجنبية" سيُفضي إلى تخفيضات بمئات المليارات من الدولارات في الاستثمارات المستقبلية في البحث والتطوير والتصنيع الدوائي داخل الولايات المتحدة، دون معالجة ما وصفته بـ"الاختلالات الهيكلية الكبيرة" في السوق، والتي يتم فيها إنفاق نصف دولار من كل دولار يُدفع مقابل الأدوية لصالح شركات التأمين والمستشفيات ومديري مزايا الأدوية، وليس لصالح المنتجين.