لماذا تتراجع الأسهم الصينية في هونج كونج رغم الهدنة التجارية؟

انخفضت الأسهم الصينية المدرجة في هونج كونج بشكل ملحوظ اليوم الثلاثاء، لتتلاشى موجة التفاؤل الأولية التي أعقبت الإعلان عن هدنة الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة. وتحولت المعنويات الإيجابية إلى مخاوف متزايدة بشأن احتمالية تراجع بكين عن تقديم المزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي.
فقد انخفض مؤشر هانج سينج للشركات الصينية بنسبة 1.9%، وذلك بعد ارتفاع قوي بنسبة 3% في الجلسة السابقة التي غذتها الآمال بانحسار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وبالمثل، قلص مؤشر CSI 300 القياسي المحلي مكاسبه المبكرة.
ويعكس هذا التراجع قلق المستثمرين بشأن ما إذا كان صناع السياسات الصينيون سيترددون في زيادة الإنفاق المالي أو إقرار المزيد من الحوافز الاقتصادية، وهي الإجراءات التي يرى محللون أنها ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي في البلاد.
ومن الواضح أن المستثمرين بدأوا في التركيز بشكل أكبر على التأثير الفعلي للرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف مستقبل المحادثات الثنائية بين البلدين خلال الأشهر المقبلة، حيث أن عدم اليقين لم يعد يتمحور حول ماهية الرسوم الجمركية التي سيتم فرضها، بل حول كيفية تأثير هذه المستويات على أرباح الشركات والزخم الاقتصادي، خاصة مع اقتراب الربع الثالث.
ويشير الانخفاض الأخير لمؤشر هونج كونج إلى أنه لم يتمكن بعد من استعادة جميع الخسائر التي تكبدها منذ أوائل أبريل، وهو التاريخ الذي أعلن فيه الرئيس ترامب عن فرض رسومه الجمركية الصارمة.
ومن العوامل الأخرى التي تساهم في تراجع المعنويات، القلق من احتمال قيام إدارة ترامب بتصعيد التوترات التجارية مرة أخرى. ويستذكر المستثمرون جيدًا تراجعه المتكرر عن الاتفاقيات خلال محادثات التجارة في عام 2018، مما يدفعهم إلى توخي الحذر.
وعلى صعيد منفصل، ارتفع اليوان إلى أعلى مستوى في ستة أشهر في كل من الأسواق المحلية والخارجية يوم الثلاثاء، وذلك بعد أن حدد بنك الشعب الصيني سعر صرف العملة عند مستوى أقوى من 7.2 يوان للدولار.