ناسداك يغلق مرتفعاً بأكثر من 4% والداو جونز يقفز 1160 نقطة

شهدت الأسهم الأمريكية انتعاشًا قويًا يوم الإثنين بعد أن اتفقت الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية مؤقتًا عقب مفاوضات جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع في سويسرا، ما عزز الآمال في أن الحرب التجارية لن تدفع الاقتصاد إلى الركود.
وقفز مؤشر داو جونز الصناعي 1,160.72 نقطة، أو ما يعادل 2.81%، ليغلق عند 42,410.10 نقطة. وأنهى المؤشر المؤلف من 30 سهمًا الجلسة بالقرب من أعلى مستوياته اليومية، وسط استمرار الزخم الشرائي. كما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.26% ليصل إلى 5,844.19 نقطة، لترتفع مكاسبه منذ أدنى مستوى سجله في أبريل عند ذروة التشاؤم بشأن الرسوم إلى أكثر من 20%. وبذلك تقلصت خسائر المؤشر منذ بداية العام إلى 0.6% فقط.
أما مؤشر ناسداك المركب فقد ارتفع بنسبة 4.35% ليغلق عند 18,708.34 نقطة، مع صعود أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالصين، مثل "تسلا" و"آبل"، بقوة عقب الاتفاق الأولي. وحقق المؤشر أفضل أداء يومي له منذ 9 أبريل.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الإثنين إن المحادثات مع الصين كانت "مثمرة للغاية"، مضيفًا أن البلدين اتفقا على خفض الرسوم الجمركية مؤقتًا. فتم تقليص الرسوم الأمريكية على السلع الصينية إلى 30%، بينما خفضت بكين رسومها على السلع الأمريكية إلى 10%.
وأوضح بيسنت في مقابلة مع برنامج "Squawk Box" على قناة CNBC أنه يتوقع عقد اجتماع جديد مع ممثلين من بكين خلال "الأسابيع القليلة المقبلة" من أجل التوصل إلى اتفاق أكثر شمولًا.
وقفز سهم "تسلا" بنسبة تقارب 7%، بينما ارتفع سهم "آبل" بنسبة 6% و"إنفيديا" بنسبة 5%. كما صعدت أسهم الشركات التي تعتمد بشدة على السلع الصينية بشكل ملحوظ، حيث ارتفع سهم "بيست باي" بنسبة 6%، و"ديل تكنولوجيز" بنحو 8%، و"أمازون" بأكثر من 8%.
وقال جيف كيلبيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة KKM Financial: "الأسواق ترتفع لأن المستثمرين تفاجأوا بسرعة تقدم المفاوضات بشأن الرسوم الجمركية مع الصين".
وكانت التوترات بين الصين والولايات المتحدة قد بلغت ذروتها في أبريل بعد أن رفع الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الصين إلى 145%، وردّت بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على السلع الأميركية. وكاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أن يغلق في منطقة السوق الهابطة الشهر الماضي — بانخفاض يقارب 20% من أعلى مستوياته في فبراير — عقب إعلان "يوم التحرير". إلا أن الأسهم تعافت بعد أن خفف ترامب الرسوم الإضافية على معظم الدول باستثناء الصين، وذلك لمدة 90 يومًا.
ويراهن المستثمرون على أن الإدارة الأميركية ستتمكن من التوصل إلى اتفاقات تجارية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بما في ذلك مع الصين، وقد بدأت هذه الرهانات تتحقق. وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد أعلنتا الأسبوع الماضي عن إطار لاتفاق تجاري، ويأتي هذا الاتفاق الأولي مع الصين ليعزز هذه التوقعات.
وكان ترامب قد لمح إلى إمكانية خفض الرسوم على الصين إلى 80% إذا سارت المفاوضات بشكل جيد، وتم تداول تقارير تفيد بأن نسبة 60% كانت قيد الدراسة، وهي جميعها أعلى من النسبة النهائية البالغة 30% التي تم الاتفاق عليها خلال المحادثات المكثفة في عطلة نهاية الأسبوع. لكنه أشار يوم الإثنين إلى أن إبرام اتفاق نهائي مع بكين لن يتم بسرعة.
وقال جيف بوخبندر، كبير استراتيجيي الأسهم في LPL Financial: "لم يكن أحد يتوقع هذه النسبة المنخفضة من الرسوم الجمركية على الصين. إنها مفاجأة إيجابية كبيرة". لكنه أضاف: "هذا مجرد تهدئة، وليس اتفاقًا تجاريًا. لا يزال هناك الكثير من العمل. التوقف المؤقت لا يعني الديمومة. الصين حصلت الآن على نفس الصفقة التي حصلت عليها باقي الدول".
وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد الاتفاق، حيث اعتبر المستثمرون أن خطر الركود قد تراجع مؤقتًا، ما قلل أيضًا من احتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل القريب. كما ارتفعت أسعار النفط مع انحسار مخاوف الركود.
من ناحية أخرى، تراجعت أسهم الشركات الدفاعية التي كانت ملاذًا آمنًا خلال فترة التوتر التجاري. فانخفض سهم "كوكاكولا" بنسبة 1.4%، وخسر سهم "فيليب موريس" 2.9%، في حين تراجع سهم "إيه تي آند تي" بنحو 3%.