قطاع أمريكي رئيسي على حافة الانهيار.. تحذيرات من انفجار فقاعة ضخمة

أعلن جو تساي، رئيس مجلس إدارة مجموعة علي بابا (9988.HK)، يوم الثلاثاء أن الشركة ستستأنف عمليات التوظيف، مدفوعة بثقة متزايدة بعد الاجتماع الذي عقده الرئيس الصيني شي جين بينغ في فبراير مع رجال الأعمال.
كما أعرب تساي عن قلقه بشأن الاستثمارات الضخمة التي تم الإعلان عنها في قطاع الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنها قد تكون بداية فقاعة اقتصادية.
انعكاسات لقاء شي جين بينغ على قطاع التكنولوجيا الصيني
أشاد تساي بالاجتماع النادر بين شي جين بينغ وكبار الشخصيات في قطاع التكنولوجيا الصيني، بما في ذلك جاك ما Jack Ma، المؤسس المشارك لمجموعة علي بابا. ويُنظر إلى هذا اللقاء على أنه تحول كبير في نهج بكين تجاه القطاع التكنولوجي، بعد حملة تنظيمية صارمة استمرت أربع سنوات وأدت إلى تباطؤ الاستثمارات وتسريح واسع للعمال.
كما يُعتقد أن الاجتماع يعكس مخاوف صانعي السياسات في الصين بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى الجهود الأميركية للحد من التطور التكنولوجي للصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
قال تساي خلال قمة الاستثمار العالمية التي نظمتها بنك HSBC في هونغ كونغ: "كان هذا الاجتماع إشارة واضحة جدًا للمجتمع التجاري: امضوا قدمًا، استثمروا في أعمالكم، وابدأوا في توظيف المزيد من الأشخاص."
وأشار إلى أن عدد موظفي علي بابا قد انخفض على مدار الاثني عشر ربعًا الماضية، لكنه أضاف: "أعتقد أننا وصلنا إلى القاع، ونحن الآن على وشك إعادة التشغيل وإعادة التوظيف."
التوظيف ودوره في تعزيز الاقتصاد الصيني
تعاني الاقتصاد الصيني من تباطؤ النمو خلال السنوات الأخيرة، كما يواجه أزمة ديون في قطاع العقارات، مما أدى إلى عدم استقرار سوق العمل وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وضعف ثقة المستهلكين.
لكن تساي يرى أن استئناف التوظيف سيسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية: "عندما توظف الناس، فإن ذلك يمنحهم الشعور بالأمان الوظيفي، ومع هذا الأمان تأتي زيادة الدخل، مما يترجم إلى تحول الثقة من قطاع الأعمال إلى المستهلكين."
بدورها، أكدت غو شان، الشريكة في Hutong Research، أن الشركات الخاصة مثل علي بابا تلعب دورًا رئيسيًا في توفير الوظائف لخريجي الجامعات في الصين، الذين يصل عددهم إلى 13 مليون خريج سنويًا. وأشارت إلى أن ربع هؤلاء الخريجين تقريبًا يتطلعون للعمل في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والإنترنت.
وأضافت أن نجاح شركة DeepSeek الصينية الناشئة، التي أحدثت تحولًا في قطاع الذكاء الاصطناعي بفضل نماذجها منخفضة التكلفة، عزز الثقة في القطاع التكنولوجي الصيني.
"إن طبيعة DeepSeek مفتوحة المصدر عززت الثقة في قطاع التكنولوجيا في الصين، ووسعت نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما سيدفع الشركات التقنية إلى توظيف المزيد من الأشخاص في نهاية المطاف."
قلق بشأن فقاعة استثمارية في الذكاء الاصطناعي
رغم استثمارات علي بابا المكثفة في الذكاء الاصطناعي، فقد أعرب تساي عن دهشته من حجم الاستثمارات المعلنة في الولايات المتحدة، قائلًا: "الأرقام التي يتم الحديث عنها مذهلة. الناس يتحدثون عن 500 مليار دولار أو حتى مئات المليارات من الدولارات. لا أعتقد أن هذا ضروري تمامًا. يبدو أن البعض يستثمرون أكثر مما يتطلبه الطلب الفعلي في الوقت الحالي."
وأضاف أنه يشعر بالقلق عندما يبدأ المستثمرون في الحديث عن بناء مراكز بيانات دون وجود طلب واضح عليها، معتبرًا أن ذلك قد يكون بداية فقاعة اقتصادية.
علي بابا تخطط لاستثمارات ضخمة في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي
بالمقارنة مع الاستثمارات الأميركية الهائلة، تخطط علي بابا لاستثمار ما لا يقل عن 380 مليار يوان (52 مليار دولار) في البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وقد انعكس التفاؤل بشأن تحسن بيئة الأعمال في الصين على أداء الأسهم التقنية، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا في هونغ كونغ (.HSTECH)، الذي يضم شركات كبرى مثل علي بابا، بنسبة 24% منذ بداية العام، مدعومًا باجتماع شي جين بينغ مع قادة القطاع، بالإضافة إلى الحماس المتزايد حول نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطورها DeepSeek.