بيانات اقتصادية هامة تسبب في انهيار الأسواق من الأسهم إلى الذهب والنفط والدولار

شهدت الأسواق المالية الأمريكية تراجعًا واسعًا خلال هذه اللحظات من تعاملات يوم الثلاثاء، حيث اتجه مؤشر ستاندرد أند بورز 500 نحو تكبد الخسارة الرابعة على التوالي، وسط مخاوف المستثمرين بشأن النمو الاقتصادي والتجارة العالمية.
هبط المؤشر العام بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر ناسداك المركب (Nasdaq Composite) بنسبة 1.7% متأثرًا بانخفاض سهم مجموعة إنفيديا (NASDAQ:NVDA) (Nvidia) بنسبة 2.8%، مما ضغط على المؤشر الذي يركز على أسهم التكنولوجيا. أما مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average) فقد تقلب بالقرب من المستوى المحايد.
يتزامن هبوط مؤشرات الأسهم الأمريكية مع موجة تراجع واسعة اجتاحت مختلف الأسواق، حيث شهد كل من مؤشر الدولار الأمريكي، وأسعار الذهب والنفط انخفاضًا ملحوظًا.
ثقة المستهلك الضعيفة تضغط على الأسواق
انخفضت المؤشرات بشكل أعمق بعد صدور مسح ثقة المستهلك الصادر عن مجلس المؤتمرات (The Conference Board)، والذي جاء أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين. حيث تراجع مؤشر ثقة المستهلك للمجلس إلى 98.3 نقطة، انخفاضًا من القراءة البالغة 104.1 نقطة في يناير قبل تعديلها إلى 105.3 نقطة. وكان توقع الخبراء هو قراءة 102.7 نقطة.
ويقيس مؤشر ثقة المستهلك تقييم الأميركيين للظروف الاقتصادية الحالية وتوقعاتهم للأشهر الستة المقبلة.
جاء ذلك بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة الأسبوع الماضي، بما في ذلك أرقام ضعيفة لقطاع التصنيع والمبيعات بالتجزئة. كما زادت التوقعات الحذرة من وول مارت (Walmart) من المخاوف حول صحة المستهلك الأمريكي والاقتصاد بشكل عام.
قال روس مايفيلد (Ross Mayfield)، محلل استراتيجيات الاستثمار في Baird Private Wealth Management: "كل هذه العوامل مجتمعة تثير تساؤلات حول الركائز الأساسية التي دعمت قوة الاقتصاد الأمريكي خلال العامين الماضيين، وهي المستهلك وسوق العمل."
اتجه المستثمرون نحو سوق السندات الأمريكية كملاذ آمن، حيث انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أقل من 4.3%، مسجلًا أدنى مستوى له منذ ديسمبر.
بيتكوين تواصل التراجع
واصلت بيتكوين (Bitcoin)، التي تتحرك غالبًا مع الأسهم، انخفاضها إلى أقل من 90,000 دولار، وهو أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر. وتراجع العملات الرقمية الرئيسية بنسبة 20% تقريبًا عن أعلى مستوى قياسي سجلته في يوم تنصيب الرئيس دونالد ترامب.
أسهم البنوك الكبرى تتراجع بسبب مخاوف الركود
شهدت أسهم البنوك الكبرى تراجعًا حادًا وسط تصاعد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي. حيث انخفضت أسهم كل من جولدمان ساكس (NYSE:GS) (Goldman Sachs)، وجي بي مورغان تشيس وشركاه (NYSE:JPM) (JPMorgan Chase)، وسيتي جروب إنك (NYSE:C) ( Citigroup ) بنحو 1.8% لكل منها، بينما تراجعت أسهم مورجان ستانلي (NYSE:MS) ( Morgan Stanley ) بنسبة 1.4%.
وفي الوقت نفسه، تراجعت الأسهم التي قادت مكاسب السوق في الفترات الماضية، حيث:
-
انخفض سهم إنفيديا (Nvidia) بنسبة 2.8%.
-
خسر سهم بالانتير ( Palantir Technologies Inc (NASDAQ:PLTR)) نحو 4%، ليصل إجمالي تراجعه هذا الأسبوع إلى 13.9%.
-
تراجع سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) (Tesla) بنسبة 6.9%، وهو من الأسهم المفضلة للمستثمرين الأفراد.
-
انخفضت أسهم ميتا (Meta Platforms (NASDAQ:META)) بنسبة 2%.
زاد التوتر التجاري من عدم اليقين في الأسواق، حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب يوم الإثنين أن الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك "ستمضي قدمًا" بعد انتهاء التجميد المؤقت لمدة 30 يومًا. في الوقت نفسه، تستعد إدارة البيت الأبيض لفرض قيود أكثر صرامة على صادرات أشباه الموصلات إلى الصين، وفقًا لتقرير نشرته بلومبرغ.
ينتظر المستثمرون تقرير أرباح شركة إنفيديا، المقرر صدوره يوم الأربعاء بعد إغلاق الأسواق، للحصول على رؤية أوضح حول صحة قطاع الذكاء الاصطناعي. يُذكر أن أسهم إنفيديا تراجعت بأكثر من 5% منذ بداية 2025، متأخرة عن أداء السوق الأوسع.
تحركات الأسهم
تتراجع أسهم شركة لوسيد موتورز (NASDAQ:LCID) بحوالي 4.3% إلى 2.65 دولار خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم.
فيما يرتفع سهم كانون (OTC:CAJPY) بحوالي 1.8%، في حين يهبط سهم شركة نيو (NYSE:NIO) بنحو 2.2%.
الأسواق عند الساعة 19:05 بتوقيت الرياض
تتراجع العقود الآجلة للذهب الآن بنسبة 1.6% إلى 2914 دولار للأوقية.
فيما تهبط العقود الفورية للذهب بنسبة 1.65% إلى مستوى 2903 دولار للأوقية.
وعلى الجانب الآخر، تنخفض عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى مستوى 106.31 نقطة.
وفي غضون ذلك، تتراجع عقود خام برنت بنسبة 2.5% إلى مستوى 72.47 دولار للبرميل.
فيما تهبط عقود خام غرب تكساس بنسبة 2.52% إلى مستوى 68.91 دولار للبرميل.