عملاق صناعة السيارات الكهربائية BYD يهدد عرش تسلا مجددًا بعد شراكة مع DeepSeek

في عام 2011 سخر إيلون ماسك بشكل لاذع من سيارات BYD الكهربائية قائلًا أنه لا يعتبرهم منافسًا لتسلا بالأساس وأن أقصى ما يمكنهم الالتفات له هو ألا يتسببوا في موت راكبي سياراتهم في الصين. إلا أن BYD التي يشارك في الاستثمار بها عراف وول ستريت، وارن بافيت، نجحت منذ هذا الوقت وحتى الآن في زيادة مبيعاتها بشكل خرافي والانتشار حول العالم والتفوق على مبيعات سيارات تسلا (NASDAQ:TSLA) نفسها. إلا أن تفوق المبيعات لم يكن نهاية المطاف إذ يقوم صانع السيارات الصيني في الوقت الحالي في تطوير تكنولوجيا القيادة الإلكترونية بمساعدة شركة DeepSeek.
يذكر أن تسلا تقوم بتطوير برنامج FSD منذ زمن وتعتمد حملتها الحالية على إطلاق نموذج الروبوتاكسي وهي سيارات نقل رُكاب ذاتية القيادة تستهدف إحداث نقلة في هذا النوع من الأعمال وتهدد بشكل أكبر شركات مثل أوبر وليفت.
وفي رد فعل أولي شهدت أسهم شركات تصنيع السيارات الصينية انخفاضًا حادًا اليوم الثلاثاء بعد أن أعلنت منافستها BYD عن خطط كبيرة لتطوير تكنولوجيا مساعدة السائقين بالتعاون مع شركة DeepSeek.
أسهم الشركات الصينية تهوي
تراجعت أسهم إكسبنج Xpeng (NYSE:XPEV) وLi Auto (NASDAQ:LI) ونيو (NYSE:NIO) في البورصة الأمريكية بنسب بلغت 6% و3.8% و2.3% على التوالي، بينما انخفضت أسهم جيلي أوتو في (HK:0175) بأكثر من 10% في بورصة هونغ كونغ.
أما BYD، والتي كانت تتبع نهجًا أكثر حذرًا في تطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية، فقد شهدت أسهمها قفزة إلى مستويات قياسية في التداولات المبكرة في هونغ كونغ قبل أن تعكس المكاسب وتغلق منخفضة بنسبة 0.7%.
إطلاق تكنولوجيا DiPilot
خلال حدث بث مباشر يوم الاثنين، أكد المؤسس والرئيس التنفيذي لـBYD وانغ تشوانفو أن ميزات مساعدة السائقين المتقدمة ستكون قريبًا ضرورية مثل أحزمة الأمان والوسائد الهوائية. وأطلقت الشركة نظام DiPilot لمساعدة السائقين، الذي سيكون متاحًا في جميع موديلاتها، بما في ذلك موديل بمتوسط سعر 69,800 يوان (حوالي 9,555 دولارًا).
وأشار محللو Nomura إلى أن هذه الخطوة تجعل BYD أول شركة سيارات في الصين تقدم مثل هذه الميزات المتقدمة في مركبات يقل سعرها عن 70,000 يوان. وأضاف المحللون: "BYD تغير استراتيجية المنافسة من خفض الأسعار العام الماضي إلى ترقية الوظائف في عام 2025."
دمج الذكاء الاصطناعي من DeepSeek
كشفت الشركة عن خطط لدمج الذكاء الاصطناعي من DeepSeek في الإصدار الأكثر تقدمًا من نظام مساعدة السائقين. تهدف هذه التكنولوجيا، التي تعتمد على البرمجيات والذكاء الاصطناعي والبيانات من أجهزة الاستشعار، إلى تقليل تدخل السائقين مع تعزيز السلامة على الطرق.
وأوضحت BYD أن المركبات الذكية يمكنها تحسين السلامة على الطرق من خلال تحليل ظروف الطرق بشكل مستمر وتجنب المخاطر مسبقًا. بمرور الوقت، ستقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة بتحسين هذه التكنولوجيا.
إطلاق أكثر من 20 موديلًا جديدًا
أطلقت الشركة أكثر من 20 موديلًا مزودة بأحدث تقنيات مساعدة السائقين، لكنها لم تكشف بعد عما إذا كانت هذه التطورات ستكون متاحة في الأسواق الدولية.
إشعال حرب أسعار جديدة
قال المحللون إن استراتيجية التسعير العدوانية لـBYD قد تشعل حرب أسعار جديدة في سوق السيارات الصينية شديد التنافسية، وذلك على غرار التأثير التخريبي لـDeepSeek في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وشهدت الصين منافسة شرسة في الأسعار خلال السنوات الثلاث الماضية، مما ضغط على الشركات الأجنبية لإعادة هيكلة عملياتها وأجبر الشركات الناشئة الأصغر على تقليص نطاقها.
لعبت BYD دورًا رئيسيًا في هذه الاتجاهات، حيث واصلت تقديم خصومات على موديلاتها الشهيرة مثل سلسلتي Dynasty وOcean، مع إطلاق إصدارات جديدة بوتيرة تفوق المنافسين الدوليين.
الخلاصة
يُظهر إطلاق BYD لتكنولوجيا مساعدة السائقين الجديدة طموح الشركة لتعزيز مكانتها في السوق الصينية والعالمية. ومع استمرار المنافسة الشديدة، قد تؤدي هذه الخطوة إلى تغييرات كبيرة في صناعة السيارات، مع إمكانية إشعال حرب أسعار جديدة قد تؤثر على جميع اللاعبين في السوق.