منصة عملات رقمية شهيرة تتخلى عن خُمس موظفيها

منصة عملات رقمية شهيرة تتخلى عن خُمس موظفيها
عملات رقمية

في أحدث القرارات المتعلقة بتسريح الموظفين من الشركات الكبرى في وول ستريت، تعمل كوين باس Coinbase، منصة تداول العملات الرقمية الشهيرة، على خفض حوالي خمس قوتها العاملة، حيث تتطلع إلى الحفاظ على السيولة وسط انكماش سوق العملات الرقمية.

تواجه أغلب الشركات التي ازدهرت خلال الجائحة الفترة الأخيرة تحديات كبيرة بسبب عدة عوامل دفعتها للاستغناء عن عشرات الآلاف من الموظفين في 2022.

بدأت إعلانات التسريحِ مطلع العام الماضي، وجاءت أولا من شركات صغيرة ومتوسطة، ولكن موجة التسريح الآن طالت عمالقة التكنولوجيا مثل "ميتا (NASDAQ:META)" و"أمازون (NASDAQ:AMZN)" و"أوبر" و"إير بي أند بي" و"نتفكليس" و"مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT)" و"جولدمان ساكس (NYSE:GS)".

أعلن قطاع التكنوليوجيا بـ وول ستريت عن تخفيضات في الوظائف تصل إلى 52,771 وظيفة، ليصبح إجمالي الموظفين المسرحين 80,978 خلال العام الماضي بهذا القطاع فقط.

كوين باس ليست الأولى أو الأخيرة

تخطط بورصة العملات الرقمية الشهيرة إلغاء 950 وظيفة، حيث كان لدى الشركة ما يقرب من 4700 موظف حتى نهاية سبتمبر العام الماضي، وخفضت بالفعل 18٪ من قوتها العاملة في يونيو مشيرة إلى الحاجة إلى إدارة التكاليف والنمو وسط الإفلاسات المتكررة في سوق الكريبتو.

وقالت "كوين باس" إن عمليات التسريح، إلى جانب إجراءات إعادة الهيكلة الأخرى، إلى انخفاض نفقات تشغيل الشركة بنسبة 25٪ للربع المنتهي في مارس.

اهتزت أسواق العملات الرقمية في الأشهر الأخيرة بعد انهيار أحد أكبر اللاعبين في الصناعة، FTX. وأشارت الرشكة إلى هذا التداعيات، وزيادة الضغط على القطاع بفضل "الجهات الفاعلة عديمة الضمير في الصناعة" في إشارة إلى FTX ومؤسسها سام بانكمان.

عدوى تسريح الموظفين

عينت "ميتا" أكثر من 15 ألف موظف في أول 9 أشهر من العام الماضي، ولكن قبل أسابيع أعلن مارك زوكربيرغ مؤسس الشركة أنه سيسرح 11 ألف موظف أي 13% من القوى العاملة، و"أمازون" أعلنت هي الأخرى الاستغناء عن 10 آلاف موظف في أكبر عملية تسريح في تاريخها.

فيما أشار تقرير في بلومبرغ إلى أن بنك جولدمان ساكس، ثاني أكبر بنك استثماري في العالم سيشرع في واحدة من أكبر جولاته من تخفيض الوظائف على الإطلاق حيث سيتقيد بخطة لإلغاء حوالي 3200 وظيفة.

وسرَحت شركة تويتر ما يقرب من 3700 موظف في أوائل نوفمبر من عام 2022 في إجراء من المالك الجديد إيلون ماسك لخفض التكاليف، وتبعه تقديم المئات استقالتهم في وقت لاحق.

في أحدث جولاتها لخفض الوظائف، سرحت "جينسيس غلوبال تريدينغ" 60 موظفاً أو نحو 30% من القوى العاملة لشركة وساطة العملات الرقمية، ليتبقى لديها الآن 145 موظفاً.

صانع هواتف "أيفون" أوقف مؤقتاً التوظيف في وظائف عديدة خارج نطاق البحث والتطوير، وهو تصعيد لخطته لخفض الميزانيات في العام الجديد، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. هذا التعليق لا ينطبق بشكل عام على فرق العمل العاملة على الأجهزة المستقبلية والمبادرات طويلة الأجل، لكنها تؤثر على بعض وظائف "أبل (NASDAQ:AAPL)" والأدوار المتعلقة بهندسة الأجهزة والبرمجيات.

فيما شطبت شركة "أدوبي (NASDAQ:ADBE)" نحو 100 وظيفة، مع تركيزها على قسم المبيعات. كذلك، نقلت الشركة بعض الموظفين لشغل أدوار أخرى على المستوى الداخلي.

ويقول سكوت كيسلر، محلل تقني، إنه يتوجب على هذه الشركات أن تواجه الواقع فهم واجهوا عدة فصول من تراجع الإيرادات، والكل يتساءل ماذا تفعل الشركة للتعامل مع الأداء الصعب والتحديات والنتائج المخيبة، ولكن أيضا ما تفعله استعدادا لـ 2023 والتي ستكون صعبة، والعديد من الشركات أخذت خطوات لتسريح منها "تويتر" و"أمازون" ومجتمع المستثمرين يود أن تكون الشركات أكثر انضباطا وتقشفا.

أسباب وتداعيات الأزمة

كان أحد أهم أسباب موجة التسريحات الأخيرة هي أزمة تكلفة المعيشة، وارتفاع معدلات التضخم، وهذا بدوره أدى إلى تراجع الإعلانات عبر الإنترنت، والمنصات الرقمية، كما أن بعض التغييرات في قواعد الخصوصية لدى شركات مثل "أبل" ضربت سوق الإعلانات.

وفي مجال تكنولوجيا الخدمات المالية تلقت الشركات أيضا ضربة من ارتفاع أسعار الفائدة، كما أن المستثمرين زادوا من ضغوطهم على الشركات لخفض تكاليفها.

وأوضح سكوت كيسلر، المحلل التقني، أن العديد من هذه الشركات قامت خلال الجائحة بالاستثمار للنمو على المدى الطويل، ولم تهتم بالربحية، وأعتقد أن هذه الاستراتيجية انتهت تماما، ويجب على الشركات إعادة ترتيب أولوياتها والتركيز على المشروعات والمبادرات الأهم فقط، والعمل لنمو أعمالها وتحسن الأداء المالي، لأن المستثمرين لن يصبروا 10 سنوات كي يرون نتيجة الاستثمارات، يجب أن يتخذوا القرارات الصعبة.

وإيلون ماسك الذي فصل نصف موظفي "تويتر"، هو من أنصار ضرورة خفض التكاليف في شركته الجديدة التي تواجه تحديات في زيادة أرباحها وإضافة مستخدمين جدد.

ولكن ماذا عن أثر كل هذا على المستثمرين في مجالِ التكنولوجيا؟ الإجابة تعتمد على طبيعة وحجمِ الشركة، إذا كان التسريح هو خطوة أخرى في طريق انهيار الشركة، وهو ما تواجهه الشركات الأصغر، فمثل هذه الأخبار لن تعيد ثقة المستثمرين، ولكن إذا كان الهدف هو خفض التكاليف فهذا قد يكون مرحباً به من قبل المستثمرين لأنه قد يؤدي إلى تحسن في الأرباح.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image