عاجل: هذه الإشارة التحذيرية هي سبب انهيار الأسواق وصعود الدولار

عاجل: هذه الإشارة التحذيرية هي سبب انهيار الأسواق وصعود الدولار

أصدر سوق السندات إشارات تحذيرية لاحتمالية سقوط السوق في حالة من الركود وفق قراءات المؤشرات التي يراقبها السوق عن كثب.

يراقب محترفو السوق فارق منحنى العائد، أو الفرق ما بين عوائد السندات طويلة الأجل والأقصر أجلًا منها.

في الأحوال الطبيعية يكون عائد السندات الأطول أجلًا أعلى من الأقصر أجلًا، وعليه يكون عائد سندات أجل 10 سنوات أعلى من عائد سندات أجل عامين. ولكن الآن عائد سندات أجل عامين مرتفع عن عائد سندات أجل 10 سنوات.

 

وعند الساعة 17:16 بتوقيت جرينتش سجلت عوائد سندات أجل عامين 2.8082 في حين سجل عائد سندات أجل 10 سنوات 2.793.

ويدعى هذا انقلابًا في منحنى العائد، وهو نذير ركود.

يقول إيان لاينجيج، رئيس BMO في تصريحات لـ CNBC: "يوجد الآن معنويات للمستثمرين تتحرك على قدم وساق ويصعب تجاهلها، بالنظر لانقلاب منحنى العائد وسقوط عائد سندات أجل 10 سنوات دون 3%." "لا أقول إن هذه إشارة مباشرة على الركود في المدى القريب. ولكن يتسق هذا مع الزيادة في مخاوف الركود."

ماذا يعني انقلاب منحنى العائد للأسواق؟

لتتخيل بنكًا، يقيس منحنى العائد الفارق بين تكلفة الاقتراض وما سيعود على البنك من إقراض أو استثمار الأموال على المدى الطويل. فإذا لم يستطع البنك تحمل تكلفة الاقتراض (أي يعجز عن الحصول على الأموال) سنرى تباطؤًا في نشاط الإقراض، وبالتالي في النشاط الاقتصادي للبنك.

لنطبق هذا على سوق السندات، مع انتصاف شهر يونيو ارتفع عائد سندات 10 سنوات إلى 3.5%، ومن ثم انزلق إلى 2.78%، دون عائد سندات عامين. وارتفعت عوائد سندات 10 أعوام عندما سجل معدل التضخم وفق قراءة مؤشر أسعار المستهلكين، أعلى قراءة في 40 عام، ولكن الآن تراجعت العوائد مع مخاوف الركود.

وتتحرك العوائد عكس السندات، فكلما انخفضت العوائد، ارتفعت أسعار السندات.

لماذا يهتم السوق بتحركات عوائد سندات أجل 10 سنوات؟

تعود أهمية سندات أجل 10 سنوات إلى تأثيرها بسندات الرهن العقاري، وغيرها من القروض. فيما تتأثر سندات أجل عامين برفع الفيدرالي لمعدل الفائدة، ولهذا ترتفع.

وتدور معركة الآن في السوق بين التضخم والنمو بالنسبة للفيدرالي، ومن وجهة نظر جريجوري فارانيلو، من أميرفيت، فالغلبة إلى الآن للتضخم.

ويشير فارانيلو بأن سرعة تحرك الفيدرالي ستحسم الأمر، ففي 2019 انقلب المنحنى أيضًا ولكن مع تدخل الفيدرالي السريع وقت تفشي فيروس كورونا بخفض الفائدة، عادت الأمور في سوق السندات إلى نصابها

متى يكون الركود؟

يرى الخبراء بأن انقلاب منحنى العائد لا يعني ركودًا حاليًا، بل الانقلاب لفترة زمنية طويلة.

خلال الأسابيع الماضية خافت الأسواق من الركود بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة، والإجراءات الحاسمة من الاحتياطي الفيدرالي لمواجهة التضخم. ومع مخاوف رفع الفائدة بقوة، يخشى المستثمرون أيضًا أن يعود هذا بتباطؤ النمو الاقتصادي، وأخيرًا بالركود.

ورغم المخاوف لا يرى الخبراء ركودًا هذا العام، ولكن ستكون البداية العام المقبل.

والآن لا يهتم الفيدرالي بمنحنى عائد السندات، ولكنه يركز قوته على إيقاف التضخم والعودة به لمستويات 2%.

ووفق بيسبوك فانقلاب منحنى العائد من ناحية تاريخية أشار إلى احتمالية قدرها 60% لركود خلال العام التالي للانقلاب، واحتمالية 98% خلال العامين التاليين.”

الأسواق

مع زيادة مخاوف الركود، جنبًا إلى جنب مع مؤشر الدولار الذي ارتفع بقوة فوق مستوى 106 لأول مرة منذ أكثر من 20 عام، تراجعت أسعار النفط في ظل مخاوف تراجع الطلب جراء الركود، وهبطت العقود الآجلة لشهر نوفمبر وما بعده لعام 2023 لنفط برنت دون 100 دولار للبرميل.

فيما تسارع انهيار الذهب مع ارتفاع مؤشر الدولار -العلاقة بين الأصلين علاقة عكسية قوية.

ولم تكن الأسهم الأمريكية بمعزل عن الهبوط القوي، ليتراجع مؤشر داو جزنز بـ 459، ويقارب تراجع إس آند بي 500 ما نسبته 1%.

وتتراجع جميع العملات الرئيسية وعملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار الأمريكي، مع تراجع اليورو قرب مستويات 1 يورو للدولار، ويتراجع الاسترليني بقوة.

فيما هبطت الليرة التركية اليوم صوب 17 ليرة تركية للدولار، متأثرة ببيانات التضخم أمس التي فاقت 78%.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image