لماذا اختارت الأسهم الأمريكية تجاهل احتجاجات الأربعاء؟

لماذا اختارت الأسهم الأمريكية تجاهل احتجاجات الأربعاء؟
الأسهم الأمريكية

على الرغم من الفوضى في مقر الكونجرس الأمريكي، أغلق مؤشر S&P 500 يوم الأربعاء عند مستوى مرتفع جديد، وهو الأمر الذي حير بعض المراقبين، ولكن يبدو جليا أن المستثمرين يعتقدون أن احتجاجات واشنطن هي حالة لمرة واحدة ولن تحدث مرة أخرى، وأن هذا حدث معزول، بدلا من ذلك يركز المستثمرين أنظارهم على الحكومة الجديدة و إجراءات التحفيز المالي التي من المقرر أن يتخذها الديمقراطيون.

وبالنظر إلى مؤشر Russell 2000 الذي يقيس أداء الشركات الصغيرة نراه ارتفع بنسبة 4%، بينما انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1%. وهذه علامة أكيدة على أن السوق تراهن على التحفيز وبعض التغيير في السياسة الضريبية ويتطلع السوق إلى تحقيق الأرباح والنمو في المستقبل، وجاء هذا الانتقال إلى السلطة مع الاعتقاد بأن المزيد من التحفيز قادم. المواد والطاقة والصناعة وغيرها من المواد الدورية التي قد تستفيد من التحفيز ارتفعت جميعها بنسبة 2% إلى 4%. 

أن الحقيقة التي رأيناها في سوق الأسهم الأمريكية الأربعاء هي أن الاحتياطي الفيدرالي لن يضطر إلى تحمل نفس القدر من عبئ المساعدات المالية والتحفيز المالي، وأن التحفيز الحكومي من الديمقراطيين سيكون أكثر فاعلية في التعامل مع  الأزمة الحاية وسد الفجوة بين تحفيز البنك الفيدرالي و التحفيز الحكومي  الحالي، ومع توقعات انحسار أزمة فيروس كورونا  سيكون الاقتصاد الأمريكي في مسار تعافي أقوي.

 ولكن ماذا حدث لفكرة أن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ سيؤدي إلى ضرائب أعلى وأسعار أسهم أقل؟، في الوقت الحالي يختار التجار الاعتقاد بأن الاقتصاد سيكون هشا للغاية بالنسبة لزيادة الضرائب على نطاق واسع، ولكن يبقى هناك استثناء واحد وهي الضرائب على مكاسب رأس المال. وهي ضرائب تلعب دورا كبيرا في قطاع التكنولوجيا لأن هذا هو المكان الذي توجد فيه مكاسب رأس المال. بالنسبة لأصحاب الدخول الأعلى (أولئك الذين يزيد دخلهم عن 496000 دولار)، وتبلغ مكاسب رأس المال الحالية 20%.

 ومتوقع أن يرفع بايدن معدل الضرائب على مكاسب رأس المال على المدى الطويل إلى 39.6٪ ولكن فقط لأولئك الذين يجنون أكثر من مليون دولار، وفي حين أن رفع الضرائب على الأفراد قد يكون أمرا مثيرا للجدل، فإن زيادة ضرائب أرباح رأس المال على الأغنياء سوف تولد جدلا أقل بكثير والشعب الأمريكي لن ينزعج من ذلك مما يعنى إمكانية أن نرى أحداث مقر الكونجرس الأمريكي مرة أخرى هي إمكانية ضعيفة، وهذا بالضبط ما سعرته أسواق الأسهم يوم الأربعاء.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image