فيروس كورونا يعود لبؤرة الضوء، وتباين مؤشرات السوق الأمريكي

تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم الخميس بشكل متباين، مع تراجع مؤشرين من المؤشرات الرئيسية الثلاثة، وارتفاع وحد فقط، وهو مؤشر النازداك المثقل بأسهم شركات التكنولوجيا. وبحلول وقت الافتتاح ستكون بيانات مطالبات البطالة ومؤشر التضخم قد صدرت، وهو ما سيعطي الأسهم الفرصة لإظهار رد فعلها على هذه البيانات فور الافتتاح.

فعند الساعة 7:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (12:05 ظهراً بتوقيت جرينيتش)، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 179 نقطة، أو ما يعادل 0.6٪. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} بـ 8 نقاط، أو ما يعادل 8 نقاط، بينما انفردت العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} بالارتفاع بـ 40 نقطة، أو ما يعادل 0.3٪.

وكانت وول ستريت قد انتعشت بقوة منذ افتتاح هذا الأسبوع، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى إعلان شركة فايزر (NYSE:PFE) أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية بيو إن تيك (F:22UAy)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.

وشكّل ارتفاع وول ستريت الحاد جزءاً واحداً من عملية شاملة استبدلت تماماً موقف الأسواق تجاه المخاطرة، فارتفعت الأسهم الدورية وأسهم القيمة وأسهم القطاعات الأكثر تضرراً من الوباء مثل السفر والترفيه والضيافة، وتراجعت أسهم التكنولوجيا والأسهم التي استفادت من الوباء.

ولكن يبدو أن هذا التناوب قد أصبح على وشك الانتهاء - على الأقل على المدى القصير – حيث تقدمت أسهم التكنولوجيا بقوة خلال جلسة أمس الأربعاء، وارتفعت من جديد في تداولات ما قبل الافتتاح اليوم، بعد يومين من الضعف الحاد.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت مساء أمس عن رقم قياسي جديد في عدد الاصابات اليومية، بلغ 142 ألف إصابة، ليسجل عدد الإصابات رقماً قياسياً لليوم الثاني على التوالي. كما ارتفع عدد الحالات التي استدعت الدخول إلى المستشفى إلى نحو 65 ألف حالة، وهو أعلى رقم على الإطلاق منذ بدء انتشار الوباء.

كما ارتفعت أعداد المصابين بالفايروس في جميع أنحاء ولاية نيويورك، وشددت ولاية نيوجيرسي القيود على الأعمال غير الأساسية. ورغم الأرقام المرعبة، قال عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو إن الوقت لم يحن بعد لفرض أي نوع من الإغلاق على المدينة.

كما ساهم تقرير افصاح التداول، في تشكيك الأسوق بجاهزية فايزر حالياً لإتمام جميع اجراءات اللقاح. فلقد أظهر الافصاح أن الرئيس التنفيذي للشركة ألبرت بورلا، قد باع معظم أسهمه بسرعة كبيرة بعد إعلان يوم الاثنين. وبينما كان هذا البيع مبرمجاً مسبقا، إلا أنه أثار الشكوك في أن الصورة الحقيقية للقاح قد لا تكون مثلما تأملت الأسواق عندما تم الإعلان عنه في بداية هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن تُسلط الأضواء على أسهم شركة موديرنا (NASDAQ:MRNA) بعد أن قالت شركة التكنولوجيا الحيوية يوم أمس الأربعاء إنها في طريقها لإعلان البيانات المبكرة من المرحلة الأخيرة من التجارب على لقاحها التجريبي المضاد لفايروس كورونا، في وقت لاحق من هذا الشهر.

ومع تقلص النشاط في موسم الأرباح الذي بات يقترب من نهايته، أصبحت قائمة الشركات التي تعلن نتائجها الفصلية كل يوم أقصر وأقصر. وعلى قائمة اليوم، تبرز ديزني (NYSE:DIS) وسيسكو سيستمز (NASDAQ:CSCO)، حيث يمكن للمستثمرين الاطلاع على النتائج الفصلية لهذه الشركات بعد جرس الإغلاق.

وعلى جبهة البيانات، ستبحث الأسواق عن مؤشرات على مدى صحة الاقتصاد الأمريكي، عندما يتم الإعلان عن أرقام جديدة لمطالبات البطالة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:30 بعد الظهر بتوقيت غرينتش).

ويتوقع المحللون ان تتراجع {{ecl-294||مطالبات البطالة الأولية}} إلى 735 ألف مطالبة، لتبقى تحت مستوى الـ 800 ألف كما كان الحال في الأسابيع الأخيرة. أما {{ecl-522||المطالبات المستمرة}}، والتي تصدر بحسب بيانات الأسبوع الذي يسبق أسبوع المطالبات الأولية، فيُتوقع أن تتراجع بنحو 385 ألف إلى 6.9 مليون مطالبة.

وفي ذات التوقيت، ستصدر بيانات تضخم أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر. ومن المتوقع أن يرتفع المعدل السنوي إلى 1.8٪ من 1.7٪ في سبتمبر. ويرى الاقتصاديون أن الرقم فعلي ربما يكون أعلى مما سيظهره تقرير اليوم، بالنظر إلى أن الوباء قد حوّل الاستهلاك أكثر نحو المواد عالية التردد مثل الطعام، حيث ترتفع الأسعار بشكل أسرع.

وفي أسواق النفط تراجع النفط في جلسة اليوم بعد تخفيض وكالة الطاقة الدولية لتوقعاتها للطلب على النفط في 2020. كما توقعت الوكالة كذلك انتعاش الطلب خلال عام 2021 بأقل مما كان متوقعاً في السابق. وتوقعت الوكالة أن أي تأثيرات للقاح فايروس كورونا على سوق النفط، لن تظهر قبل النصف الثاني من العام.

وعلى جبهة البيانات، يترقب المتداولون في أسواق النفط التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر في غير موعده المعتاد، عند الساعة 11:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:00 مساءاً بتوقيت غرينيتش)، بسبب عطلة يوم المحاربين القدامى التي صادفت أمس الأربعاء (الموعد المعتاد لصدور التقرير). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير تراجع {{ecl-75||مخزونات النفط الخام}} بمقدار 913 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي.

 وعند كتابة هذا التقرير، تراجعت العقود الآجلة لخام {{8849|غرب تكساس الوسيط}}، العقد الرئيسي بين أنواع النفط الأمريكية، بنسبة 0.4٪، لتتداول عند 41.27 دولار للبرميل. وبذات النسبة، تراجعت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، لتتداول عند 43.61 دولار للبرميل.

وفي أسواق المعادن الثمينة، ارتفعت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 0.4٪ لتتداول حول مستوى 1,869 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد تقدم {{1|اليورو}} امام الدولار بنسبة 0.3٪ ليتداول عند 1.1810.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image