أنباء مقلقة من روسيا، هل تنتهز فرصة تداولها؟ إليك الحقيقة

أنباء مقلقة من روسيا، هل تنتهز فرصة تداولها؟ إليك الحقيقة

هل تفكر في التداول بناءً على رحيل فلاديمير بوتين المزعوم عن السلطة؟ ربما يكون من الأفضل أن تفكر مرة أخرى.

ذكرت صحيفة (ذا صن) البريطانية، وصحيفة (نيويورك بوست) الأمريكية خلال الـ 24 ساعة الماضية، أن الرئيس الروسي يستعد لتسليم سلطاته في أوائل العام المقبل لأسباب صحية، في خطوة من شأنها أن تخلق، مؤقتاً على الأقل، فراغاً في السلطة. وبالنظر إلى عدم القدرة على التنبؤ تاريخياً بعمليات انتقال السلطة في روسيا، فإنه من المرجح أن يكون لذلك تأثير سلبي على الأسواق المالية في البلاد.

ولكن هناك الكثير من الأسباب للتشكيك في هذه التقارير، حتى لو تجاهلنا تصريح السكرتير الصحفي لبوتين، ديمتري بيسكوف والذي وصفها اليوم الجمعة بأنها "محض هراء".

إن الحصول على الحقيقة حول صحة الرؤساء من القنوات الرسمية يشكل عملية صعبة في أحسن الأحوال (كما ظهر لنا ذلك بوضوح شديد عند إصابة الرئيسان دونالد ترامب وجاير بولسونارو بفايروس كورونا). وبيسكوف، بكل تأكيد شديد الولاء لرئيسه، ولا يُشكل استثناءً لهذه القاعدة.

والأهم من ذلك، أنه يبدو أن التقارير التي تكلمت عن ذلك، مشكوك فيها من الناحية الصحفية، وتستند إلى مصدر واحد: عالم سياسي في موسكو يُدعى بافيل سولوفي، وهو رجل له سجل حافل في الترويج لنظريات المؤامرة التي ثبت أنه لا أساس لها من الصحة.  كما أن المصادر الإخبارية الأكثر موثوقية، والتي تتمتع بحضور محلي قوي، مثل رويترز وبلومبرج، قد أمتنعت عن ذكر القصة تماماً.

ومثل كل نظريات المؤامرة، فإن هذه النظرية لديها أدلة ظرفية كافية لإعطائها ما يشبه المصداقية. وتحديداً، أعطى مجلس الدوما، البرلمان الروسي، قراءة أولى هذا الأسبوع لمشروع قانون يمنح الرؤساء السابقين مقعداً مدى الحياة، في مجلس الاتحاد، وهو ما يعادل مجلس الشيوخ الأمريكي. وهذا يعني عملياً، منح فلاديمير بوتين وديمتري ميدفيديف، الذي كان رئيساً بين 2008 و 2012، حصانة مدى الحياة من أي ملاحقة قضائية.

وبالتالي، فإن مشروع القانون يبدو أنه يستهدف تقديم شبكة أمان من شأنها أن تسهل على بوتين ترك منصبه بدون قلق، وعندما يرغب، وهو الذي واجه مزاعم بالفساد من طرف المعارضة الروسية، لا تُعد ولا تُحصى.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشائعات التي تقول بأن بوتين يعاني من مرض باركنسون (وهو مرض يتقدم ببطء وتتجلى آثاره بمرور الوقت) ليست جديدة. فلقد ظهرت هذه الشائعات لأول مرة في عام 2015 بعد أن لاحظت المجلة الطبية البريطانية (ميديكال جورنال) تقلبات غير متماثلة في ذراعه أثناء مشيه. أما تقارير (ذا سن) و(نيويورك بوست) فلقد أشارت إلى ظهور الرئيس على شاشات التلفزيون مؤخراً، حيث بدا أنه يعاني من الألآم. ولكن بوتين ظهر كثيراً في أحداث تم نقلها في بث حي ومباشر على التلفزيون هذا العام، دون أن يظهر عليه أي انزعاج واضح.

كما يمكن للمرء أن يلاحظ أن كلاً من (ذا سن) و(نيويورك بوست) تتبعان لشركة نيوز كورب (NASDAQ:NWSA) التي يمتلكها البليونير المعروف روبرت مردوخ. وكان لـ مردوخ عداء شخصي مع بوتين منذ أن تم طرده من سوق الإعلانات الخارجية المربح في روسيا قبل 15 عاماً، على الرغم من أنه ليس من الواضح أبداً أن كان لهذه الحادثة علاقة بنشر هذه المقالات في هذه الحالة بالذات.

ولذلك، فإن هنالك أمور أخرى، مثل نتيجة الانتخابات الامريكية، وأسعار النفط، تُعتبر أكثر أهمية بالنسبة للأسواق الروسية على المدى القصير. ويجعل الكونجرس المنقسم من الصعب على الحزب الديمقراطي الانتقام مما يدعي الحزب أنه تدخل روسي كلف الحزب السباق الرئاسي في عام 2016، على الرغم من أن الرئيس جو بايدن لا يزال بإمكانه فعل الكثير من خلال الأوامر التنفيذية وحدها، والتي هي حق لكل رئيس أمريكي بحسب دستورالبلاد.

أما بالنسبة لأسعار النفط، فهي تعتمد إلى حد كبير على تصرفات روسيا. حيث يمكن للدولة العملاقة في انتاج النفط والغاز دعم الأسعار من خلال الموافقة على تأجيل زيادة الإنتاج المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في أول أيام عام 2021. وكان وزير النفط الجزائري، والرئيس الحالي لمنظمة أوبك عبد المجيد عطار قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن روسيا والسعودية تضغطان حالياً على أعضاء آخرين في المجموعة للقيام بذلك.

وبغض النظر عن ذلك، فإن الروبل وغيره من عملات وأسهم الأسواق الناشئة استفادوا بشكل واضح من الضعف المتجدد للدولار، والذي عاد للظهور منذ الانتخابات الأمريكية. وحتى بعد تعرضه لـ "زلزال" في جلسة اليوم، لا يزال {{2186|الروبل}} مرتفعاً بنسبة 2.5٪ مقابل الدولار هذا الأسبوع، بينما تبلغ مكاسب مؤشر بورصة موسكو {{13665|آر تي إس}} 8.8٪، وذلك على الرغم من الارتفاع القياسي في حالات الإصابة بفايروس كورونا في البلاد.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image