الأسهم الأمريكية تستقبل مناخًا جديدًا

الأسهم الأمريكية تستقبل مناخًا جديدًا

قفزت أسواق الأسهم الأمريكية فور الافتتاح في جلسة اليوم الخميس، مع تحسن كبير في فرص جو بايدن بالفوز في الانتخابات الرئاسية، لتتجاهل الأسهم بذلك بيانات مطالبات البطالة التي جاءت أسوأ من المتوقع، وتتطلع إلى عالم ما بعد الانتخابات، الذي تأمل في أن يكون خالياً من تماديات دونالد ترامب أو نانسي بليوسي.

وبعد يومين من تاريخ الانتخابات، لم يتحدد الفائز بالسباق إلى البيت الأبيض بعد، على الرغم من أن جو بايدن عزز موقعه بفوز بفارق ضئيل في ميشيغان وويسكانسن. وفي غضون ذلك، بدأ الرئيس دونالد ترامب بالفعل الإجراءات القانونية لوقف عد الأصوات التي تُعتبر غير قانونية، حيث طالب رسمياً بإعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكانسن.

ونقل موقع (ذا هيل) الإخباري أن أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب يفكرون في اختيار زعيم جديد لهم بعد خسائرهم لـ 5 مقاعد في مجلس النواب، ضمن انتخابات الكونغرس التي جرت بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية يوم الثلاثاء، وفشلهم في الحصول على الاغلبية في مجلس الشيوخ. وقد فسر الكثيرون هذه النتائج على أنها رفض من الشعب الامريكي لأفكار الحزب اليسارية.

وعند الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:35 بعد الظهر بتوقيت جرينيتش)، ارتفع مؤشر {{169|داو جونز}}، بـ 357 نقطة أو ما يعادل 1.3٪. أما مؤشر {{166|إس إن بي}} فلقد ارتفع بنسبة 1.7٪، وكانت المكاسب الأكبر من نصيب مؤشر {{14958|نازداك}} الذي قفز بنسبة 2.2٪.

وكانت المؤشرات الثلاثة قد ارتفعت بشكل حاد يوم أمس الأربعاء بعد أن أصبح من الواضح أن نتائج الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونجرس ستحد على الأغلب من قدرته على المضي قدماً في تغييرات تشريعية جذرية تضر بالاقتصاد والشركات الأمريكية.

ومن أخبار الأسهم الفردية، قفز سهم أمازون (NASDAQ:AMZN) بنسبة 3.1٪، بعد إفصاحها أن مؤسس الشركة جيف بيزوس قد باع ما قيمته 10 بليون دولار من الأسهم خلال العام الحالي، وهو رقم أكبر بكثير من أرقام السنوات السابقة. وليس من الواضح إن كان بيزوس يقوم بذلك حتى يستبق زيادة محتملة في ضرائب أرباح رأس المال في حال فوز الديمقراطيين بالرئاسة ومجلس الشيوخ.

أما النظير الصيني لـ أمازون، وهي شركة علي بابا (NYSE:BABA) فلقد كان أداؤها مختلفاً تماماً، حيث تراجع سهمها بنسبة 3.8٪، ووصل إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهر بعد أن أظهرت النتائج الفصلية تباطؤاً واضحاً في نمو المبيعات. وكان كل من أمازون وعلي بابا من أكبر الرابحين من الوباء، الذي ساعد على تسريع التحول إلى العالم الرقمي للعديد من الشركات والمتسوقين. وبقيت معنويات المستثمرين تجاه سهم علي بابا سلبية بعد ما حصل مع الشركة المملوكة لها (آنت جروب) والتي أوقفت إدراجها المزدوج في بورصتي شنغهاي وهونج كونج يوم الثلاثاء، قبل يومين من الموعد المقرر لبدء تداول الأسهم المكتتب بها، والتي بلغت قيمتها 35 بليون دولار، وجعلت من هذا الاكتتاب الأكبر في العالم.

كما ارتفعت أسهم شركة تعدين الذهب باريك (NYSE:GOLD) بنسبة 6.2٪ بعد أن سجلت الشركة إيرادات قياسية خلال الربع الثالث، بفضل الارتفاع في أسعار الذهب.

وكانت الأجندة الاقتصادية للجلسة الأمريكية قد بدأت بتقرير مطالبات البطالة الأسبوعي، والذي أظهر أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد تراجع بأقل من المتوقع، وبقي ضمن المستويات التي تشير إلى أن الانتعاش في سوق العمل ربما قد بدأ يفقد الزخم مع استمرار الموجة الثانية من وباء كورونا في تعطيل الأعمال.

ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على {{ecl-294||معونات البطالة الأولية}} للأسبوع الماضي، قد تراجع إلى 751 ألف شخص، وهو ما جاء أسوأ من التوقعات التي كانت تترقب تراجع المطالبات إلى 732 ألف، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 758 ألف، والذي تم تعديله بالزيادة في تقرير اليوم.

كما ذكر التقرير كذلك أن {{ecl-522||المطالبات المستمرة}}، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت بقوة وبـ 560 ألف مطالبة إلى 7.285 مليون، من رقم الأسبوع الماضي (بعد التنقيح) والبالغ 7.845 مليون.

ولا يزال رقم المطالبات الأولية قرب أدنى مستوياته منذ أواخر مارس، عندما ضربت الموجة الأولى من الوباء، وتسببت بتسريح ملايين العمال في البلاد. ومع ذلك، لا يزال معدل هذه الأرقام أكثر من ثلاثة أضعاف المعدل الذي كانت عليه المطالبات قبل الوباء، وما زالت تشير إلى مستويات عالية ومستمرة من تسريح العمال، حتى مع نهاية فصل الصيف الذي تعافى فيه الاقتصاد بقوة من انتكاسته الأولية.

ولكن أبرز الأحداث الاقتصادية لهذا الأسبوع سيكون {{ecl-398||اجتماع السياسة النقدية}} لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وبسبب الانتخابات الرئاسية، سيعلن البنك قراراته متأخرة بـ 24 ساعة عن موعدها المعتاد، وذلك اليوم، الخميس، عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي.

ومن غير المتوقع أن يجري البنك تغييرات على سياسته خلال هذا الاجتماع الذي يجري في وقت قريب جداً من الانتخابات، بل وحتى قبل أن تظهر نتيجتها. ولكن بنك إنجلترا انضم إلى بنك الاحتياطي الأسترالي، على قائمة البنوك المركزية التي أعلنت عن زيادة في حجم برامج التحفيز النقدي لاقتصادات بلادها. أما البنك المركزي الأوروبي، فلقد أعلن الأسبوع الماضي أنه سيفعل ذات الشيء، ولكنه يخطط لأن يكون ذلك في اجتماع ديسمبر.

أما يوم غد الجمعة فستصدر وزارة العمل الأمريكية تقرير {{ecl-227||الوظائف}} الشهري والذي من المتوقع أن يظهر انخفاضاً طفيفاً آخر في معدل {{ecl-300||البطالة}}.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image