مع اقتراب النتيجة من الظهور، شغف السوق واضح بجو بايدن، وحزم التحفيز

تحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم بمكاسب حادة، لليوم الثاني على التوالي، حيث يعلق المحللون والمستثمرون آمالهم على نتيجة الانتخابات التي كان يُنظر إليها سابقًا على أنها الأسوأ من بين جميع النتائج المحتملة: نتيجة انتخابات متنازع عليها، والكونجرس المنقسم.

فعند الساعة 8:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (12:05 ظهراً بتوقيت جرينيتش)، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 383 نقطة أو ما يعادل 1.4٪، بينما تقدمت العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} بـ 60 نقطة او 1.8٪. أما العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} فلقد قفزت ب، 290 نقطة أو ما يعادل 2.5٪.

وكان مؤشر {{169|داو جونز}} قد أغلق تداولات يوم أمس الأربعاء على ارتفاع بنسبة 1.6٪. كما ارتفع كل من مؤشر {{166|إس إن بي 500}} بنسبة 2.8٪، ومؤشر {{14958|نازداك}} بنسبة ضخمة بلغت 3.8٪. وأصبح هذين الأخيرين على طريقهما للحصول على أفضل أسبوع لكل منهما في سبعة أشهر، حيث تسير أسواق الأسهم بشكل عام على وتيرة أفضل أسبوع انتخابي لها منذ عقود.

وكانت اسواق الأسهم قد عكست الحركة التي شهدتها يوم الأربعاء، لأن مجلس الشيوخ الذي دافع عنه الحزب الجمهوري بنجاح سيحبط أي خطط لرفع جذري في الضرائب والذي كان متوقعاً بشدة في ظل "الموجة الزرقاء" الديمقراطية. وبالتالي، أصبحت الحاجة إلى جني الأرباح من المكاسب المذهلة أقل إلحاحاً. وينطبق هذا الكلام على عديد الأسهم، وعلى رأسها أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة التي حققت مكاسب خيالية في الفترة الأخيرة.

والنتيجة الأخرى لما حصل في الانتخابات هي أنه من غير المرجح أن يوافق الكونجرس المنقسم على إصلاحات جذرية من أي نوع، وهو ما يقلل من المخاطر التنظيمية لقطاعات مثل الرعاية الصحية، التي كانت أسهمها من أبرز الرابحين في جلسة الأربعاء.

ورغم أن النتيجة لم تحسم بعد، إلا أنا لمرشح الديمقراطي جو بايدن قد أقترب من تحقيق النصر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد أن فاز بولايتي ويسكانسن وميشيغان الرئيسيتين، وإن كانت هذه الانتصارات قد تحققت بهوامش ضئيلة.

وبعد وصوله إلى 264 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، أصبح بايدن بحاجة إلى 6 أصوات فقط ليحقق فوزه، مع استمرار العد في ولايات بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولينا وأريزونا، على الرغم من الدعاوى القضائية التي رفعتها حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية لوقف فرز الأصوات في بنسلفانيا وجورجيا.

ولكن النقطة السلبية هي التقارب الشديد في التصويت، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام إجراءات قانونية طويلة، حيث رفع الرئيس ترامب بالفعل دعاوى قضائية، بهدف إعادة فرز الأصوات في الولايات المتقاربة للغاية.

وفي تقرير لشركة (بي إن واي ميلون)، كتب المحلل الاستراتيجي جون فيليس قائلاً: "نعتقد أنه من غير المرجح أن تستمر نغمة المخاطرة الإيجابية هذه لفترة طويلة. نحن نتوقع فترة طويلة من عدم التأكد، مع انتخابات متأخرة ومتنازع عليها، وهو ما من شأنه أن يزيد من التقلبات، وأن يقلل من الرغبة في المخاطرة".

ولن تكون النتائج الرسمية النهائية متوفرة قبل مرور عدة أيام، بسبب الحجم الهائل من الأصوات التي يتم فرزها. ولقد كانت نسبة المشاركة الإجمالية هي الأعلى في التاريخ الحديث، حيث وصل الرئيس ترامب إلى عدد أصوات أكبر بأكثر من 5 ملايين صوت من عدد أصواته قبل أربع سنوات، بينما حقق بايدن أكبر عدد من الأصوات في تاريخ البلاد.

وبدأت الأجندة الاقتصادية للجلسة الأمريكية بتقرير مطالبات البطالة الأسبوعي، والذي أظهر أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد تراجع بأقل من المتوقع، وبقي ضمن المستويات التي تشير إلى أن الانتعاش في سوق العمل ربما قد بدأ يفقد الزخم مع استمرار الموجة الثانية من وباء كورونا في تعطيل الأعمال.

ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على {{ecl-294||معونات البطالة الأولية}} للأسبوع الماضي، قد تراجع إلى 751 ألف شخص، وهو ما جاء أسوأ من التوقعات التي كانت تترقب تراجع المطالبات إلى 732 ألف، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 758 ألف، والذي تم تعديله بالزيادة في تقرير اليوم.

كما ذكر التقرير كذلك أن {{ecl-522||المطالبات المستمرة}}، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت بقوة وبـ 560 ألف مطالبة إلى 7.285 مليون، من رقم الأسبوع الماضي (بعد التنقيح) والبالغ 7.845 مليون.

ولا يزال رقم المطالبات الأولية قرب أدنى مستوياته منذ أواخر مارس، عندما ضربت الموجة الأولى من الوباء، وتسببت بتسريح ملايين العمال في البلاد. ومع ذلك، لا يزال معدل هذه الأرقام أكثر من ثلاثة أضعاف المعدل الذي كانت عليه المطالبات قبل الوباء، وما زالت تشير إلى مستويات عالية ومستمرة من تسريح العمال، حتى مع نهاية فصل الصيف الذي تعافى فيه الاقتصاد بقوة من انتكاسته الأولية.

ولكن أبرز الأحداث الاقتصادية لهذا الأسبوع سيكون {{ecl-398||اجتماع السياسة النقدية}} لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وبسبب الانتخابات الرئاسية، سيعلن البنك قراراته متأخرة بـ 24 ساعة عن موعدها المعتاد، وذلك اليوم، الخميس، عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي. أما يوم غد الجمعة فستصدر وزارة العمل الأمريكية تقرير {{ecl-227||الوظائف}} الشهري والذي من المتوقع أن يظهر انخفاضاً طفيفاً آخر في معدل {{ecl-300||البطالة}}.

وفي أسواق النفط، تراجعت الأسعار في جلسة تداول اليوم فسقطت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 1.0٪ لتتداول عند 38.75 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}} والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.6٪ لتتداول عند 40.97 دولار للبرميل.

وفي أسواق المعادن الثمينة، ارتفعت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 1.2٪ لتتداول حول مستوى 1,919 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد ارتفع {{1|اليورو}} امام الدولار بنسبة 0.7٪ ليتداول عند 1.1808.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image