ماذا فعلت الشهرة في خامس أكبر بنك سعودي؟

يبدو أن الشهرة سلاح ذو حدين، وفي عالم المال والأعمال فإن قيمة الشهرة تأخذ منك الكثير كما تمنحك الكثير أيضا. 

واتضح هذا الأمر جليا في انسحابه على أرباح خامس أكبر البنوك السعودية من حيث الموجودات وهو البنك السعودي البريطاني (SE:1060) "ساب". 

خسائر مليارية  

وسجل ساب خسائر قدرها 4847 مليون ريال بنهاية التسعة أشهر الأولى 2020، مقارنة بأرباح 2081 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2019. 

وقال البنك إن سبب تسجيل خسائر خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق يعود إلى إثبات الانخفاض في قيمة الشهرة خلال الفترة الحالية بنحو 7,418 مليون ريال سعودي.  

ويعتبر الانخفاض في قيمة الشهرة حدثا محاسبيا لمرة واحدة ولن يؤثر على رأس المال ولا سيولة البنك ولا درجة التمويل ولا القوة الاستراتيجية والميزات التنافسية للبنك، أو قدرتنا على إقراض ودعم العملاء أو معايير الخدمة، أو المنتجات، أو أي من موظفينا. 

وقال ساب انه تم إثبات الشهرة بعد الاندماج بين بنك ساب والبنك الأول في يونيو 2019. 

لماذا الآن؟ 

 وكان الانخفاض في قيمة الشهرة لسببين الأول هو الارتفاع الكبير والمؤقت في سعر سهم البنك بتاريخ الاندماج وذلك بسبب انضمام المملكة العربية السعودية إلى مؤشر أم أس سي آي للأسواق الناشئة (MSCI EM). 

والثاني جائحة فيروس كوفيد 19 غير المسبوقة والظهور غير المتوقع، وأثرها على الاقتصاد قد ساهم في نتيجة توقعات العوائد المستقبلية المتعلقة بالانخفاض في القيمة. 

وفي حال استبعاد الانخفاض في قيمة الشهرة، يكون صافي الدخل قبل الزكاة وضريبة الدخل منخفضًا بنحو 134 مليون ريال سعودي. 

 ويعزى ذلك إلى ارتفاع إجمالي مصاريف العمليات.  

وقابل هذا جزئياً ارتفاع إجمالي دخل العمليات وكذلك انخفاض مخصص خسائر الائتمان المتوقعة.  

ويعزى ارتفاع إجمالي مصاريف العمليات بشكل رئيسي إلى ارتفاع مصاريف الاستهلاك والإطفاء، ومصاريف الرواتب وما في حكمها والمصاريف العمومية والإدارية وذلك لدعم عمليات تكامل الاندماج للبنكين، والمؤقتة بطبيعتها. 

يعزى ارتفاع إجمالي دخل العمليات بشكل رئيسي إلى ارتفاع صافي دخل العمولات الخاصة، ودخل الأتعاب والعمولات، ودخل المتاجرة وأرباح تحويل العملات. 

وقابل هذا جزئيًا انخفاض دخل العمليات الأخرى، ودخل توزيعات الأرباح، ومكاسب سندات الدين المدرجة بالقیمة العادلة من خلال الدخل الشامل الآخر. 

أرجع البنك سبب انخفاض الأرباح خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق إلى انخفاض إجمالي دخل العمليات.  

وقابل ذلك جزئيًا، انخفاض إجمالي مصاريف العمليات ومخصص الزكاة وضريبة الدخل. 

ويعود انخفاض إجمالي دخل العمليات إلى انخفاض صافي دخل العمولات الخاصة نتيجةً لانخفاض أسعار الفائدة المرجعية، وأرباح تحويل العملات، ودخل توزيعات الأرباح، ودخل الأتعاب والعمولات ودخل المتاجرة. 

ويعود انخفاض إجمالي مصاريف العمليات إلى انخفاض مصاريف الرواتب وما في حكمها، والإيجار ومصاريف المباني، والمصاريف العمومية والإدارية. 

وذلك نتيجةً للنجاح المتواصل في تحقيق الكفاءة المتمثل في ترشيد المصاريف، وقابل ذلك جزئيًا، ارتفاع مصاريف الاستهلاك والإطفاء. 

 حقوق المساهمين 

وقال ساب إن حقوق المساهمين (بعد استبعاد حقوق الأقلية) بنهاية الفترة قد بلغت 49724 مليون ريال، مقابل 55008 مليون ريال كما في نهاية الفترة المماثلة من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 9.61%. 

 وعقب الاندماج مع البنك الأول عدل ساب القوائم المالية، لينتج عنها ارتفاع صافي الدخل لفترة الثلاثة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2019م بنحو 110 مليون ريال سعودي عما أعلن عنه سابقًا، وكذلك ارتفاع ربح السهم من 0.52 ريال سعودي إلى 0.57 ريال سعودي. 

ونتج عن التعديل ارتفاع صافي الدخل لفترة التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2019م بنحو 168 مليون ريال سعودي عما أعلن عنه سابقًا، وكذلك ارتفاع ربح السهم من 1.12 ريال سعودي إلى 1.22 ريال سعودي. 

بلغ مخصص خسائر الائتمان المتوقعة لفترة التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2020م نحو 1,599 مليون ريال سعودي، مقابل 1,864 مليون ريال سعودي لنفس الفترة من العام السابق. 

 كما بلغ مخصص خسائر الائتمان المتوقعة لفترة الثلاثة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2020م نحو 51 مليون ريال سعودي، مقابل 182 ريال سعودي لنفس الفترة من العام السابق ومقابل 1,309 مليون ريال سعودي للربع السابق.